ملخص كتاب عيار الشعر لابن طباطبا pdf

نبدأ ملخص كتابنا هذا بذكر نبذة مختصرة عن مؤلف الكتاب وهو أبو الحسن محمد بن أحمد، وهو شاعر وعالم في الأدب قد ولد بأصبهان ومات فيه سنة 322 من الهجرة النبوية، ومن مؤلفاته كتابنا هذا وكتاب [تهذيب الطبع] و[العروض]، وله أشعار في الغزل والأدب.

لتحميل نسخة pdf

 

ملخص كتاب عيار الشعر

يُعدّ هذا الكتاب من أهم مؤلفات نقد الشعر في عصره، حيث يعمق في استكشاف أسراره وتفاصيله الدقيقة، كما تشير الصفحة الأولى من الكتاب إلى أن المؤلف قد أهداه إلى أبي القاسم سعد بن عبد الرحمن، وهو شخص لا تقدم لنا كتب التراجم معلومات كافية عنه.

 

وقد ألف المؤلف رحمه الله هذا الكتاب بعد كتابه تهذيب الطبع فكأنه وضع هذا الكتاب ليكون مرجعًا وأداة توجيهية، أو بمثابة معيار لاختياراته الشعرية التي جمعها في كتابه الكبير.

كما يمكن الاطلاع على مزيد من التفاصيل حول ابن طباطبا ونقده الشعري، عبر دراسة د. عمر الطالب المنشورة في مجلة “آداب الرافدين” (المجلد 24، الصفحة 68) بعنوان “الشاعرية في تصور ابن طباطبا من خلال عيار الشعر”.

وقد قسم المؤلف كتابه إلى عدة نقاط نذكره ملخصا مفيدا

كما يمكنك قراءة ملخص كتاب الموازنة بين الطائيين

 

مفهوم الشعر

ذكر فيه أن الشعر هو كلام منظوم يختلف عن النثر بترتيبه الخاص، فمن يمتلك ذوقًا شعريًا لا يحتاج للعروض لضبطه.

 

أدوات الشعر

في هذا الباب ذكر أن للشعر أدوات أساسية مثل إتقان اللغة والإعراب، المعرفة بتاريخ العرب وأدبهم، وفهم أساليبهم في نظم الشعر، كما يجب على الشاعر اختيار الألفاظ بعناية لتناسب المعاني، وتجنب العبارات الركيكة والتشبيهات غير المناسبة، ليظهر الشعر متناسقًا ومتكاملًا.

 

بناء القصيدة

ذكر ابن طباطبا بما معناه أن عند بناء القصيدة، يبدأ الشاعر بتشكيل المعنى الذي يريد التعبير عنه في ذهنه كنثر ثم يختار الألفاظ والقوافي المناسبة. كما لابد أن يعمل الشاعر على تنسيق الأبيات وتوافقها مع المعنى، ويعيد ترتيبها وربطها بأبيات أخرى لتكون قصيدته مترابطة ومتناغمة.

 

ثم لاد من مراجعة الشاعر نصه حتى يستبدل الكلمات المستكرهة بأخرى سلسة، ويحسن تركيب القوافي لتناسب المعاني فالشاعر الحرفي الماهر ينسج كلماته كما ينسج النسيج المتقن، ويجمع بين البلاغة والدقة في التشبيهات والوصف، بحيث يتنقل بسلاسة بين الأغراض الشعرية دون فقدان الترابط.

 

تفاضل الأشعار

وخلاصة هذا الباب كان في أن الشعر، رغم تشابه جنسه، يختلف في تفاصيله ويتفاوت في جودته مثلما يختلف الناس في صفاتهم وأخلاقهم فكل شعر له جماله الخاص، ويتفاوت في مدى إعجاب الناس به وفقاً لأذواقهم. وقد جمع المؤلف في كتاب “تهذيب الطبع” مختارات من الشعر ليكون مرجعاً لمن يريد تعلمه.

 

الألفاظ والمعاني

تناول الشاعر بهذا القسم تفاوت الأشعار فمنها أشعار محكمة الألفاظ والمعاني، تظل متماسكة حتى عند تحويلها إلى نثر، مثل الأبنية المتينة التي تصمد أمام الزمن.

ومنها أشعار مزخرفة وجميلة في الظاهر، ولكن عند التدقيق يظهر ضعف معانيها وزيف ألفاظها، مثل الخيام التي تتلفها الرياح.

من مقالاتنا المفيدة:

ملخص كتاب طبقات فحول الشعراء

ملخص كتاب دلائل الإعجاز للجرجاني

 

أشعار المولَّدين

فأشعار المولّدين استفادت من السابقين وأضافوا إليها لمساتهم، لكن شعراء عصرنا يواجهون تحديًا أكبر لأن معظم الأفكار البديعة قد استُنفدت.

فشعراء الجاهلية وصدر الإسلام كانوا يعتمدون على الصدق في المعاني، بينما يُقدّر اليوم الشعراء على جمال الأسلوب والإبداع لذلك يجب على الشاعر في هذا العصر أن يضمن جودة شعره قبل نشره، ويتجنب تقليد الآخرين أو سرقة معانيهم، بل يُفضّل تغذية عقله بالأشعار المختارة ليتمكن من الإبداع كما فعل خالد بن عبد الله القسري عندما حفظ الخطَب لتحسين بلاغته هذا خلاصة ما ذكره الشاعر في هذا الباب.

 

الأوصاف والتشبيهات والحكم عند العرب

العرب أودعت أشعارها أوصافًا وحِكمًا وتشبيهات مستمدة من واقع حياتها وتجاربها في الصحراء والطبيعة من حولها، لذلك تشبيهاتهم دقيقة وصادقة، لأنها كانت مستندة إلى ما شاهدوه من مظاهر الطبيعة والإنسان، فلم تكن أوصافهم تخرج عن حدود ما أدركوه بحواسهم، سواء في فصول السنة أو الأحوال المعيشية المختلفة.

حتى أن بعض هذه التشبيهات قد تبدو غريبة للسامع، ولكن بعد التفكر، يعرف عمقها ودقتها ومع ذلك كله امتدحوا القيم المحمودة مثل الشجاعة والكرم والوفاء، وذموا أضدادها مثل الجبن والبخل والغدر، مبرزين أهمية هذه القيم في حياتهم ومواقفهم.

 

عيار الشعر

وهذا الباب هو المأخوذ فيه عنوان الكتاب عيار الشعر هو مدى قبوله لدى الفهم الناقد لأن الشعر الجيد هو ما يستقبله الفهم بالقبول والاستحسان، بينما يرفض الفهم الشعر الرديء ويستهجنه.

والقبول يعتمد على التوازن والاعتدال، كما أن الحواس تستجيب لما يناسبها من المشاهد الجميلة أو الأصوات العذبة فالفهم يميز الشعر السليم في المعنى واللفظ والتركيب، ويطرب للإيقاع المتوازن والتركيب المتقن

وإذا جمع الشعر بين المعنى الصحيح واللفظ العذب والوزن المعتدل، كان الشعر مقبولًا ويحقق أثرًا عميقًا في النفس، كما أن توقيته المناسب يضاعف من تأثيره، مثل المدح في المفاخرة أو الهجاء في المنافسة.

 

ضروب التشبيهات

ذكر ابن طباطبا في هذا الباب التشبيهات وأنها تأتي في عدة أنواع، منها:

تشبيه الشيء بالشيء في الصورة والهيئة: مثل قول امرئ القيس “كأن قلوب الطير…”.
تشبيه الشيء بالمعنى: كتشبيه الجواد الكريم بالبحر أو الحيا.
تشبيه الشيء بالحركة أو السرعة: كتشبيه الحركة السريعة بالريح.
تشبيه الشيء باللون: مثل تشبيه الضوء بالقمر أو الشمس.
تشبيه الشيء بالصوت: كتشبيه صوت الرعد بزئير الأسد.
وقد تتداخل هذه الأوصاف، ويزداد التشبيه قوةً إذا اجتمعت فيه عدة معانٍ كما أن الشاعر الماهر يمزج بين هذه الأنواع ليحقق جمالًا وإبداعًا في الشعر، ويحرص على الابتعاد عن التكرار الممل.

 

سنن العرب وتقاليدها

الكاتب في هذا الباب يتحدث عن أنواع الأشعار، ويعرض أمثلة على الأشعار الجيدة التي تمتاز بالوصف المتقن والمعاني الكاملة والألفاظ السلسة، وكذلك الأمثلة على الأشعار التي تحتوي على أخطاء أو معانٍ مبالغ فيها أو ألفاظ غير مناسبة.

كما يناقش بعض التقاليد والسنن العربية التي تظهر في الأشعار ولا تُفهم إلا بالسماع، مثل عادة عدم بكاء العرب على قتلاهم حتى يأخذوا بثأرهم.

ثم في العنوان الذي يليه تكلم عن الأبيات المستكرهة الألفاظ وذكر عدة أمثلة وبين وجه القبح فيها وأردف ذلك ما أغرق قائلوها في معانيها.

اقرأ معنا ملخص كتاب فقه اللغة للثعالبي

 

التخَلُّص وطرقه عند القدماء والمحدَثين

الكاتب في هذه الفقرة يتحدث عن كيفية استخدام الشعراء المحدثين للأبيات بشكل مبتكر في الانتقال من موضوع إلى آخر، مثل المدح أو الهجاء أو الفخر، بحيث يكون الاتصال بين الأبيات سلساً وغير منقطع.

ويقارن بين أساليب الشعراء القدامى والمحدثين، حيث كان الأوائل يبدأون بوصف الرحلات والأسفار وصولاً إلى الممدوح، كما في شعر الأعشى، أما المحدثون، فقد تفننوا في ربط الأبيات، مثل الانتقال من وصف الفيافي إلى المديح، أو بعد الحديث عن محن الزمن.

 

ما ينبغي للشاعر تجنبه وما ينبغي له إتيانه

الكاتب يتحدث في هذه الفقرة عن المبادئ التي ينبغي للشاعر اتباعها وما يجب عليه تجنبه في أشعاره.

فيجب عليه أن يتجنب الإشارات البعيدة والحكايات المعقدة التي يصعب فهمها، وأن يستخدم المجاز والاستعارات التي تكون قريبة من الحقيقة وتناسب المعاني التي يرغب في التعبير عنها.

كما يذكر أمثلة على الحكايات الغامضة التي يجب تفاديها، مثل قول المثقب في وصف ناقته، ويقارنها بأمثلة من عنترة وبشار اللذين استخدما المجاز بشكل أقرب للحقيقة.

يشير أيضًا إلى أهمية أن تكون الأشعار معبرة عن المشاعر والمفاهيم التي يتفهمها المستمع بسهولة، وأن تحتوي على حكم وصفات صادقة وتشبيهات مناسبة.

ويحث الشاعر على الابتعاد عن تكرار المعاني المملة، وأن يجلب التجديد بطرق لطيفة لجعل المعاني المعتادة تبدو جديدة وجذابة.

ويجب عليه أن يكون واعيًا بأن الشعر هو تعبير عن العقل والفكر، وأن يتجنب في مقدمات قصائده المواضيع التي تجلب التشاؤم أو السوء، مثل البكاء على الأطلال أو ذم الزمن، خاصة في القصائد التي تتضمن مدحًا أو تهنئة، لأن ذلك قد يجعل المستمع ينفر من الشعر.

في ختام ملخص كتاب عيار الشعر لابن طباطبا، يظهر أن الشعر العربي يعكس تجارب وثقافة الشعراء، ويعتمد على التوازن بين اللفظ والمعنى.

اقرأ معنا: ملخص كتاب الحيوان للجاحظ

 

الخلاصة والخاتمة

يتضح مما سبق أن عيار الشعر لابن طباطبا هو مرجع أدبي غني يحلل الشعر العربي ويقيمه بمنهج نقدي دقيق، يعتمد فيه المؤلف على خبرته الأدبية العميقة بحيث يتناول مفهوم الشعر باعتباره فنًا يتطلب تنسيقًا خاصًا بين اللفظ والمعنى، ويجب أن يمتلك الشاعر الأدوات اللغوية والمعرفية التي تعينه على التعبير بسلاسة ودقة.

وقسم فيه ابن طباطبا الكتاب إلى أبواب تتناول بناء القصيدة، تفاضل الأشعار، ووظيفة التشبيهات، كما يناقش أثر المعاني واللغة على جودة الشعر وتقييمه كما وضح أن الشعر الجيد هو الذي يجمع بين الإيقاع المتناغم والتعبير الصادق، حيث يثير إعجاب السامع من خلال توازنه اللفظي ودقته في وصف مشاعر الإنسان وأحوال الطبيعة.

كما يستعرض خصائص الشعر الجيد الذي يتحلى بأوصاف عميقة وأصيلة، مستمدة من تجربة العرب في الصحراء وطبيعتهم ويقارن بين أساليب القدماء والمحدثين، مشيدًا بالطرق التي يعبر بها الشعراء المحدثون عن ابتكاراتهم، بينما يشدد على أهمية تجنب التكرار الممل والمعاني المبتذلة.

خلاصة الكتاب تظهر لنا عن فهم عميق لطبيعة الشعر العربي وأثره، مقدمة دليلًا يوضح كيف يستطيع الشاعر أن يبدع في قصائده بمزيج من الخيال والتجربة، فيكون شعره مرآةً لثقافته وفنه.

أبو علي، الكاتب
يتميز بأسلوبه الفريد والعميق الذي يلامس القلوب ويحفز التفكير.
تتجلى مواضيع أعماله في استكشاف عوالم الإيمان والروحانية، ويعبر عن تجاربه الشخصية وتأملاته في مختلف جوانب الحياة والبشرية.
كما يتسم أسلوبه بالعمق والتأمل، مما يجعل قراءاته تجربة ممتعة ومثرية.

صوتك مهم، أضف تعليقًا يفتح لنا آفاقًا جديدة

لن يتم نشر بريدك * تعني إلزامي

Scroll to Top