
يعد كتاب “أحكام التجويد” للشيخ محمود بن رأفت بن زلط إضافة قيمة لمكتبة كل مسلم يرغب في تعلم أحكام التجويد، حيث يعتبر هذا الكتاب دليلًا شاملًا وعمليًا يساعد القارئ على تحسين تلاوته للقرآن الكريم، بما يتوافق مع النطق العربي الأصيل، وسوف نتعرف سوياً على ملخصاً وافياً لأهم الأفكار الخاصة بالكتاب عبر مقالنا التالي.
أقرأ معنا: ملخص كتاب الله مصطفى محمود
ملخص كتاب أحكام التجويد والتلاوة
يغطي كتاب “أحكام التجويد” جوانب متعددة من علم التجويد، سوف نتعرف عليها بشكل موجز كما يلي:
مقدمة في علم التجويد
يبدأ محمود بن رأفت بن زلط كتابه أحكام التجويد والتلاوة بالتعريف بعلم التجويد الذي هو ببساطة العلم الذي يهتم بتلاوة القرآن الكريم على الوجه الذي نزل به، أي كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلوه، فهو يهتم بتحديد مخارج الحروف، وصفاتها، وأحكام التلاوة المختلفة، مثل الإظهار والإدغام والإقلاب والمد وغيرها.
استمتع معنا بقراءة: ملخص كتاب رسائل من القرآن
ثم ينتقل لتوضيح أهمية علم التجويد فهو أولاً امتثال لأمر الله ثم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في تلاوته للقرآن، مما يقرب المسلم من سنته.
كذلك يعد تلاوة القرآن الكريم بالتجويد الصحيح من أعظم العبادات، ويحصل القارئ على أجر عظيم وثواب كبير، ويغطي الكتاب في مقدمته تعريفًا شاملاً لعلم التجويد، ويبين الفرق بينه وبين العلوم الأخرى المتعلقة بالقرآن، ثم يوضح الأهداف التي يسعى إليها دارس علم التجويد، مثل حفظ القرآن، وفهمه، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك يبين أهمية التجويد في حياة المسلم، وكيف أنه يرتبط بعبادات أخرى مثل الصلاة والحج، بعد ذلك يقدم نبذة مختصرة عن تاريخ علم التجويد، ويبين تطوره عبر العصور.
اقرأ المزيد: ملخص كتاب الدروس المهمة لعامة الأمة
مخارج الحروف وصفات الحروف في أحكام التجويد
يعتبر علم التجويد من العلوم الشرعية الهامة التي تهتم بتلاوة القرآن الكريم على الوجه الذي نزل به، وهو علم واسع يتضمن العديد من القواعد والأحكام، ومن أهم هذه القواعد، مخارج الحروف وصفات الحروف.
ويعرف الكاتب مخارج الحروف بأنها هي الأماكن التي تخرج منها الحروف العربية، وهي أساس علم التجويد فلكل حرف عربي مخرج خاص به، وتحديد هذا المخرج بدقة يساعد على نطق الحرف بصورة صحيحة.
ويشير الكاتب إلى أهمية معرفة مخارج الحروف للحفاظ على سلامة التلاوة، فمعرفة مخارج الحروف تضمن نطق الحروف بشكل صحيح، مما يحافظ على سلامة التلاوة ويبعدها عن الأخطاء، كما تساعد على التمييز بين الحروف المتقاربة في النطق، مثل: الطاء والظاء، والدال والذال.
وبالمثل يساهم في الفهم الصحيح لمعاني القرآن بشكل صحيح، حيث إن تغير المخرج يؤدي إلى تغير المعنى أحيانًا، ثم ينطلق الكاتب لتقسيم مخارج الحروف إلى عدة أقسام رئيسية، مثل مخارج في الشفتين: مثل: الباء، الميم، الفاء.
ومخارج في اللسان: مثل: الطاء، الضاد، السين، الشين، ومخارج في الحلق: مثل: الحاء، العين، الغين، ومخارج في الجوف: مثل: الألف، الواو، الياء، ثم يتحدث الكاتب بعد ذلك عن صفات الحروف والتي تنقسم إلى قسمين رئيسيين:
ألا وهما صفات لازمة: وهي الصفات التي لا تتغير عن الحرف أبدًا، مثل: الجهر والهمس، الشدة والرخاوة، وصفات متضادة: وهي الصفات التي تتغير باختلاف الكلمة أو الجملة، مثل: الإظهار والإدغام، الوقف والوصل.
ثم يتناول الكاتب الجهر والهمس، فيشرح الجهر بأنه إخراج الصوت بصوت مسموع، والهمس هو إخراجه بصوت خافت، أما الشدة هي قوة نطق الحرف، والرخاوة هي ضعف نطقه.
وبالمثل تناول الكاتب الإظهار وهو نطق الحرف بصورة واضحة، والإدغام هو دمج الحرف في الحرف الذي يليه، وكذا الوقف، وهو إيقاف النطق عند نهاية الكلمة، والوصل هو وصل الكلمة بالكلمة التي تليها.
لخصنا لك: ملخص كتاب إن ربي لطيف
أحكام المد والوقف والابتداء في علم التجويد
يُعد المد من أهم القواعد في علم التجويد، وهو عبارة عن إطالة صوت الحرف على حرف المد (الألف، الواو، الياء). وتتنوع أحكام المد حسب سبب الإطالة وحروف المد.
وينقسم المد إلى أربعة أنواع هي؛ المد الطبيعي، هو المد الذي يكون سببه حرف مد أصلي، كقوله تعالى: “الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ”، والمد العرضي، وهو المد الذي يقع على حرف ساكن يليه حرف متحرك، كقوله تعالى: “الرَّحْمَٰنِ”، والمد اللازم، وهو مد يقع على حرف مد ساكن يليه حرف ساكن، كقوله تعالى: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ”، وأخيراً المد البدل، وهو مد يحدث عند وقوع حرف مد بدلًا من حرف مقصور، كقوله تعالى: “الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ”.
ثم ينتقل الكاتب لتبيان أسباب المد والتي تتلخص في وجود حرف مد في الكلمة، أو وجود حرف ساكن قبل حرف المد، والوقوف على حرف المد، ثم يتناول الكاتب بعد ذلك أحكام الوقف والابتداء، واللتين من أهم القواعد التي يجب على القارئ للقرآن الكريم معرفتها، حيث تحددان مكان التوقف والبدء في القراءة.
فالوقف هو إيقاف النطق عند نهاية الكلمة أو الجملة، بينما الإبتداء هو البدء في القراءة من مكان محدد، وللوقف عدة أنواع هو الوقف الواجب، والوقف الجائز، والوقف الممنوع.
ثم يوضح المؤلف أسباب الوقف، إذ يقول أن القارئ يمكنه التوقف عند نهاية المعنى الكامل للجملة، أو إذا شعر بالتعب وضيق التنفس، كذلك يتوقف القارئ عند نهاية الصفحة أو السورة.
ثم ينتقل لتناول أحكام الابتداء، إذ يجب البدء في القراءة من بداية السورة، كما يجوز البدء من مكان الوقف بشرط ألا يغير المعنى، ومن جهة أخرى يجب البدء في القراءة من مكان السجدة بعد القيام بها.
شاهد أيضًا: ملخص كتاب عيون البصائر
أحكام النون والسين وأحكام تجويدية أخرى
يشكلان النون الساكنة والتنوين حروفًا مهمة في اللغة العربية، ويتحكمان في العديد من أحكام التجويد، وتتعدد أحكام النون والسين حسب الحرف الذي يليها، وتنقسم هذه الأحكام إلى:
- الإظهار: وهو نطق النون أو التنوين بصورة واضحة وضوحًا تامًا، دون أي تغيير في النطق، وحروف الإظهار هي: الهمزة، الهاء، العين، الحاء، الغين، والخاء.
- الإدغام: وهو دمج النون أو التنوين بالحرف الذي يليه، ويصبحان حرفًا واحدًا، وحروف الإدغام تنقسم إلى قسمين، إدغام بغنة: وهو دمج النون أو التنوين بحرف الياء، الواو، الميم، أو النون، وإدغام بلا غنة: وهو دمج النون أو التنوين بحرف اللام أو الراء.
- الإقلاب: وهو تحويل النون أو التنوين إلى ميم مع الغنة، وذلك إذا جاء بعدها حرف الباء.
- الإخفاء: وهو نطق النون أو التنوين بطريقة وسط بين الإظهار والإدغام، وحروف الإخفاء هي باقي حروف الهجاء ما عدا حروف الإظهار والإدغام والإقلاب.
أقرا كذلك: ملخص كتاب التوحيد
ثم ينتقل الكاتب لتبيان العديد من الأحكام التجويدية الأخرى التي تشمل، أحكام الراء، مثل الإقلاب، والإدغام، والإظهار، وأحكام القلقلة، وهي زيادة في شدة النطق بالحرف، وبالمثل أحكام الرقة والترقيق، وهي تخفيف النطق بالحرف.
أهم الأسئلة الشائعة حول كتاب أحكام التجويد لمحمود بن رأفت بن زلط
كتاب أحكام التجويد للشيخ محمود بن رأفت بن زلط يعد من المراجع الشائعة والهامة في مجال تعلم أحكام التجويد، وكثيرًا ما تطرح حول هذا الكتاب مجموعة من الأسئلة، وفيما يلي إليك بعضًا من أهم هذه الأسئلة:
ما هي مميزات هذا الكتاب عن غيره من كتب التجويد؟
يتميز الكتاب بأسلوبه البسيط والميسر، واستخدامه أمثلة عملية من القرآن الكريم، بالإضافة إلى شموله لكافة قواعد التجويد الأساسية.
هل يتناول الكتاب جميع قواعد التجويد؟
نعم، يغطي الكتاب غالبية القواعد الأساسية في علم التجويد، بدءًا من مخارج الحروف وانتهاء بأحكام الوقف والابتداء.
هل يمكنني الحصول على نسخة إلكترونية من الكتاب؟
نعم يمكنك البحث عن نسخة إلكترونية للكتاب على الإنترنت.
كم عدد صفحات كتاب أحكام التجويد والتلاوة؟
يبلغ عدد صفحات كتاب أحكام التجويد حوالي 140 صفحة، وقد تختلف من طبعة إلى أخرى.
ختاماً إن معرفة أحكام التجويد هي الأساس في قراءة القرآن الكريم وهي مفتاح لتحقيق تلاوة صحيحة وجميلة، لذلك، يجب على كل مسلم يرغب في تعلم القرآن الكريم أن يهتم بدراسة هذا العلم العظيم.

فاطمة محمود حاصلة على ليسانس اداب آثار شعبة لغات أوروبية قديمة، أعشق القراءة، وكتابة المحتوى، كتبت في عدة مجالات، لي ما يقارب الخمس سنوات في هذا المجال، أؤمن بأن القراءة هي غذاء الروح والعقل، أشعر انني اذهب إلى عوالم أخرى أثناء القراءة فهي هوايتي الوحيدة.