ملخص كتاب مناهج البحث العلمي

تحكي التجارب أحيانًا ما تعجز عن سرده الألسنة، فنحن من خلال حديثنا عن ملخص كتاب مناهج البحث العلمي أردنا أن نبين، أنه إذا حاول الإنسان أن يفعل أي شيء عليه أن ينظر أولاً في منهجية التجربة السابقة، حتى يستعرض أمامه أوجه الصواب والخطأ وينئ عن الطُرق المسدودة أثناء عملية البحث والتقصي.

فهكذا هي مواد البحث العلمي تتبع لمناهج تفضي بصاحبها في النهاية إلى قطف الثمار والعثور على المطلوب من عملية البحث، ففي خلال المقالة التالية سوف نوضح، تعريف مناهج البحث، وأنواعها، وأقسام المناهج الأخرى المتبعة، وما هي فوائد معرفة المناهج، وما هي ضوابطها.

 

ماذا تعني مناهج البحث العلمي؟

يعد لفظ المناهج لفظ جامع وإفراده منهج، ومأخوذ من مصدره، وهو كلمة منهجية والتي تعني “الأتباع”، فيقوم الفرد على جمع وترتيب وتنقية المعلومات، وسلوك مسلك معروف في تدوين المعلومات وفق منهج علمي يدعى بمنهج البحث العلمي، وتأتي تعريفات أخرى لبيان المقصود من التعريف وهي:-

  • الهيكلة والبناء التي تيسر على الباحث عملية الجمع والانتقاء، لتتناسب أصوله مع متطلبات موضوع البحث.
  • وهي عبارة عن خطة نظرية، يتم اقتفائها لتتحول بدورها من النساج النظري، إلى ثوب العمل.
  • كل منهج متبع من مناهج البحث يتناظر أساسه مع أساس المعلومات المجمعة.

تابع المقالة التالية: ملخص كتاب لكنود.

 

ما هي أنواع مناهج البحث العلمي

حينما ينوي الإنسان أن يقوم بكتابة بحث علمي، عليه أن يأخذ في الاعتبار أن يتعرف على كل أنواع البحث، حتى يستطيع أن يحديد أي نوع من أنواع المناهج سوف يسلك سبله حتى يتناسب مع موضوع البحث الذي يريد أن يتناوله، فمن ضمن مناهج البحث:-

  1. المنهج التحليلي: هو من أكثر المناهج شيوعًا واستخدامًا، حيث أنه يتطرق إلى التحليل الكامل للبيانات وربطها ببعضها البعض، ويستطيع أن يقوم على التعمق في الأساسيات المعلوماتية، ويحدد جذور نشأتها وتأثيرها إلى غير ذلك من المظاهر.
  2. المنهج التفسيري: هو منهج يعتمد على البحث في أصول المعلومات، والتدقيق في الأسئلة الغامضة التي تدور حولها.
  3. المنهج الوصفي: هو منهج يقوم على أساس وصف الواقع، دون الحاجة إلى التحليل والتفسير عن ما يكمن خلف كل مسألة.
  4. المنهج الإستقرائي: هو منهج قائم على أساس الاستنباط وتحكيم العقل في السير وراء كل معلومة، وترجيح بعض السياقات على الأخر.
  5. المنهج التجريبي: هو منهج متصل بأساس التجارب الاجتماعية أو العلمية أو التربوية، ويتم فيها تقديم المعطيات المستخدمة، ومن ثم النتائج الصادرة.
  6. المنهج التاريخي: هو منهج يتميز عن البقية بأنه قائم على أساس سرد القصص والوقائع التاريخية، التي جرت، وذكر التطورات التي شهدتها في نطاق الزمان والمكان.

مقالة خاصة بالموقع: ملخص كتاب ليطمئن قلبي .

 

المناهج الأخرى ذات الصلة

وتعد المناهج تلك ليست المناهج المستخدمة استخدام دائمًا فحسب، إذ أن هناك بعض المناهج التي يتجه إليها الباحث، أثناء إجرائه عملية البحث والجمع، ومع أمثلة تلك المناهج هي:-

  1. المنهج الفلسفي: يساهم المنهج الفلسفي في فك الشفرات القائمة بين المصطلحات وبعضها، للوصول إلى نتائج ملموسة في إطار الإيضاح والإبانة، ويسترسل في استخدام الأساليب التي تساعد على إنشاء بحث متمكن، مثل أسلوب التساؤلات ومن ثم التعجب، ثم الشك، حتى الوصول إلى حالة الإثبات أو النفي، ليستطيع الباحث من خلالها الاطمئنان لسلوك مسلك مفضي إلى الإقناع والتثبت، ومن ضمن مميزاته أيضًا ، أنه يعطي الباحث فرصة للتعبير عن رأيه في الموضوع المتناول، والذي يؤدي إلى التعامل مع الأفكار كجبهة للتحاور الفكري والنقاش.
  2. منهج المسح الاجتماعي: بعض العلماء يخلطون بينه وبين المنهج الوصفي، والبعض الآخر يجعله منهج مستقلاً بذاته، ويعمل هذا المنهج في النطاق الاجتماعي حيث يقوم بعمل مسح شامل لفئات المجتمع وتحليلاً للطبقات، ووضعها في إطار الدراسة التفصيلية، لتساعد على تقديم المعلومات في المستقبل، ويستعمل بكثرة هذا المنهج في جوانب التنمية المجتمعية.

انظر لتلك المقالة: ملخص كتاب الحيوان للجاحظ .

 

 

فوائد معرفة المناهج

تكمن الفائدة في معرفة المناهج أنه لا يمكن الإستغناء عنها في أي بحث جاري، حيث يستعمل الباحثون أكثر من منهج في البحث الواحد، أو على الأقل يركزون على إحدى الجوانب من تلك المناهج، ويمكن أن نحصر الفوائد تلك في بعض النقاط:-

  • العمل على ترتيب المعلومات اللازمة، واختيار العناوين الفرعية المناسبة للبحث.
  • تنسيق الأفكار والعمل على إزالة التشتت في أثناء الصياغة.
  • إيضاح الطريق لدى الباحث لكي يتناول الأفكار التي سيتطرق إليها في عملية بحثه وتسهيل على المتلقي العثور على المعلومات المدرجة في البحث.
  • التنوع في أساليب السرد عن طريق استخدام عدة أساليب، والبعد عن الجمود أثناء إبانة الأفكار.
  • التمثيل لنماذج البيانات، كمثل المنهج التاريخي، الذي يفهم القارئ منه، أنه سوف يذهب في تسلسل للأحداث،.. الخ.
  • تعد المناهج المختلفة أساسًا رصينًا يستطيع الباحث من خلالها التنوع بين المنهج التحليلي، الوصفي، والاستقرائي، والتاريخي، والتفسيري، والاستنباطي، والتجريبي.. الخ.

مقالة خاصة بالموقع: ملخص كتاب البيان والتبيين.

 

ضوابط لابد منها في استخدام المناهج البحثية

لكي يستطيع الباحث أن يقدم بحثًا مركزيًا جامعًا لكل النقاط، عليه اولاً أن يراعي استخدام تلك المناهج، بخطوات معلومة، ولا يكفي منه أن يجمعها كلها في نطاق بحثه جمعًا متداخلاً، بل يلتزم بدوره في السير على عدة خطوات حتى يظهر بحثه بالجودة والضبط العاليين ومن أمثلة تلك الخطوات :-

  1. على الباحث أن يختار بدقة نوع المنهج التي سوف يتمركز عليه بحثه، وذلك قبل الشروع في جمع المعلومات وصياغتها، فلا يستخدم المنهج الفلسفي وهو يقوم على مادة تبحث المجتمع وتفصيلاته.
  2. لا يكون الاختيار محصور على منهج بعينه، فلربما احتاجت بعض الأبحاث إلى تداخل بعض المناهج كالتحليلي والوصفي والتاريخي، مع بعضهم البعض.
  3. على الباحث أن يضع أمامه، خلفية التناسب بين موضوع البحث والمنهج المستخدم، لما يترتب على استخدام المنهج من بيان الموضوع بدقة، وسهولة عرضه على القارئ، فالمنهج يعد الوجهة الأساسية المعبرة عن موضوع الدراسة.
  4. الإنتباه على أن البحث المقدم يشترط أن يشكل ارتباط وثيق بالمنهج المتبع، حيث أن هذا البحث يمثل عينة معروضة لما يتبعه المنهج في خطة سيره.
  5. على الباحث أن يراعي أن تكون البيانات المستخدمة في البحث، متوافقة مع آلية عمل المنهج، فعملية التحليل الإحصائي غالبًا ما تتوافق مع المنهج التحليلي و التفسيري في نفس ذات الوقت.
  6. يجب أن يعمل البحث على إحدى الركيزتين إما الإثبات أو النفي، لأن مضمون عمل المنهج قائم على ذلك بأصله، لكونه يتفاعل مع المادة التي يصاغ بها البحث فتعمل على إظهار صورته بوضوح للمتلقي.

مقالة عن: ملخص كتاب علمتني سورة البقرة .

 

وفي الختام، يجدر بنا التوجه إلى أن ملخص كتاب مناهج البحث العلمي، قد اعتنينا في أثناء جمع المعلومات الخاصة به إلى بيان أهميته و مركزية اتخاذ منهج في أثناء عملية البحث، ومن أجل أن يتمسك الباحث في أثناء بحثه بمنهج وخطة منضبطة يستطيع من خلالها أن ينظم افكاره ويعرضها ويقوم على تحليلها، بحيث توصله في النهاية إلى قطف الثمار الناتجة من عملية البحث، ويمكن أن نعُد أيضًا من ضمن أهميات المنهج البحثي، أن يعمل الباحث على التمسك بمنهج متسلسل قائم على أوجه كثيرة متتابعة، تفضي إلى الوصول إلى بحث دقيق وواضح، يعرض الإشكالات ويتجه إلى تعقبها بحلول واقعية مدروسة بعناية. 

تابع تلك المقالة: ملخص كتاب فاتتني صلاة .

صوتك مهم، أضف تعليقًا يفتح لنا آفاقًا جديدة

لن يتم نشر بريدك * تعني إلزامي

Scroll to Top