ملخص كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية

يعد كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية للعلامة ابن تيمية أحد روائع أمهات الكتب الإسلامية التي تناولت كيف يكون الحاكم الأمثل على النحو الذي يرضي المولى سبحانه وتعالى، إذ تناول ابن تيمية الشروط والضوابط  التي ينبغي أن تحكم الراعي المسؤول وكذلك الرعية المأمومة، فما هي تلك الضوابط التي وضعها ابن تيمية للراعي والرعية؟ ذلك ما سوف نتعرف عليه عبر ملخص كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية.

ملخص كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية في سطور

يعد كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية للإمام ابن تيمية رسالة هامة إلى كل حاكم يخشى الله سبحانه وتعالى ويعلم ما يحمل من مسئولية جسيمة على عاتقه.

أقرأ معنا: ملخص كتاب على خطى الرسول

ففي خضم المتغيرات العاصفة التي تشهدها وشهدتها الأمم على مر العصور، تبرز الحاجة الماسة إلى أسس راسخة وقواعد واضحة لتنظيم شؤون الحكم وضمان استقرار المجتمع وازدهاره.

ومن هنا نجد الإمام العلامة تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني (رحمه الله) قد تناول عدة قضايا هامة تخص ذلك الشأن.

فذلك الكتاب ليس مجرد نص تاريخي، بل هو كتاب  يتناول كافة مبادئ العدل والحكمة في تدبير شؤون الدولة والمجتمع على مر العصور.

حيث ينطلق ابن تيمية في كتابه من صميم الشريعة الإسلامية مستندًا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ليضع إطارًا شاملاً للعلاقة بين الحاكم والمحكوم، ومن ثم يؤكد على أن الغاية الأساسية من الحكم هي تحقيق مصالح الناس في الدنيا والآخرة، وأن الشريعة هي الميزان الذي يجب أن تُوزن به جميع السياسات والإجراءات.

وفي الحقيقة لا يقدم ابن تيمية في هذا الكتاب تصورًا مثاليًا للحكم بعيدًا عن الواقع، بل يتعامل مع طبيعة البشر واختلافاتهم، كما إنه يشدد على أهمية العدل كركيزة أساسية لاستقرار الدولة ورفاهية المجتمع، ويحذر من ضرر الظلم الذي يؤدي إلى خراب العمران وفساد الأحوال داخل المجتمع.

تعرف معنا على: ملخص كتاب الإسلام يتحدى في سطور

أهم القضايا التي تناولها كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية في ملخص مقتضب

نتناول الآن سويًا أبرز القضايا التي أشار إليها العلامة ابن تيمية في كتابه عبر ملخص كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية كما يلي: 

  • (القضية الأولى) مفهوم الولاية وأهميتها: يوضح ابن تيمية أن الولاية هي أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة، وأن على القائم بها أن يتقي الله في رعيته ويسعى لتحقيق مصالحهم.
  • (القضية الثانية) واجبات الراعي تجاه الرعية: يفصل هنا ابن تيمية في ذلك الجزء من الكتاب واجبات الحاكم تجاه شعبه، بدءًا بإقامة العدل وتطبيق الشرع، مرورًا بتوفير الأمن والحماية، ثم الاهتمام بشؤونهم الاقتصادية والاجتماعية.
  • (القضية الثالثة) حقوق الرعية على الراعي: بالمقابل، في تلك الجزئية يتناول ابن تيمية حقوق الرعية على الحاكم، والتي تتضمن النصح والتوجيه والمطالبة بالحقوق المشروعة بالطرق السلمية.
  • (القضية الرابعة) أهمية الشورى: يؤكد الكتاب هنا على مبدأ الشورى وأهمية استشارة أهل العلم والخبرة في اتخاذ القرارات التي تهم الأمة.
  • (القضية الخامسة) التعامل مع أهل البدع والأهواء: يوجه هنا الإمام ابن تيمية تحذير شديد اللهجة للتعامل مع الجماعات التي تنحرف عن منهج الحق، مع التأكيد على ضرورة الحكمة والعدل في هذا التعامل.
  • (القضية السادسة) قواعد السياسة الشرعية: يضع الكتاب هنا في مناقشة تلك القضية عدة قواعد وضوابط مستنبطة من الشريعة، والتي يجب على الحاكم مراعاتها عند وضع السياسات واتخاذ القرارات.

لخصنا لك: ملخص كتاب نواضر الأيك

نبذة عن الإمام العلامة ابن تيمية

هو الإمام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الدمشقي، المعروف بابن تيمية، أحد أبرز علماء الإسلام في التاريخ الإسلامي.

ولد ابن تيمية في حران في العاشر من ربيع الأول عام 661 هـ في أسرة علمية عريقة اشتهرت بعلمائها، وقد هاجرت أسرته إلى دمشق وهو في سن السابعة خوفاً من الغزو المغولي. 

لذا نشأ في دمشق وتلقى تعليمه على يد والده وجده وغيرهما من علماء عصره في مختلف العلوم، وقد تميز ابن تيمية بذكائه الحاد، ونهمه الشديد للعلم. 

ومن ثم يُعتبر ابن تيمية من أبرز أئمة أهل السنة والجماعة، وقد تميز بمنهجه السلفي القائم على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وقد دعا إلى تنقية العقيدة الإسلامية مما اعتبره بدعًا وخرافات دخيلة عليها.

وقد ترك ابن تيمية ثروة علمية ضخمة ومتنوعة شملت مختلف فروع العلم والمعرفة، ومن أبرز مؤلفاته:

(مجموع الفتاوى، منهاج السنة النبوية في الرد على القدرية والرافضية، اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، العقيدة الواسطية، شرح حديث النزول)

وحقيقة واجه ابن تيمية في حياته محنًا وصعوبات كثيرة بسبب آرائه ومواقفه الجريئة، خاصة في مسائل العقيدة والرد على الفرق المخالفة، لذا تعرض للسجن عدة مرات في مصر والشام بتهم مختلفة.

 ولكنه استغل فترات سجنه في التأليف والكتابة والتدريس لزملائه في السجن، وأخيراً توفي ابن تيمية في سجن قلعة دمشق في ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة عام 728 هـ.

أقرأ المزيد: ملخص كتاب الظاهرة القرآنية

أبرز الأسئلة الشائعة عن كتاب “السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية” 

 

فيما يلي إليك بعض الأسئلة الشائعة التي قد تشبع شغف القارئ وفضوله حول كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية”

من هو مؤلف كتاب (السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية)؟

هو الإمام العلامة ابن تيمية صاحب الباع الكبير في المجلدات الإسلامية الفقهية وأحكام الشريعة.

 ما هو المقصد الأساسي الذي يسعى إليه ابن تيمية من خلال  كتابه “السياسة الشرعية”؟

في واقع الأمر يسعى الكتاب لبيان أن الحكم يجب أن يقوم على تحقيق مصالح الناس الدينية والدنيوية، وأن العدل وتطبيق شرع الله هما الغاية القصوى من السلطة.

ما هي أبرز الأفكار والمفاهيم التي يطرحها ابن تيمية في كتابه “السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية”؟

يطرح ابن تيمية في كتابه مجموعة من الرؤى الأساسية لإدارة الحكم بشكل سليم، من أهمها التأكيد على مبدأ العدل كحجر الزاوية في استقرار الدولة، وأهمية الشورى في اتخاذ القرارات المصيرية، وضرورة قيام الحاكم بواجباته تجاه الرعية مع حفظ حقوقهم.

 كيف يصف ابن تيمية طبيعة العلاقة التي يجب أن تربط بين الحاكم والمحكوم تحت إطار الشريعة؟

 يوضح ابن تيمية أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم يجب أن تكون مبنية على أساس الأمانة والمسؤولية المتبادلة، فالوالي مؤتمن على رعاية شؤون الرعية والسعي لمصالحهم، بينما يحق للرعية النصح والتوجيه والمطالبة بحقوقهم المشروعة بأساليب سلمية.

استمتع معنا بقراءة: ملخص كتاب قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط

مقتبسات نصية من كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية

نستعرض سريعًا مع قرائنا الكرام ملخص سريع لبعض المقتبسات الهامة والمعبرة من كتاب “السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية” لابن تيمية (رحمه الله)، والتي تجسد بعضًا من الأفكار الرئيسية التي تناولها الإمام:

  • “فإن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة.
  • “فالولاة أمناء، ووكلاء للرعية، ليس لهم أن يتصرفوا في مالهم وأنفسهم إلا بما أذن الله فيه.”
  • “والمقصود أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم وهو أكمل الخلق عقلاً ورأياً أن يشاورهم، لتستن الأمة بذلك.”
  • “فإن المقصود بالولايات كلها إنما هو صلاح الدين والدنيا، فلا يتم صلاح الدين والدنيا إلا بالاجتماع والنظام، ولا يتم الاجتماع والنظام إلا بالرئاسة والولاة.”
  • “فالواجب على الرعية طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله، وعلى الولاة أن يعدلوا في الرعية وينصحوا لهم.”
  • “والظلم سبب الخراب، كما قال تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾ [الكهف: 59].”
  • “فينبغي أن يقدم الأصلح في كل ولاية بحسبها، فإن كانت الولاية تحتاج إلى قوة وشجاعة، قدم فيها الأقوى الأمين.”

أقرأ كذلك: ملخص كتاب أوكلما اشتهيت اشتريت

في نهاية ملخص كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية لاستكشاف أفكار الإمام ابن تيمية نرجو أن نكون قد قدمنا لكم تلخيصًا وافيًا، واستعرضنا كافة الأفكار والقضايا، التي تخص الراعي والرعية كما وضحها الإمام العلامة. 

 

فاطمة محمود حاصلة على ليسانس اداب آثار شعبة لغات أوروبية قديمة، أعشق القراءة، وكتابة المحتوى، كتبت في عدة مجالات، لي ما يقارب الخمس سنوات في هذا المجال، أؤمن بأن القراءة هي غذاء الروح والعقل، أشعر انني اذهب إلى عوالم أخرى أثناء القراءة فهي هوايتي الوحيدة.

Scroll to Top