يُعد كتاب “علم التأثير” للكاتب كيفن هوجان من أشهر الكتب في مجال الإقناع والتأثير، ويُقدم هوجان في هذا الكتاب ستة مبادئ أساسية للتأثير، مدعومة بالعديد من الأبحاث العلمية والدراسات الواقعية، بل يعد بمثابة خارطة طريق لفهم مكنونات علم النفس الاجتماعي للتأثير والإقناع، مما يمكن القارئ من اكتساب مهارات التأثير والإقناع بشكل فعال في مختلف مجالات الحياة.
نبذة عن كيفن هوجن
كيفن هوجن هو مؤلف أمريكي شهير قام بتأليف 22 كتاباً أشهرهم هو كتاب (علم التأثير)، يتناول سيكولوجية الإقناع، وقد تم بيع العديد من النسخ منه، عمِل كيفن هوجن في تدريس أهمية عنصر الإقناع والتأثير في عدة جامعات مثل جامعة سانت توماس.
وقد ظهر في عدة برامج إعلامية كمحاضر إعلامي على عدة قنوات مثل قناة أي بي سي، قناة فوكس، بي بي سي، نيويورك تايمز، نيويورك بوست، والجدير بالذكر أنه قد تم الاستعانة بكيفن هوجان في البيت الأبيض لتصنيف عدة شخصيات بارزة.
بالإضافة إلى الاستعانة به في الشركات للتدريب على كيفية إدارة قسم المبيعات والتسويق وترسيخ مبادئ الإقناع لدى العميل من جانب الموظف، بالأخص في شركات المبيعات والتسويق.
مبادئ التأثير الستة
تفرع كتاب علم التأثير لكيفين هوجان إلى ستة مبادئ نتناولها على النحو التالي:
- المبادلة: ينبثق هذا المبدأ من مبدأ التبادل الاجتماعي، حيث يصبح الفرد أكثر ميلاً للتأثر، فعندما تشعر بأنك تحصل على شيء مقابل شيء، فسوف يُحفزك ذلك على فعله، فعلى سبيل المثال، قد يجعل البائع العميل يقوم بشراء منتج ما من خلال تقديم عرض خاص أو تخفيض سعره.
- الالتزام: يشير هذا المبدأ إلى سعي الفرد للوفاء بالتزاماته، حتى لو كانت شفهية أو غير رسمية، فقد يقنع المدير موظفيه بحضور اجتماع ما من خلال طلب منهم التسجيل مسبقًا.
- الإثبات الاجتماعي: قد تميل أنت في بعض الأحيان إلى اتباع سلوكيات الآخرين، خاصةً عندما تعتقد أن هؤلاء الآخرين يشبهونك أو يتمتعون بوضع اجتماعي أعلى، فمثلًا قد يلح الشخص على صديقه بتجربة مطعم جديد إذا علم أن العديد من الأشخاص قد أثنوا عليه.
- الإعجاب: قد تصبح أنت أكثر عرضة للتأثر بالأشخاص الذين تُعجب بهم أو تحترمهم، فمثلاً قد يقول الطبيب لمريضه بأنه عليه إتباع نظام غذائي صحي إذا أوصى به خبير تغذية مشهور.
- الندرة: يحفز هذا المبدأ رغبتك في الحصول على الأشياء التي يصعب الحصول عليها أو التي تكون متاحة لفترة محدودة، بمعنى أوضح قد يوصي المعلن المشاهد بشراء منتج ما من خلال إبلاغه بأنه متاح بكميات محدودة أو معروض للبيع لفترة زمنية قصيرة.
- المطابقة: يميل الناس إلى التأثر بالأشخاص الذين يشبهونهم في المظهر أو السلوكيات أو القيم، حيث قد يقنع المدرب الطالب بتعلم مهارة جديدة إذا اتبع نفس أسلوب تعليمه.
التطبيقات العملية لمبادئ التأثير الستة
تتيح مبادئ التأثير الستة مجالًا واسعًا لتطبيقها في مختلف مجالات الحياة، منها:
- التسويق: يمكنك أن تستفيد من المبادئ لزيادة المبيعات وتحسين معدلات التحويل من خلال تصميم عروض جذابة، وخلق شعور بالندرة، واستخدام شهادة المؤثرين.
- المبيعات: تساعدك مبادئ التأثير في بناء علاقات قوية مع العملاء وفهم احتياجاتهم بشكل أفضل، مما يسهل عملية الإقناع بشراء منتجات أو خدمات محددة.
- القيادة: يمكن للزعماء والقادة الاستفادة من مبادئ التأثير لإلهام وتحفيز فرق العمل وتحقيق الأهداف المشتركة من خلال خلق بيئة من الثقة والاحترام وتشجيع المشاركة.
- العلاقات الشخصية: تساهم مبادئ التأثير في بناء علاقات أقوى وأكثر وضوحًا مع العائلة والأصدقاء من خلال التواصل الفعال والتعبير عن المشاعر بوضوح وإظهار الاهتمام والدعم.
شاهد أيضا:
ملخص كتاب كيف تؤثر على الآخرين وتكتسب الأصدقاء
توسيع مبادئ التأثير
يقدم هوجان في كتابه تفصيلاً دقيقاً لكل مبدأ من مبادئ التأثير، مرفقاً بأمثلة واقعية وتجارب مستمدة من مجالات متعددة.
ولكن، لا تقتصر مبادئ التأثير على تلك الستة فقط، بل يمكن توسيعها لتشمل مبادئ أخرى مثل:
- الجاذبية: قد تصبح أنت أكثر عرضة للتأثر بالأشخاص الجذابين أو الذين يتمتعون بمظهر لائق.
- السلطة: يميل الناس إلى اتباع تعليمات الأشخاص الذين يتمتعون بسلطة أو منصب مهم.
- الشفقة: يمكن استغلال مشاعر التعاطف والشفقة لدى الفرد لإقناعه بفعل شيء معين.
ملخص يسير لفصول كتاب علم التأثير لكيفين هوجن
سنقوم برحلة عبر فصول الكتاب، مستكشفين أسرار التأثير الستة التي يكشفها هوجان، مع التركيز على العناصر الأساسية لعلم التأثير والإقناع داخل كل فصل بشكل مبسط وسلس كالآتي:
الفصل الأول: الارتباط – مفتاح بناء الثقة: يؤكد هوجان في هذا الفصل على أهمية الارتباط كأول خطوة لبناء الثقة والعلاقات المؤثرة، حيث يقدم لنا تقنيات فعالة لكسر حاجز الجليد وإيجاد قواسم مشتركة مع الآخرين، مما يخلق بيئة إيجابية للتواصل والتأثير.
الفصل الثاني: اتساق الأقوال والأفعال – رمز المصداقية: في هذا الفصل يشدد هوجان على ضرورة الاتساق بين أقوالنا وأفعالنا، بل ويحذر من تناقض السلوك مع الكلام، موضحاً أنه يفقد المصداقية، كما يعيق عملية التأثير.
الفصل الثالث: الإثبات الاجتماعي – قوة التأثير بالعدوى: يسلط هوجان الضوء على الإثبات الاجتماعي كقوة دافعة لسلوكياتنا، كذلك يبين أننا نميل إلى اتباع سلوكيات الآخرين، خاصةً إذا كانوا يتمتعون بسمعة طيبة أو خبرة مسبقة.
الفصل الرابع: الإعجاب – مفتاح جذب الانتباه والتأثير: يفصل هوجان مفهوم الإعجاب ودوره، حيث يقدم لنا تقنيات لتعزيز جاذبيتنا الشخصية، سواء من خلال المظهر أو السلوك أو الكلام، ممّا يساعدنا على جذب انتباه الآخرين والتأثير عليهم بشكل أكبر.
الفصل الخامس: الندرة – سحر الموارد المحدودة: يوضح هوجان مبدأ الندرة وكيف يمكن استغلاله لزيادة رغبة الناس في الحصول على شيء ما، ويقدم أمثلة عملية على استخدام هذا المبدأ في مجالات التسويق والمبيعات والتواصل.
الفصل السادس: اللحظة المناسبة – اغتنام الفرصة المثالية: يؤكد هوجان على أهمية التوقيت في التأثير، بل ويبين أن بعض اللحظات تكون أكثر ملاءمةً من غيرها لطرح الأفكار أو طلب المساعدة، وكذلك يقدم لنا نصائح لكيفية تمييز هذه اللحظات واغتنامها بشكل فعال للوصول إلى لحظة الاقتناع الكامل.
اقتباسات من كتاب “علم التأثير” لكيفين هوجان
إليك مقتبسات بسيطة من كل فصل من فصول الكتاب إلى حين تسنى الوقت لك لمعاينة الكتاب بنفسك كما يلي:
- “الناس أكثر عرضة للثقة والتعاون مع من يشعرون براحة أكبر في تواجدهم.”
- “يبنى الارتباط من خلال إيجاد قواسم مشتركة، وإظهار التعاطف، والاستماع الفعال.”
- “الناس يثقون بالأشخاص الذين يتصرفون بنفس الطريقة التي يتحدثون بها.”
- “كن متسقًا في أفعالك وكلماتك وقيمك.”
في نهاية مقالنا يمكن القول أن كتاب علم التأثير يعد مفتاحًا للنفس البشرية، يمكننا من تعلم كيفية التأثير على الآخرين بشكل أكثر فعالية، وتحقيق أهدافنا الشخصية والمهنية، عبر فهم مبادئه الستة ودوافع السلوك البشري، كما قدمها لنا كيفين هوجن بشكل مبسط.
هذا الكتاب جميل جدا و مفيد
الأدنى كثيراً في حياتي العملية
نعم صدقتي