يعد كتاب سيبويه هو أول كتاب يسجل وينسق قواعد اللغة العربية، وقد تم وصفه على أنه من أهم كتب النحو بشكل مطلق، وأطلق عليه اسم كتاب سيبويه على اسم مؤلف الكتاب، لأن كاتبه لم يضع له عنوانًا، وقد ألفه الكاتب في القرن الثاني الهجري، يحتوي هذا الكتاب على عدد كبير من القواعد منها المهم جدًا، ومنها الصعب في بعض الأحيان، ويعتبر علماء اللغة هذا الكتاب بمثابة خلاصة علم أساتذة سيبويه في النحو.
ملخص الكتاب
مكث سيبويه طيلة حياته يدون هذا الكتاب، فتارة يضيف وتارة ينقص، ولم يستطع سيبويه قراءة كتابه في حياته، فقد وافته المنية قبل اتمامه، لذلك لم يحمل الكتاب أي اسم، ونتيجة لخوف كل من المزني والجرمي أن ينسب الكتاب لأي شخص آخر، اكتفوا بنسب الكتاب لصاحبه فأطلقوا عليه كتاب سيبويه.
أبواب كتاب سيبويه
يتكون كتاب سيبويه من عدة أبواب، سوف نقدم تلخيص لبعض وأهم تلك الأبواب عبر التالي:
الباب الاول
تناول الباب الأول حديثا مفصلا عن الكلمة في اللغة العربية وما ينطوي تحتها من تفصيلات الفاعل والمفعول به، والمصادر والنكرات، والاستفهام والحروف التي تحل محل الاستفهام، والتوكيد والنعت والمنعوت، وما تباين به النحويون عن العرب فاستكرهوه وقد قبحه العرب دون أن يستكرهوه.
الباب الثاني
بالنسبة للباب الثاني استكمل سيبويه حديثه عن بدل المعرفة من النكرة، بالإضافة إلى النكرة من المعرفة، وجميع أنواع المنصوبات سواء كانت حالًا أم ما نُصب على سبيل المدح، كما حكى عن الابتداء والنداء، وأيضا الندبة والترخيم، بجانب النفي والاستثناء، وما يلحق الزيادة في الاستفهام، وغيرها.
الباب الثالث
أما الباب الثالث تحدث فيه سيبويه عن الأفعال المضارعة بكافة تفاصيلها، بالإضافة إلى الأسماء التي يجازى بها وتحل محل الذي، والقسم، كما تناول أيضًا ما يضاف إلى الأفعال من الأسماء، وما يتم صرفه في اللغة العربية وما يتم منعه من الصرف، ثم تطرق إلى فصل الحكاية التي لا يتم فيها تغيير الأسماء عن حالها في الكلام، ثم أسرد في فصل الإضافة، والتثنية، والتصغير، والجمع، والتحقير، كما تحدث عن الهمز، والمدود، والمقصور، والتكسير.
الباب الرابع
تحدث سيبويه في الباب الرابع من كتابه عن مسائل متفرقة في النحو، منها ما يتم كسره من أوائل الحروف في الفعل المضارع وما يتم حذفه من الحروف في الكلمات، وكيفية الوقوف في أواخر الكلمات المتحركة عند وصلها، بالاضافة إلى الإشباع في كل من الرفع، والجر، وعدم الإشباع أيضًا، وبعد ذلك تطرق في كتابه إلى الأسماء والصفات والأفعال وهو ما يطلق عليه النحويون التصريف، ثم تحدث عن التضعيف، والإدغام، ومخارج الحروف العربية وعددها.
إطلع على: ملخص كتاب الخصائص لابن جني
إطلع على: ملخص كتاب الحيوان للجاحظ
النهج المتبع في كتاب سيبويه
قد انتهج سيبويه في تأليف كتابه نهجا مختلفا عن المتعارف عليه في كتب النحو، فقد استخدم نهجا خاصا به، يتضمن ما يلي:
- لم يرتب سيبويه أبواب الكتاب بنفس ترتيب كتب النحو في ذاك العصر، حيث كان يتم جمع المتشابهات إلى بعضها فتكون مثلا المرفوعات معًا، وبالمثل مع كل من المنصوبات والمجرورات، فقد كان سيبويه يذكر الفاعل وبعد ذلك يذكر المفعول به، كما كان يمزج بين كل من المجرورات والمنصوبات، وبعد أن يذكر عدة أبواب، يقوم بذكر المبتدأ والخبر.
- لم يضع سيبويه العديد من الأمور في موضعها الصحيح، حيث قدم أبوابا كان من حقها التأخير، فعلى سبيل المثال، بدأ في القسم الأول من الكتاب بالحديث عن المسند والمسند إليه، ثم تحدث عن أبواب المسند إليه مثل المبتدأ والفاعل وغيرهم، فكان عليه أن يبدأ حديثه بأبواب المسند إليه، وبعدها يشرح بالتفصيل المسند والمسند إليه، ولكنه لم يفعل ذلك.
- ومن ضمن منهجه الخاص الذي استعان به في كتابه هو ذكر العام ثم الخاص، من خلال ذكر المسألة العامة، وبعدها يوضح تفصيلاتها في أبواب خاصة، وبعد ذلك يخصص للمسائل الصغيرة الجزئية بابا مخصصا لها، فعلى سبيل المثال يذكر باب التصغير ليوضح فيه مسألة التصغير، وإذا ما ظهرت مسائل مثل تصغير المضاعف أو تصغير ما كان على خمسة أحرف، خصص لهم أبوابا منفردة.
- لم يهتم بجمع المسائل المتصلة في باب واحد، حيث أن الأصل في ذلك هو ذكر كافة المسائل المتصلة مع بعضها في نفس الباب، ولكنه لم يفعل ذلك، نظرا لأنه لم يكن دارجًا في عصره، فمثلا من الممكن أن يذكر مسألة في هذا الباب، وبعد ذلك يذكر مسألة شبيهة لها في باب آخر بعيد عن الباب الأول، ويتوقف ذلك على المناسبة التي تستدعي ذكر هذا المثال.
- من الجدير بالذكر، أن سيبويه لم يتخذ منحى واحد في كتابه، بل كان يبالغ في الإفهام والشرح تارة، ويوجز في كلامه إيجازا شديدا تارة أخرى، فعلى سبيل المثال كان يجعل لكل مسألة من المسائل بابا خاصا بها، ويطيل في شرحها، وتوضيح فرضياتها، وأحكام النحاة في ذلك، وفي فصول أخرى كانت غامضة مبهمة لما فيها من إيجاز شديد.
- قد تفحص سيبويه جميع كتب النحو السابقة له، وفهم معانيها جيدا، ليكتب كتابه، كما أنه كان يدون كل ما يسمعه من أساتذته في حلقاتهم العلمية، فقد استقى منهم العلم، وجمعه في صدره واستعان به في تدوين كتابه، مع مراعاة نسب ما يأخذه إلى من قاله، هذا ما جعل كتاب سيبويه بمثابة المرجع لعلماء اللغة والنحو.
- لقد اشتمل كتاب سيبويه على شواهد من كلام العرب، فكان يعد كتاب سيبويه موسوعة أدبية بالإضافة إلى كونه موسوعة نحوية وصرفية، وذلك لما اشتمل عليه من شواهد من كلام العرب، كما أنه يتميز بكونه أول كتاب يهتم بجمع مسائل النحو على جميع اختلافاتها، لذا، أصبح لا غنى عنه لطلاب اللغة العربية، وقد اهتم الكثير من علماء النحو بشرح كتاب سيبويه، بل كانوا يتسابقون في ذلك، ومن أحسن وأتقن هذه الشروحات، هو شرح ابن خروف المعروف باسم تنقيح الألباب في شرح غوامض الكتاب.
إطلع على: ملخص كتاب طبقات فحول الشعراء
الاقتباسات
من أشهر اقتباسات كتاب سيبويه ما يلي:
- “سيفعل ذلك وسوف يفعل ذلك فتلحقها هذين الحرفين لمعنى كما تلحق الألف واللام الأسماء للمعرفة”.
- “سوف فتنفيسٌ فيما لم يكن بعد، ألا تراه يقول: سوفته”.
نبذة عن الكاتب
هوعمرو بن قنبر الحارثي بالولاء، وكان لقبه أبو بشر، أما سيبويه فهو اللقب الذي اشتهر به، والذي يعني باللغة الفارسية رائحة التفاح، توفي عام 180 هـ، في إحدى قرى شيراز، عن عمر يناهز قرابة الأربعين عامًا، وقد عاصر أواخر عصر الأمويين، وبداية عصر العباسيين، وكان يعرف عنه بأنه جميلًا وأنيقًا، وهو يعد أول من بسط علم النحو، لذا أطلق عليه لقب إمام النحاة.
أسئلة شائعة
ما هو منهج كتاب سيبويه؟
استخدم سيبويه منهج الفطرة والطبع في عرض مادة كتابه، حيث يدرس أساليب الكلام في كل من الأمثلة والنصوص لكي يكشف عن رأيه فيها سواء كان صحةً وخطأً، أو كان حسنًا وقبحًا، أو كان كثرةً وقلةً.
ما هي موضوعات كتاب سيبويه؟
تنوعت وتعددت موضوعات كتاب سيبويه، حيث كان الغرض منه هو جمع القواعد النحو والصرف، فلم يكتف سيبويه بذكر قواعد النحو فقط، بل ضم أيضًا قواعد الصرف، وقد احتوى فى أبوابه وأنواع اشتقاق الكلمة المختلفة، كما تناول الكتاب موضوعات عن التثنية، والجمع، والتصغير، والإبدال، والإعلال، والنسب، وغيرها.
هند على صانع محتوى لديه شغف كبير بالقراءة والاطلاع على الكتب القيمة ومن ثم تلخيصها بشكل متقن وبأسلوب بسيط وقوى حتى يسهل على القارئ الوصول إلى المعلومة، أملك خبرة ٧ سنوات في الكتابة والتحرير وتلخيص الكتب ولكن مازلت اتطلع إلى المزيد من الخبرة في صناعة المحتوى.