ما هو كتاب دي سوسير محاضرات في اللسانيات العامة؟ يوجد الكثير من الكتب المتنوعة التي يهتم العديد من الأفراد بالبحث عن ملخصاتها، ومن خلال موقعنا هذا نقدم لكم ملخص هذا الكتاب في اللسانيات العامة وهو ما يبحث عنه بعض الأشخاص، لذلك سوف نستعرض بعض التفاصيل الهامة عن الكتاب ونجيب على بعض الأسئلة.
ملخص كتاب دي سوسير محاضرات في اللسانيات العام
كتاب يجمع أبرز أفكار العالم السويسري فردينان دي سوسير في مجال اللسانيات وقد كان نقطة انطلاق لتطور مناهج البحث اللساني مثل البنيوية والسيميائية، كتب هذا الكتاب باللغة الفرنسية ثم تم ترجمته إلى العربية بأسماء عدة، منها:
محاضرات في اللسانيات العامة وعلم اللغة العام ومنهج في اللسانيات و محاضرات في الألسنية العامة، وكن الاسم الأكثر شيوعاً لهذا الكتاب هو كتاب دي سوسير محاضرات في اللسانيات العام.
إقرأ ايضا: ملخص كتاب العادات الذرية
أفكار سوسير في كتابه
أحدثت الأفكار الواردة في هذا الكتاب ثورة في مجال دراسة اللغات وقد مهد كتاب دي سوسير محاضرات في اللسانيات العام الطريق لخروج العديد من المدارس الأخرى مثل البنيوية، التفكيكية والسيميائية وغيرها، يعتبر هذا الكتاب أب اللسانيات الحديثة ومؤسس البنيوية وقد انتشرت أفكاره بشكل كبير، حيث سيطرت على معظم المناهج النقدية لمدة تصل إلى أربعة عقود، ظهرت بعض تقسيمات المصطلحات اللغوية في شكل ثنائيات مما أدى إلى تغيير كبير في دراسة اللغات، والان سوف نتعرف على أهم تلك الثنائيات في الأسطر التالية:
تاريخ علم اللغة
تحدث الكاتب في هذا الباب حول علم تاريخ اللغة، حيث ذكر في كتابه بأنه هو العلم الذي ينشأ من خلال دراسة الحقائق اللغوية، الدارسين في هذا العلم بفرع من فروع المعرفة وهي القواعد.
وهذه الدراسة في الحقيقة قد بدأها الإغريق ثم أخذها عنهم الفرنسيون، تلك الدارسة في جوهره تعتمد على علم المنطق، ويرى المؤلف أنها تفتقر بشكل كبير للنظرة العلمية ولا ترتبط باللغة وليس لها هدف واضح إلا وضع القواعد لكي تستطيع التمييز بين الصيغ الصحيحة وغير الصحيحة، وبذلك تكون دراسة معيارية بحته تبتعد عن الملاحظة الصحيحة والواضحة للحقائق.
موضوع علم اللغة وعلاقته بالعلوم الأخرى
تحدث دي سوسير هنا عن مادة علم اللغة والتي تشمل وتضم جميع مظاهر الكلام عند الإنسان، حيث يرى أنه على الشخص اللغوي أن يدرس تطور اللغة في جميع الفترات الزمنية التي مرت بها والتي تشمل اللسان الصحيح واللغة المنمقة وجميع التعبيرات الأخرى بكافة أشكالها.
أيضا يجب أن يدرس النصوص المكتوبة بشكل صحيح، ذكر المؤلف أن مجال علم اللغة يشمل وصف تاريخ جميع اللغات المعروفة، وايضا تحديد القوى التي تعمل بصورة دائمة وعامة في جميع اللغات الاخرى.
أهداف علم اللغة
في هذا الباب تطرق دي سوسير للحديث عن تعريف اللغة، كما ذكر الهدف الطبيعي لعلم اللغة، وذكر أن اللغة هي عبارة عن جزء محدد من اللسان البشري وهو الجزء الجوهري، وأنها في الحقيقة نتاج اجتماعي لملكة اللسان ومجموعة من التقاليد الضرورية التي تبناها مجتمع ما ليساعد أفراده على ظهور هذه المَلَكة، حيث أن اللسان متعدد الجوانب ويشتمل على جوانب عدة في آن واحد، مثل الجانب الفيزيائي الطبيعي والجانب الوظيفي والجانب النفسي، فاللسان هو ملك للفرد وللمجتمع على خلاف اللغة التي هى كيان موحد قائم بذاته لكنها تخضع للتصنيف وتأتي في المركز الأول بين عناصر اللسان.
علم اللغة وعلم الكلام
ذكر الكاتب أن دراسة اللسان تتكون من جانبين أساسيين وهما،
الجانب الأساسي، وهو يركز على اللغة وهو ذات هدف اجتماعي مستقل عن الفرد.
الجانب الفرعي، وهدف الجزء الفردي من اللسان وهو سايكوفيزيائي، والهدفين مرتبطان ببعضهما البعض بشكل وثيق فاللغة ضرورة للكلام ليكون مفهوماً والكلام كذلك له ضرورة لتثبيت أركان اللغة، كما أن الكلام هو السبب في تطور اللغة.
ثنائية الدال والمدلول
يعتبر سوسير الدال والمدلول كوجهي عملة واحدة، حيث يرتبطان ارتباطاً وثيقاً ببعضهما البعض، الدال وفقاً لسوسير هو الألفاظ الصوتية التي يصدرها الإنسان بأي لغة بينما المدلول هو الصورة الذهنية التي تتشكل في العقل، على سبيل المثال كلمة (عصفور) تمثل الألفاظ المنطوقة (الدال) وعندما تسمع هذه الكلمة، تتكون في ذهنك صورة العصفور (المدلول).
العلاقة بين الدال والمدلول تعتبر اعتباطية بمعنى أنها لا تتبع قواعد معينة أو تتجه نحو نمط محدد بل هي علاقة عشوائية لا تخضع لمحددات عقلية أو منطقية، فعلى سبيل المثال يمكن استبدال كلمة (عصفور) بكلمة (سرو) للدلالة على الكائن الصغير الطائر فلا يوجد فرق بينهما كونهما ألفاظًا، لكن العرف المتبع قد جعل من هذه الألفاظ مرتبطة بمعاني محددة وفق سياقات معينة.
إقرأ ايضا: ملخص كتاب كيف تؤثر على الآخرين وتكتسب الأصدقاء
ثنائية اللغة والكلام
ميز سوسير بين اللغة باعتبارها ظاهرة اجتماعية واللسان كونه ظاهرة فردية، فاللغة تعود إلى المجتمع بشكل عام وهي الطريقة التي يتواصل بها الأفراد بينما اللسان هو الأسلوب الخاص بكل فرد، تعتبر اللغة ثابتة لا تتغير بينما يسعى اللسان إلى إحداث تغييرات داخل اللغة، لكنه يظل مرتبطاً بها ولا يمكنه الخروج عنها.
إقرأ ايضا: ملخص كتاب فن اللامبالاة
ثنائية التزامن والتعاقب
قام سوسير بتمييز بين مستويين لدراسة اللغة، وهما:
المستوى الأول: هو المستوى الزمني أو الوصفي والذي يركز على تحليل اللغة في فترة زمنية معينة، ويشمل دراسة وصفية غير معيارية لكافة جوانب اللغة بما في ذلك الجوانب الصوتية والصرفية والدلالية والمعجمية سواء كانت فصحى أو عامية.
المستوى الثاني: هو المستوى التعاقبي أو التاريخي، فيقوم بدراسة لغة محددة لتتبع التطورات التي طرأت عليها عبر العصور.
التعريف بـ دي سوسير مؤلف الكتاب
دي سوسير هو عالم اللغة السويسري ولد في جنيف في 26 نوفمبر 1857، بدأ دراسته في جامعة جنيف في مجال الفيزياء لكنه كان يشارك في حلقات لدراسة النحو الإغريقي مما دفعه لتغيير اتجاهه الأكاديمي والانتقال إلى جامعة ليبرغ حيث تخصص في اللغات الهندوأوروبية، حصل على درجة الدكتوراه بعد تقديمه لرسالة حول اللغة السنسكريتية وعمل في عدة جامعات.
إقرأ ايضا: ملخص كتاب كوني صحابية
اسئلة شائعة
كيف تمكن دي سوسير من تحديد موضوع علم اللسانيات؟
بعد أن استبعد دي سوسير اللغة من المعادلة اللسانية نظراً لتساوي مظاهرها، قام بتحديد اللسانيات بناءً على منهج ملائم جداً، حيث بدأ يبحث عن مكانة اللسان من خلال أحداث الكلام، انطلاقاً من المعادلة التواصلية التي يعتمد عليها البشر ومن ثم البحث عن مكانة في الظواهر الإنسانية التي تسمى السيميولوجيا.
ما الذي تعنيه ثنائية العلاقات اللغوية وفقاً لدي سوسير؟
تعتبر القضية هنا هي عدم وجود توافق بين الألفاظ التي تتواجد في الذهن والأشياء الموجودة في الواقع، حيث يختلف المسمى من لغة إلى أخرى وبالتالي لا توجد علاقة واضحة بين الصوت والمعنى وتعتبر هذه الخصيصة عاملاً يربط بين الدال والمدلول، حيث يمنح المتحدثون حرية أكبر للتعبير عن مختلف الأشياء.
إقرأ ايضا: ملخص كتاب علمتني سورة البقرة
إلى هنا نكون قد انتهينا من مقال اليوم الذي كان بعنوان ملخص كتاب دي سوسير محاضرات في اللسانيات العام، بعد أن قدمنا لكم كافة ما يتعلق بهذا الكتاب، على سبيل المثال مؤلف وأفكار هذا الكتاب بالإضافة إلى الإجابة عن بعض التساؤلات الخاصة به.
هند على صانع محتوى لديه شغف كبير بالقراءة والاطلاع على الكتب القيمة ومن ثم تلخيصها بشكل متقن وبأسلوب بسيط وقوى حتى يسهل على القارئ الوصول إلى المعلومة، أملك خبرة ٧ سنوات في الكتابة والتحرير وتلخيص الكتب ولكن مازلت اتطلع إلى المزيد من الخبرة في صناعة المحتوى.