في هذا الكتاب العميق الغامض يصعد الغزالي بروحك وفكرك إلى عوالم النقاش الفلسفي وينقلك من دهشة إلى تساؤل لا تنتهي وبينما تنغمس في صفحات تهافت الفلاسفة تجد نفسك محاصرًا بين حجج الفلاسفة العقلانية وتفكيك الغزالي الدقيق لمبادئهم تتساءل هل الفكر العقلي قادر على الإحاطة بكل شيء أم أن هناك حدودًا للعقل؟ يبدأ الكتاب برحلة تبدأ من الشك ولا تنتهي إلا بكشف النقاب عن حقيقة تتوارى وراء ستار الفلسفة
ملاحظة: الكتاب غير مناسب لعامة الناس إنما هو للمتخصصين في مجال العقائد والفرق
نبذة عن كتاب تهافت الفلاسفة
هو كتاب للفيلسوف الإسلامي أبو حامد الغزالي، كتبه في القرن الحادي عشر للرد على الفلاسفة الذين تأثروا بالفكر اليوناني، وخاصة ابن سينا والفارابي ففي هذا الكتاب، ينتقد الغزالي فلسفاتهم المتعلقة بالميتافيزيقا والطبيعة، ويركز على نقاط ضعفهم في قضايا مثل قدم العالم ومعرفة الله بالأجزاء الجزئية والبعث بعد الموت.
يعتبر الكتاب محاولة جريئة لإثبات أن الفلسفة وحدها لا تستطيع الإجابة على الأسئلة الكبرى المتعلقة بالوجود والمعرفة، وأن الوحي الإسلامي هو المصدر الحقيقي للحقيقة.
وأما عن عقيدة الغزالي رحمه الله فهي عقيدة أشعرية مخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة فهي عقيدة مبنية على علم الكلام المذموم في كلام أئمة السلف كالشافعي وغيره رحم الله الجميع، انظر العقيدة الواسطية، والعقيدة الطحاوية، ولمعة الاعتقاد وأصول السنة للإمام أحمد للاطلاع على عقائد أهل السنة.
ملخص كتاب تهافت الفلاسفة
ابتدأ رحمه الله كتابه بمقدمة ذكر فيها أنه رأى قوما لا يؤمنون بالعبادات المفروضة كالصلاة وأنهم استهانوا بها ولا مستند لهم في ذلك إلا التقليد الأعمى لليهود والنصارى، وأنهم اشتقوا كفرهم وضلالهم من أمثال سقراط وبقراط وأفلاطون وغيرهم.
فلما رأى كل هذا رأى أنه من الواجب عليه أن يرد عليهم وفي رده يبطل عقائد الفلاسفة القدماء في باب الإلهيات
ثم قبل الرد قدم عدة مقدمات تبين مساق الكتاب.
المقدمة الأولى للمؤلف
وذكر فيها أنهم يطيلون الحديث والكلام فيما لا نفع فيه لذلك حذف من كلامهم الشيء الكثير واقتصر على الأسس وفي بيان تناقضهم وخص بالذكر المعلم الأول عندهم وهو رسطاليس فهو الذي رد على القدماء ورده دلالة على أنهم يبنون عقائدهم على نظريات وخزعبلات فلا قدم ثابت لديهم.
وبين أن لو كان علومهم يقينية وثابتة لما اختلفوا فيما بينهم وهذه نقطة جيدة ذكرها الغزالي رحمه الله ولو تأملها لوجد أنها تنطبق أيضا على علماء الكلام الذين انخرط معهم، عفا الله عنه.
ثم نبه إلى أن الذين ترجموا كلام رسطاليس دخل في ترجمتهم التحريف والتبديل وأن أفضلهم في النقل كان الفارابي وابن سينا لذلك سيركز عليهما في الرد
المقدمة الثانية
وفي هذا القسم ذكر أن الخلاف بينهم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: يرجع إلى الخلاف اللفظي والكتاب ليس لهذا النوع.
الثاني: أن ما كان لا يعارض أصلا من أصول الإسلام وأيضا هذا لن يركز عليه في الكتاب.
الثالث: الخلاف بيننا وبينهم في أصول من أصول الدين كالقول بقدم العالم والبعث والنشور فهذا القسم هو المعني في الرد.
المقدمة الثالثة
أنه يريد بهذا الرد بيان ضلال الفلاسفة عند من حسن الظن بهم، كما أنه في رده لن يقتصر على عقيدة معينة بل قد يلزمهم بطريقة المعتزلة أو الكرامية أو الأشاعرة أو الواقفة أو غيرهم فالحرب هنا بين الإسلام والكفر لذلك تجاوزنا عن اختلافاتنا العقدية أو كما قال: “فلنتظاهر عليهم فعند الشدائد تذهب الأحقاد”
المقدمة الرابعة
أن الفلاسفة لهم حيل فمن أورد عليهم إشكال أو بين تناقضهم قالوا: العلوم الإلهية تحتاج إلى أذكياء في العلوم الرياضيات والحساب والمنطقيات حتى يسلم لهم المخالف وهذا كلام لا أساس له، ثم بين فساد ذلك.
ومما بينه في هذه الفقرة أنهم يسمون الأشياء بأسماء أخرى حتى يظن الناس أن هذا علم لا يعلم أو يدركه العلماء وفي الحقيقة هو علم الكلام أو مدارك العقول وما شابه ذلك.
اقرا معنا: ملخص كتاب دلائل الإعجاز للجرجاني
المسائل التي تكلم عليها الغزالي في تهافت الفلاسفة
بعد أن انتهى من المقدمات الأربع شرع في ذكر عشرين مسألة وإبطالها واحدة تلو الأخرى
المسألة الأولى: قدم العالم وأزليتها وبيان بطلان ذلك
الذي استقر عليه جماهير الفلاسفة المتقدمين والمتأخرين القول بقدم العالم وأنه لم يزل موجودا مع الله غير متأخر عنه، إلا أنه نقل عن أفلاطون القول بحدوث العالم وقد سعى الفلاسفة في تأويله وحمله على غير ذلك.
ثم شرع الغزالي في ذكر أدلتهم وحذف منها الضعيفة والتي لا حاجة في الرد عليها لشدة وهنها، ومجمل الأدلة التي ذكرها ثلاثة:
الأولى: قولهم يستحيل صدور حادث من قديم مطلقا..
ثم اعترض على ذلك من وجهين وأطال في الرد عليهم
الثانية ثم ذكر دليلهم الثاني وهو الزام لمن يقول بأن الله متقدم على العالم أنه لا يخلو إما أن يريد به أنه متقدم بالذات لا بالزمان ..
ثم اعترض عليهم بقوله: أن الزمان حادث ومخلوق وليس قبله زمان أصلا وأننا نريد أنه سبحانه كان ولا عالم
المسألة الثانية: في أبدية العالم والزمان والمكان وإبطاله
ذكر في هذه المسألة أنها مبنية على السابقة ومتفرع منها، وذكر لهم في هذا أربعة مسالك واعترض عليها كلها
المسألة الثالثة: في بيان تلبيسهم قالوا أن الله فاعل العالم والعالم صنعه وأنه مجاز
وبين في هذا أنه كلام مجازي غير صحيح بل لا يتصور أن تقرر أن الله صانع للعالم وأنت تقرر أنه قديم بقدمه وبين بطلان ذلك بثلاث أوجه:
وجه الفاعل ووجه الفعل ووجه النسبة المشتركة بين الفعل والفاعل
فالفاعل لابد أن يكون مريدا مختارا عالما بما يريده وأن هذا منفي عندهم بل الله ليس مريدا عندهم.
والثاني أن العالم قديم والفعل هو الحادث
والثالث أن عندهم أن الله واحد من كل وجه والعالم مركب من مختلفات فكيف يصدر عنه؟!
فهذه الأوجه الثلاث تبين بطلان قولهم وبيان تدليسهم على الناس.
ثم فصل هذه الأمور الثلاثة
المسألة الرابعة: في بيان عجزهم عن الاستدلال على وجود الصانع للعالم
وبدأ هذا القسم ببيان أول القولين أحدهما حق ومعقول والثاني باطل ومعقول ثم أردف ذلك بقول الفلاسفة وهو باطل وغير معقول بل متناقض
فأهل الحق قالوا أن العالم حادث والحادث لا يوجد بنفسه فلزم أن يكون له صانع فهو يفتقر إليه.
والثاني قول الدهرية قالوا بقدم العالم ولم يثبتوا له صانعا وهذا باطل
والثالث الفلاسفة فقالوا بقدم العالم مع اثبات صانع له وهذا عين التناقض فكيف يكون قديما وهو مصنوع وله صانع !
ثم ذكر اعتراضا لهم ورد عليه بوجهين.
المسألة الخامسة: في بيان عجزهم عن إقامة الدليل على أن الله واحد
وفي هذا المسلك ذكر دليلهم من وجهين أو دليلين ثم اعترض عليهم وبين خطأهم وقد أطال في الرد عليهم في عدة صفحات
بهذا نختم من كتابة ملخص كتاب تهافت الفلاسفة الجزء الأول كما بإمكانكم ترك تعليق إن كنتم تريدون نكمل التلخيص
واطلع أيضا على:
أبو علي، الكاتب
يتميز بأسلوبه الفريد والعميق الذي يلامس القلوب ويحفز التفكير.
تتجلى مواضيع أعماله في استكشاف عوالم الإيمان والروحانية، ويعبر عن تجاربه الشخصية وتأملاته في مختلف جوانب الحياة والبشرية.
كما يتسم أسلوبه بالعمق والتأمل، مما يجعل قراءاته تجربة ممتعة ومثرية.