كتاب طريق جهنم للكاتب أيمن العتوم الذي يعتبر من أبرز الشعراء والكتاب والروائيين في الأردن في القرن الواحد والعشرين، يمتلك العتوم العديد من الدواوين الشعرية وكذلك عدد كبير من الروايات وقد اختار العتوم في رواياته التركيز على أدب السجون، وفي هذا المقال سوف نستعرض معكم رواية طريق جهنم بالإضافة إلى جزء من حياة الكاتب أيمن العتوم، فتابعونا
ملخص كتاب طريق جهنم
يمكننا تقسيم أحداث هذه الرواية المأساوية بشكل مجازي إلى قسمين، في الجزء الأول يروي الكاتب أيمن العتوم الأحداث الرئيسية من وجهة نظر القذافي خلال فترة حكمه حتى تم اغتياله، من خلال روايته هذه يعرض القذافي وهو يتحدث عن ذاته ومكانته وكأنه يتحدث عن نفسه بأسلوب سردي.
ثم يأتي الجزء الثاني من الرواية على لسان الشخصية الرئيسية، وهو شخص يدعى علي الذي اعتقل في أحد السجون الليبية التي أسسها القذافي وقد أمضى ثلاثين عامًا في السجن، قضى 18 عامًا منها في سجن أبو سليم المعروف الذي حدثت فيه أسوأ جرائم القتل التي يمكن أن تحدث في أسوأ السجون على الإطلاق.
تتناول أحداث الرواية حياة تلك الشخصية بما في ذلك جوانب حياته الشخصية ونشاطاته، لاسيما نشاطه السياسي الذي أدي به في النهاية إلى الاعتقال، ومن هنا تبدأ رحلة معاناته حيث يروي لنا ما تعرض له من تعذيب وما شهد من جرائم مروعة داخل السجون.
تتألف الرواية من 81 فصلاً تمتد على 501 صفحة ويعتبر أهم ما تحتويه هو الوصف التفصيلي القائم على حقائق واقعية عن حياة المعتقلات السياسية وما يمكن أن تكون عليه.
يصف الكاتب جميع جوانب السجن بدقة كبيرة مما يجعلك تشعر وكأنك تتجول في أرجائه وكأنك تستمع لأنين المعذبين وآهاتهم، لطالما كان هذا السجن من الأماكن الممنوع التحدث عنها أو ذكرها، أسلوب الكاتب أيمن العتوم يتميز بالواقعية لدرجة تجعلك تشعر بالألم الذي يعاني منه المعتقلون وكأنك تتعرض لهذا العذاب بنفسك، وكأنك تسمع ما يقال وما يهمس به وهنا تظهر عبقرية الكاتب أيمن العتوم في هذه الرواية.
يمكنك أيضا الاطلاع على: ملخص كتاب الهشاشة النفسية
يمكنك أيضا الاطلاع على: ملخص كتاب علاقات خطرة
قصة كتابة أيمن العتوم لرواية طريق جهنم
يبدأ الكاتب أيمن العتوم بتوضيح سبب كتابته لرواية طريق جهنم بقوله: في أواخر شهر مارس من هذا العام أي عام 2018 أرسلت لي فاطمة رسالة قصيرة تحتوي على كلمات قليلة، وهى لدي قصة تستحق أن تروى، كانت رسالتها نائمة بين مئات الرسائل الأخرى التي كنت أنوي فتحها.
بعد فترة قررت أن انتبه لها وقلت في نفسي، كم من الناس يعتقدون أن قصصهم تستحق أن تروى، كنت على وشك تجاهل الرسالة والانتقال إلى رسالة أخرى لكنني قررت أن أجرب، رددت عليها بنفس الاختصار، أرسلي القصة هنا وسأقوم بقراءتها وكانت فاطمة تتحدث عن والدها الذي استشهد في مذبحة سجن (أبو سليم) بين المئات الذين لقوا حتفهم في ذلك اليوم المشؤوم من أواخر شهر يونيو من عام 1996.
كانت عاطفة فاطمة ربما هذا ما أراه أكبر من الحدث ذاته، إذ كان موضوع حديثها في الرسالة هو والدها، قلت لها في رسالة أخرى، “أرسلي لي كل ما كتب عن مجزرة أبو سليم” لم تتردد حيث كانت مدفوعةً بحلم أن يصبح والدها بطلًا في سرد الرواية بعد أن جسّد بطولته الحقيقية في الواقع.
بعد أن قرأت ما أرسلته في المرة الثانية كادت كل شعرة في رأسي تقف، فطرحت عليها أكثر من عشرين سؤالًا وكان أهمها، “هل لا يزال هناك أي شخص حي من الذين شهدوا المذبحة ويمكننا التواصل معه”؟
ردت: هناك كثيرون لكن معظمهم لا يريد الحديث ثم توصلنا معًا إلى (علي العكرمي) السجين الذي قضى ثلاثين عامًا في سجون القذافي، بدأت بمراسلته بشكل شخصي سافرت إليه إلى تونس وسجلت شهادته منذ ولادته حتى اللحظة التي كنت أنظر فيها إلى عينيه العميقتين مباشرة.
كان رجلًا شهمًا وكريمًا في حديثه معي وقد دلني على رفاق المحنة واحدًا واحدًا، أعطاني حوالي ثمانية كتب ممن وثقوا شهاداتهم في شكل مذكرات قرأتها جميعًا في أسبوع بعد ذلك استمعت إلى عشرات الشهود قبل أن أغادر تونس عائدًا إلى الأردن، حيث أعطاني الوثائق التي بحوزته عن تاريخ السجن السياسي خلال أربعة عقود من حكم القذافي.
أثمن ما حصلت عليه هو سرد الأحداث التي جرت قبل المذبحة وبعدها وأحداث ذلك اليوم نفسه الذي وقعت فيه المذبحة، كيف تمت ومن أصدر الأوامر بها ومن كان موجودًا في تلك اللحظات من ذلك اليوم البعيد، التمرد الذي حدث في السجن والقناصون الذين تسلقوا أسطح العنابر وكل التفاصيل الأخرى.
بعد عودتي إلى الأردن قرأت أكثر من عشرة كتب حول عهد القذافي وقد ساعدتني زوجتي زهراء في تجميع الشهادات، قضينا أكثر من أسبوعين نعمل بلا توقف من الليل حتى النهار لنسجل كل ما تم توثيقه أو رؤيته.
اعتكفت في مكان الكتابة لمدة شهر وقد بذلت الكثير من الجهود في عالم الحروف، سافرت إلى أوروبا وفي قرية صغيرة نائية قمت بإكمال بقية القصة، في تروسنجن بألمانيا انتهيت من الكتابة التي كادت تستهلك كل ما في عروقي من دماء، قبل أن أتم العمل بالكامل انتهت حرب الكلمات وهذه هي القصة باختصار، أنا مدين لهؤلاء الثلاثة: للقذافي وعلي العكرمي وفاطمة لما بذلته من جهود لوضع هذه الرواية (طريق جهنم) بين أيدي القراء.
تعرف على: ملخص كتاب لماذا ننام
اقتباسات من رواية طريق جهنم
فيما يلي سنتعرف على أهم وأبرز الاقتباسات من ملخص كتاب طريق جهنم:
- لا شيء يضيع سدى فلكل عمل جزاء، الحياء شعور يتبدل سواءً كان مفرحًا أو محزنًا وكما هو حال الليل فهو يزول كما يزول النهار، نحن نحتفظ بما قمنا به.
- قدر البلابل أن صوتها العذب يثير غضب القلوب القاسية للظالمين وأن حريتها تثير استياء المستعبدين.
- الزمن يعمل كل شيء يخرج بعض الأشخاص من دائرة الحياة ويجلب آخرين ويترك دمعة على خد أحدهم ويمسحها بمنديل الصبر والنسيان عن خد آخر.
إقرأ ايضا: ملخص كتاب مميز بالأصفر
إقرأ ايضا: ملخص كتاب قدرات محدودة
مؤلف كتاب طريق جهنم
في الثاني من مارس عام 1972م ولد أيمن علي حسين العتوم في بلدة سوف التابعة لمحافظة جرش شمال الأردن، كان أيمن ينتمي إلى عائلة ذات خلفية دعوية وسياسية حيث كان والده شخصية مؤثرة في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن.
أنهى أيمن دراسته الثانوية في إمارة عجمان في دولة الإمارات العربية المتحدة ثم عاد إلى الأردن ليبدأ دراسة الهندسة المدنية في جامعة العلوم والتكنولوجيا، ومن هناك حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1997م.
في الختام ينقسم ملخص كتاب طريق جهنم بين بطلين: البطل الطاغية الذي يتحدث بصوته وهو القذافي والبطل السجين الذي يروي ملاحظاته خلال ثلاثين عامًا من التعذيب الذي لا يمكن تصور بشاعته، ويقول الكاتب في كلمة الغلاف الخلفي: الأمل ليس مجرد وهم كما يعتقد اليائسون بل هو حالة، انظر حولك وستجد كل شيء يحتفل بالأمل وكل شيء يتحول إليه وكل شيء يسعى لأن يكونه.

هند على صانع محتوى لديه شغف كبير بالقراءة والاطلاع على الكتب القيمة ومن ثم تلخيصها بشكل متقن وبأسلوب بسيط وقوى حتى يسهل على القارئ الوصول إلى المعلومة، أملك خبرة ٧ سنوات في الكتابة والتحرير وتلخيص الكتب ولكن مازلت اتطلع إلى المزيد من الخبرة في صناعة المحتوى.