ملخص كتاب طبقات الشعراء لابن المعتز من أفضل كتب التراث لأن مؤلفه هو أديب وشاعر ومُبدع وكاتب كبير وناقد زواقه، وهو ملك ومن أصول ملكية، وهو عبد الله بن محمد ابن المعتز العباسي ابن هارون الرشيدي، ومن أفضل كتاباته هي: “الزهر، البديع، الرياض، الأدب، الجامع في الغناء، حلي الأخبار، وطبقات الشعراء”.
نرشح لك قراءة: ملخص كتاب إحياء علوم الدين
نبذه عن حياه ابن المعتز
كان ابن المعتز من المؤلفين الكبار في عصره وشاعر مُبدع وأصله من الملوك الذين جلسوا في أشهر عروش الدنيا، وهو العرش العباسي، ولكن كان سيء الحظ هو وأبيه، وسُمي عبد الله بحاكم اليوم والليلة، لأنه تولى الخلافة ليوم واحد فقط ثم قتل، وأيضاً تولى أبيه الحكم لفترة 40 يوماً ثم قتل، وجده المتوكل أيضاً مات قتيلاً.
لكن عبد الله كان سيء الحظ في السياسة، لكن كان سعيداً في الأدب والمعرفة وتربى كما تربى أبناء الملوك، وكان يُستدعى له عظام الأساتذة في زمانه حتى يستطيع التعرف على دنيته ودينه، وكان أديباً فطناً وذكياً.
ترك ابن المعتز 14 كتاباً في الشعر والأدب والغناء والطبقات، رغم أنه لم يعش أكثر من 49 سنة، حيث ولد في 247ه، وتُوفي عام 296ه.
اخترنا لك: ملخص كتاب النقد الثقافي لعبد الله الغذامي
ملخص كتاب طبقات الشعراء لابن المعتز
كتاب “طبقات الشعراء” هي وثيقة مهمة وكبيرة في عالم الشعراء، حيث أهمل في كتابه بعض الشعراء الذين لم يمدحوا بني العباس، وكان هذا تفسيراً عندما بدأت كتابته عن الشاعر “ابن حرمة السكير” والخليفه كتب إلى عامل المدينة ألا يوقع حد الخمر إذا ضُبط ابن حرمة سكراناً، وهذه القصه توجد في كتب الأدب.
حيث أن هذا الكتاب ثالث كتاب مشهور لهذه النوعية من كتب الشعر، وهذا بعد كتاب “ابن سلام الجمحي” و”ابن قطيبة”، لكن يوجد مميزات عديدة لهذا الكتاب مثل أنه تخصص في عصر مُعين وهو العصر العباسي، وذكر اسم الشعراء الذين مدحوا في بني العباس وكان لا يهتم بكل الشعراء.
ابن المعتز كان يناصر المُحدثين، ولا يهاجم القديم، ولكنه أيضاً في تلك الفترة كان يدافع عن نفسه، وهذا يُعد منهجاً جديداً في البحث عن المغمورين من الشعراء ولم يكتفي فقط، بل بدأ بالمشهورين في هذا الكتاب وهو الشاعر “ابن هرمة”، ومن أمثلة أشعاره هي:
“إذا قيل من خير من يجتدي … لمعترّ فهرٍ ومحتاجها
ومن يعجل الخيل يوم الوغى … بإلجامها قبل إسراجها
أشارت نساء بني مالك … إليك بها قبل أزواجها
وينتهي بترجمة الناشئ عبد الله بن محمد وكنيته أبو العباس عندما قال:
نعمة الله لا تعاب ولكن … ربما استقبحت على أقوامِ
لا يليق الغنى بوجه ابن يعلى … لا ولا نور بهجة الإنعام
وسخ الثوب والعمامة والبر … ذون، والسرج تحته واللجام
بنى الحصون أناس لا حصون لهم … يحمي حريمهم بالأجرة الحرسُ
لابن البراذين بيت لا قديم له … في ظله سيفه والرمح والفرسُ”
يمكنك الإطلاع على: ملخص كتاب علم التأثير
شعر النساء الجواري
وهذا الكتاب كان فتحاً جديداً من الناحية الأدبية والنقدية، حيث اختتم الكتاب بالنساء الشواعر، والسبب في هذا لأن الجواري من بني العباس، لذلك يتحدث عنهم بكل قوة، يدل هذا على التمكن في اللغة والعلم والتقدم العلمي والأدبي، وأعطى لهم طبقة خاصة ومن هذه الجواري:
عنان جارية الناطفي، عندما ذكرت في امتنان يحيى بن خالد إلي أختين لها فقالت:
“نفى النوم من عينيَّ حوكُ القصائد … وآمالُ نفسٍ همها غير نافد
إذا ما نفى عني الكرى طول ليلة … تعوذتُ منها باسم يحيى بن خالد
وزير أمير المؤمنين ومن له … فعالان من حمد طريف وتالد
من البرمكيين الذين وجوههم … مصابيح يطفي نورها كل واقد
على وجه يحيى غرة يُهتدى بها … كما يهتدي ساري الدجى بالفراقد”
خنساء جارية هشام المكفوف، قالوا عنها أنها أديبة حسنة العقل فائقة الجمال وقامت بمدح الخلفاء في شِعرها، حيث قالت في أبي الشبل الشاعر:
“ما ينقضي عجبي ولا فكري … من نعجة تكنى أبا الشبل
لعب الفحول بثغرها وعجانها … فتجردت لتجرد الفحل
لما اكتنيت لنا أبا الشبل … ووصفت ذا النقصان بالفضل
كادت تميد الأرض من جزع … وترى السماء تذوب كالمهل”.
عريب جارية المأمون كانت أفصحهن لسانا وأحسن النساء وجهاً”.
ذكر ابن المعتز في الكتب اختصاراً في أشعار الشعراء وهو عين الصواب، وخرج عن حد القصد، وذكر من هو شاز من دواوينهم، وكان الشعراء يستخدمون الشعر في في مدح الوزراء والخلفاء والأمراء ليكون مذكوراً عند الناس.
اقرأ معنا: ملخص كتاب الاب الغني والاب الفقير
لم يلزم ابن المعتز طبقات ابن سلام من حيث المنطقية، كان قريب النهج لابن قُديمه، وأشعاره متأرجحة، كان يعتني بالمشهورين والمغمورين، وكان له الغلبة والسبق لاتهامه بهم.
حيث كان يسرد للشعراء معتمداً على الأخبار التي تأتيه، وهذا دليلاً على قيمته العلمية، وكان يستند أن الشعر لا بد أن يكون سهلاً وبسيط، وأيضاً أتخذ ابن المعتز من قيمتي الحق والمقياس، كما ذكرنا من وجهة نظرة الخاصة هذا شيء رائع، لكن أغفل ذكر ابن الرومي ويقال هذا بسبب تعصبه، ومن الأسباب الأخرى لعدم ذكر ابن الرومي في كتاب ابن المعتز هو أنه كان ملازماً لابن عبيد الله فهو كان من خصوم ابن المعتز.
حيث عاصر ابن الرومي عدد كبير من الخلفاء العباسيين، لأنه كان سليط اللسان ومتقلب المزاج، ومُعتل الطبع، وكان شعره حاداً، ويقول ابن الرومي في يما معناه: “الخلفاء الذين يجب أن يحكموا فهم الآن يلقون الشعر فماذا نحن نقول”.
الخلاصة
هذا الكتاب يُعد من الكتب القيمة والقوية في تصنيف الشعراء، وهو مصدراً مهماً في التصنيفات التي جاءت في الكتاب، نحن نعرف أنه لا يوجد شيء إذا ما تم النقصان، لكن توجد اجتهادات تصنيفية.