هذا العالم ينتشر فيه الكثير من أنواع المرضى النفسيين، ولكن هناك نوع معين من هؤلاء المرضى من الصعب أن تكتشفهم وتتعرف عليهم بسهولة ويسمى بالشخصية السيكوباتية، وهذا ما يتحدث عنه كتابنا اليوم والذي من خلال ملخص كتاب محاط بالمرضى النفسيين سنتعرف فيه على سمات الشخصية السيكوباتية وكيف يؤثر سلبًا إذا ما وجِدَت في حياتنا.
نبذه حول ملخص كتاب محاط بالمرضى النفسيين
من خلال ذكر بعض الحالات والقصص الشخصية قام توماس إريكسون بتقديم واحداً من أفضل الكتب التي تتحدث عن كيفية التعامل مع سلوك الشخصية السيكوباتية ، فهل سبق لك وأن تعرضت للتلاعب بمشاعرك؟، وكيف قمت بالتصرف تجاه ذلك؟، من خلال هذا الكتاب استطاع توماس أن يجيب نيابة عنك على هذا السؤال، وليس هذا فقط.
بل أنه قام بوصف المختليين نفسياً وأصحاب الاعتلال النفسي، وبشرح الطريقة المناسبة التي تضمن حمايتنا من هؤلاء ولهذا فإن لم يسبق لك أن تعرفت على واحداً من الشخصيات السيكوباتية وغيرهم، فأنت بالتأكيد بعد متابعتك لـهذا الملخص، ستكون على دراية تامة بمعرفتهم ، وكيف تتعرف على الشخصية المختلة نفسيًا إذا ما كانت موجودة في البيئة المحيطة بك ام لا ، وستتعرف على معنى التلاعب النفسي ، بالإضافة إلى أن الكاتب قد تحدث عن أنماط السلوك الأربعة وأساليب التلاعب النفسي وكيفية التعامل معها والحماية منهم ، وقبل أن ننتقل إلى ملخص كتاب محاط بالمرضى النفسيين ، لنتعرف أولاً على توماس إريكسون.
من هو مؤلف الكتاب
توماس اريكسون – Thomas Erikson هو مؤلف سويدي وخبير سلوك، وهو صاحب كتاب مُحاط بالحمقى الأكثر مبيعًا والذي قد تمت ترجمته إلى أكثر من 40 لغة، كما أنه يعمل محاضراً في الكثير من دول العالم وذلك حتى يقدم المساعدة للناس وتطوير ذاتهم ، كما يلقي الندوات والمحاضرات للعديد من المسؤولين التنفيذيين ومديرين أكبر الشركات العالمية.
اطلع على الأفكار الرئيسية في ملخص كتاب لست آسفة واستفد منها في حياتك.
ملخص كتاب محاط بالمرضى النفسيين
يبدأ الكاتب بتعريف المختليين نفسياً وبصفاتهم، ويقول أن المختليين نفسياً والذي يشير إليهم في كتابة ليسوا مرضى نفسيين ، بل من يقصدهم هم أصحاب الشخصية السيكوباتية ويمثلون 2% من سكان العالم ، وهؤلاء يُعرفون بمعاداتهم للمجتمع، حتى أن الكاتب يراهم مسؤولين عن الكثير من الجرائم مثل القتل والعنف والنصب والاحتيال، إضافة الى الكثير من الأضرار والمعاناة التي يتسببون فيها، وقد تصل نتيجتها إلى إشعال الحروب، وهذا بالضبط ما حصل في الحرب العالمية الأولى أو الثانية، وأكبر مثال على ذلك هو أدولف هتلر، والذي يعد من المشاهير السيكوباتيين، فقد أخذ الكاتب هتلر كمثال بسبب ما فعله في قتل نحو ٦ ملايين، إضافة إلى الضرر والمعاناة التي تسبب بها لمئات الملايين حول العالم، ويتسأل الكاتب ويقول: كيف تركته ألمانيا كلها بأن يفعل ما فعل؟ ولماذا لم يوقفه أحد ؟ وقد أجاب بالفعل على هذا.
وذلك لأن المختليين نفسيا هم أصحاب تأثير ومكر وذكاء عالي، ومن خلالهم لديهم القدرة على خداع الكثيرين ممن حولهم، ولم يكتفي الكاتب بهذا فقط، بل قام بتوضيح السمات التي توجد عند المختل النفسي والشخصية السيكوباتية وقد قام بحصرها في 20 سمة ومنهم يمكنك أن تعرف إذا كان الشخص الذي أمامك هو شخصية سيكوباتية أم لا؟ وهذه السمات مثل:
- اللباقة والجاذبية
- إشباع رغباتهم
- الكذب المرضي
- النزعة إلى القوة
- تضخيم تقدير الذات
- عدم التعاطف والقسوة
- عدم تحمل مسئولية الأفعال
- عدم الشعور بالذنب أو تأنيب الضمير
- عدم التفكير باستراتيجية أو موضوعية
- الاندفاع ، حيث أنهم لا يسيطرون على سلوكهم
- السلطة والسيطرة والتلاعب بالآخرين والتأثير عليهم
- إلقاء اللوم على الآخرين لتبرير سلوكهم المختل والمنحرف
- الحاجة إلى التحفيز الدائم ؛ لذلك يميلون لارتكاب الأعمال الغير أخلاقية والقانونية.
وما إلى ذلك من السمات التي ناقشها الكاتب.
وقد تتساءل عزيزي القارئ في هذه اللحظة، لو امتلكت صفة أو صفتين مما سبق ، هل انا مختل نفسيًا؟
والجواب: لا ، فلا يعني وجود صفة أو اثنين من هذه الصفات بك أنك مختل نفسيًا، بل هناك فرق يفصلك عن المختليين نفسيًا وقد ذكرة إريكسون بالفعل في كتابه، وهذا الفرق الوحيد هو الحس الأخلاقي، فإن كنت تشعر وتعرف ما هو صحيح وما هو خاطئ تتعاطف وتهتم وتتعاون مع الآخرين، وأيضًا تشعر بالندم وبتأنيب الضمير عند ارتكاب الخطأ، فأنت بالتأكيد لست شخصًا سيكوباتيا.
استفد من النصائح العملية لتعزيز صحتك النفسية عبر مقالة جلسات نفسية
تعريف التلاعب
الكثير منا قد سبق له وأن تعرض للتلاعب أو الاستغلال بشكل ما في حياته ، وأحيانًا قد نكون نحن من قد تلاعبنا بالآخرين، وهذا لأن التلاعب جزء من الحياة الاجتماعية التي نعيشها، ولكن هناك بعضًا من الاستخدامات التي تكون بريئة وليست ذات نية سيئة ، فعلى سبيل المثال:
إذا رغبت الزوجة بعدم الذهاب مع زوجها في زيارة عائلته، فإنها قد تتظاهر بالتعب والتحجج به، وعلى هذا النمط هناك العديد من الأمثلة.
ولكن التلاعب الذي قصده الكاتب والذي يستخدمه المختل النفسي، هو أن يقوم بتغيير الأمور بوعي وإدراك منه بدافع مصلحته الشخصية، ولهذا فإن الشخص المتلاعب يقوم باستخدام طرق مخادعة من أجل تغيير سلوك أو رأي الآخرين دون أن يعرفوا الغرض الحقيقي من هذا.
وقد أوضح إريكسون في كتابه أن هناك نوعين من التلاعب:
الأول هو: التلاعب الإيجابي وقد أطلق عليه الكاتب اسم التأثر أو الإقناع ، وعلماء النفس يطلقون عليه اسم التلاعب الإيجابي، وهناك الكثير من الأمثلة من هذا النوع، ومنها:
أن يقوم الأهل بتشجيع الأبناء على إنجاز فروضهم اليومية وفي المقابل يعدونهم بالهدايا، فهذا النوع يكون بدافع النية الطيبة والتأثير الإيجابي.
الثاني هو: التلاعب النفسي المؤذي فالشخص المختل نفسيًا يقوم باستخدام أساليب التلاعب التقليدية ولكن بشكل بارع وبطرق خفية حتى لا ينتبه لهم أحد، وذلك بهدف تغيير سلوك الآخرين باستخدامهم الطرق الخبيثة والمخادعة أو باستخدام التجاوزات النفسية والجسدية.
ويطرح الكاتب سؤالاً مهمًا لماذا نقوم بالتلاعب؟
فيجيب على ذلك لأننا نريد الحصول على شيء معين ولا نستطيع أن نتحصل عليه بشكل مباشر و سريع، وهذا يجعلنا نلجأ للتلاعب، ولكن في بعض الأحيان يكون الهدف من أجل دافع أو تحفيز مثل الحصول على المال أو الحب أو الجنس أو القوة والسلطة، وغيرهم الكثير.
أساليب التلاعب التقليدية
ويكمل الكاتب حديثه عنها ويذكر منها في كتابة 5 أساليب:
الأسلوب الأول: قصف الحب
وفي هذا الأسلوب يقوم الشخص المتلاعب بإعلان حبه لمن يريد ويوهم الضحية إنها أفضل شريك أو شريكة في العالم، كما يقوم بالمدح والتركيز على جميع الجوانب الإيجابية في ضحيته، ومع الوقت يقوم بغمرها بالاهتمام أو الهدايا لفترة من الوقت، واحيانًا قد يصل الأمر إلى استغلال المال الخاص بضحيته خلال هذه الفترة.
ومن بعد هذه الفترة يتوقف قصف الحب ويتبدل الأمر الى انتقاد كل شيء كان يمدح الضحية بها، وهذه الخطوة يتم استخدامها فقط للسيطرة على ضحيته وجعلها تفعل كل ما يريد، للحصول على الاهتمام والحب الذي كانت ترتوي منه في البداية.
الأسلوب الثاني: تعزيز إيجابي تعسفي
يستخدم المتلاعب هذا الأسلوب مع الأشخاص الذين يفتقدون التشجيع والإشادة على اعمالهم، وأيضًا على الأشخاص الذين لديهم تدني في تقدير الذات فيقوم المتلاعب باستخدامه ثم يتوقف عن ذلك من غير أن يوضح الأسباب، وذلك حتى يجعل الضحية تشك في نفسها أو أنها أخطئت في شيء ما، وقد يشعره المتلاعب بعدم الرضا عن نفسه، كل هذه الأمور من أجل السيطرة أو ليدفع الضحية لعمل أي شيء، وذلك بمقابل حصوله على الدعم والتشجيع مرة ثانية، وقد قام الكاتب بتشبيه هذا الأسلوب بتاجر المخدرات والمدمن.
الأسلوب الثالث: التعزيز السلبي
اذا قامت الضحية بتقديم وعمل أي شيء يحبه ويرغب به المتلاعب، حينها يقوم المتلاعب بوقف فعل أي شيء مؤذي وسلبي يفعله مع الضحية الذي يتلاعب بها، ولكن إذا توقفت الضحية عن تقديم هذه الأشياء، يعيد المتلاعب فعله المؤذي والسلبي معه مرة ثانية، وهذا الأسلوب يجعل الضحية تقوم بفعل أي شيء يريده المتلاعب حتى تتجنب الأذى والضرر.
الأسلوب الرابع: الصمت العقابي | التعذيب العاطفي
يقوم المتلاعب باستخدام هذا الأسلوب بطريقة التجاهل التام وعدم الرد على شيء ما فعلته الضحية معه أو حتى لم تفعله، وهذا النوع يستخدمه المتلاعب بهدف الضغط على ضحيته وجعلها تستسلم لرأيه أو كلامه.
الأسلوب الخامس: سحابة الدخان الكثيفة
يستغل المتلاعب ضعف ضحيته ضده ويقوم بالتركيز على شيء يضايقه أثناء التحدث عن مشكلة ما، أو حتى يستفزه ليحول تفكيره عن المشكلة إلى خلق ردة فعل اتجاه كلامه.
تعلّم كيفية تحويل التوتر إلى طاقة إيجابية من خلال ملخص كتاب دع القلق وابدأ الحياة
كيف تحمي نفسك من المرضى النفسيين
من خلال مقال ملخص كتاب محاط بالمرضى النفسيين نذكر لكم بعض النصائح التي ذكرها الكاتب في كتابه للحماية من المختلين النفسيين و من المتلاعبين.
أولاً : كيف تحمي نفسك من المختليين نفسيا؟
حتى تعرف كيف تحمي نفسك منهم، من المهم أن تعرف ما هي نقاط القوة والضعف لديك، وذلك لأن أصحاب الاختلال النفسي لديهم قدرة كبيرة في اكتشاف نقاط الضعف عند الضحايا واستغلال هذا الضعف ضدهم ولهذا فإن هناك بعضًا من الارشادات الوقائية التي يجب عليك معرفتها، وذلك حتى تحمي نفسك بشكل كبير، ومن ضمن هذه الإرشادات :
- أن تهتم بتنمية الوعي بك وبالآخرين من حولك.
- يجب أن تكون واثقًا بنفسك ، ولديك تقدير ذاتي كبير.
- احرص على أن تتعلم الكثير عن نمط سلوك المختليين نفسيًا.
ثانيًا : كيف تحمي نفسك من التلاعب ؟
يقول الكاتب أنه لا يشترط أن يكون جميع المتلاعبين هم أشخاص مختلفين نفسيًا، ولكن في النهاية من المهم أن تتعلم كيف تحمي نفسك منهم ، وإليكم 5 نصائح :
قم باستخدام أسلوب كسر النمط مع المتلاعب:
فعلى سبيل المثال لو شعرت أن أحدًا يتلاعب عليك لا تقم بمواجهته بالكذب، وذلك لأنه ببساطة سيكذب عليك مرة ثانية ، فمشكلتك هنا هي في رد الفعل السريع ، وهذا ما يريده منك المتلاعب ، ولهذا امنح نفسك وقت كافي وفكر.
استخدم اسلوب الاسطوانة المشروخة مع المتلاعب:
عندما يضغط عليك المتلاعب لفعل شيء ما وأنت لا ترغب به ، حاول أن تسيطر على الموقف بتكرار نفس الجملة في كل مرة ، فعلى سبيل المثال :
إذا طلب منك المتلاعب استعارة قميص عندك ، أخبره في كل مرة أنك تنسى في إحضاره معك.
لا تستخدم الخوف والشعور بالذنب مع المتلاعب:
الشخص المتلاعب يجيد استغلال مشاعر الخوف والقلق وتأنيب الضمير ضدك ، وهو بالفعل يدرك إنها وسيلة مميزة يضغطك بها ، ولهذا احرص على مواجهة خوفك ومشاعرك التي تجعلك شخصًا ضعيف أمام المتلاعب ولا تحاول إظهارها له.
استخدم اسلوب المواجهة والصراحة مع المتلاعب:
ان كنت قد اتخذت قرارك في استمرار تعاملك وعلاقتك التعامل مع المتلاعب ، فيمكنك إذا أن تستخدم اسلوب المواجهة أو الصراحة معه ، لذا قم بالحديث معه عن أفعاله بشكل صريح وعن أن أفعاله توثر بك بشكل سلبي ولهذا فعلية أن يتوقف ، ويمكنك أيضًا أن تضع بعض الشروط حتى تستمر هذه العلاقة ، فمثلاً :
أن يكون صادقًا معك وأن يحترمك ويقدرك ، ولكن بالطبع لا تتوقع إن يكون ردة فعله هي القبول والتغير السريع ، فهذا الأمر يحتاج منك الوقت والصبر
وفي ختام مقال ملخص كتاب محاط بالمرضى النفسيين، نخبرك عزيزي القارئ أن هدف هذا الكتاب ليس زرع الشك بين الناس ، ولكن الهدف منه هو تنمية الوعي ونشره ، وأن نتعلم كيف نحمي أنفسنا من التلاعب والاستغلال ، وأن نعرف كيف نتعامل معهم أو نتجنب التعامل معهم ، ولهذا فإنه واحداً من أفضل الكتب التي يمكنك الاستفادة والتعلم منه.
اكتشف معنا أيضا الأسرار المثيرة لتطوير النفوذ والهيمنة في ملخص كتاب 48 قانون للقوة
كما يمكنك أن تقرأ ملخص كتاب ٥٥ مشكلة حب
عبد الله موسى، الكاتب والأديب
يتميز بأسلوبه الفريد والعميق الذي يلامس القلوب ويحفز التفكير.
تتجلى مواضيع أعماله في استكشاف عوالم الإيمان والروحانية، ويعبر عن تجاربه الشخصية وتأملاته في مختلف جوانب الحياة والبشرية.
كما يتسم أسلوبه بالعمق والتأمل، مما يجعل قراءاته تجربة ممتعة ومثرية.