يعد كتاب حرب الخليج أوهام القوة والنصر للكاتب محمد حسنين هيكل من أبرز الأعمال التي تناولت أزمة الخليج الأولى، حيث يستعرض هيكل في هذا الكتاب الأسباب التاريخية والظروف التي سبقت الأزمة، مسلط الضوء على الأبعاد العاطفية والشخصية والعسكرية التي أثرت فيها، وكذلك يناقش دور الولايات المتحدة في استغلال الأزمة لتحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
ملخص كتاب حرب الخليج
في كتابه حرب الخليج: أوهام القوة والنصر يستعرض محمد حسنين هيكل الأسباب التاريخية والظروف التي أدت إلى أزمة الخليج الأولى، ويصف هيكل الأزمة بأنها كانت عاطفية بأكثر من اللازم، شخصية بأكثر من اللازم، عسكرية بأكثر من اللازم، وكذلك يسرد الأخطاء التي وقع فيها صناع القرار العراقيون والحسابات الخاطئة التي زادت من تفاقم الأزمة، ويتناول الكتاب أيضًا تفاصيل الدور الأمريكي في تلك الحرب، موضحا كيف استغلت الولايات المتحدة الأزمة لتدمير قوة العراق وإعادة تشكيل المنطقة بما يتناسب مع مصالحها ومصالح إسرائيل.
يمكنك الاطلاع على: ملخص كتاب من شيم العرب.
الأسباب التاريخية لأزمة الخليج الأولى
أزمة الخليج الأولى التي اندلعت بعد غزو العراق للكويت في 2 أغسطس 1990 لم تكن حدث مفاجئ بل كانت نتيجة تراكمات تاريخية وسياسية واقتصادية بين البلدين، بالإضافة إلى تدخلات القوى الدولية، ومن أبرز الأسباب التاريخية لهذه الأزمة:
الخلافات الحدودية بين العراق والكويت
تعود جذور الخلاف بين العراق والكويت إلى بدايات القرن العشرين، حيث كان العراق يعتبر الكويت جزء من أراضيه خاصة مع رسم الحدود في ظل الهيمنة البريطانية، وبعد استقلال الكويت عام 1961 حاول العراق ضمها لكنه واجه معارضة عربية ودولية.
الدور البريطاني في ترسيم الحدود
رسمت بريطانيا الحدود بين العراق والكويت بطريقة أثارت الجدل، حيث منح التقسيم للكويت أراضي كانت محل نزاع مثل جزيرتي وربة وبوبيان مما أدى إلى استمرار الخلافات بين البلدين حتى العقود اللاحقة.
الحرب العراقية الإيرانية وتأثيرها
بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) كان العراق يعاني من أزمة اقتصادية خانقة بسبب التكاليف الباهظة للحرب، وقد طالب العراق دول الخليج، وعلى رأسها الكويت بإلغاء ديونه باعتبار أنه كان يدافع عن الدول العربية ضد إيران، ولكن الكويت رفضت ذلك.
سياسة الكويت النفطية
اتهم العراق الكويت بالتلاعب بأسعار النفط عبر زيادة الإنتاج بما يؤدي إلى انخفاض الأسعار عالميًا مما أثر على الاقتصاد العراقي الذي كان يعتمد على عائدات النفط لسداد ديونه وإعادة بناء بنيته التحتية بعد الحرب مع إيران.
اقرأ أيضًا: ملخص كتاب انهيار.
دور القوى الدولية
لعبت الولايات المتحدة دور غامض في الأزمة، حيث أشارت بعض التصريحات الأمريكية إلى أن واشنطن لم تكن تعارض تحركات العراق تجاه الكويت، وهو ما اعتبره صدام حسين ضوء أخضر للتدخل العسكري.
الأطماع الجيوسياسية للعراق
رأى صدام حسين في غزو الكويت فرصة لتوسيع نفوذه في الخليج العربي، خاصة مع وجود موارد نفطية ضخمة في الكويت كان يأمل في ضمها لدعم الاقتصاد العراقي المنهك.
فشل الجهود الدبلوماسية
قبل الغزو جرت عدة محاولات دبلوماسية لحل الأزمة، ولكنها لم تنجح بسبب تعنت كلا الطرفين، وغياب الوساطة الفعالة لمنع التصعيد.
كل هذه العوامل مجتمعة ساهمت في نشوب الأزمة التي تحولت لاحقًا إلى حرب الخليج الثانية بعد تدخل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لتحرير الكويت في يناير 1991.
ننصحك بمعرفة المزيد عن: ملخص كتاب قصة الحضارة.
الأخطاء الاستراتيجية لصناع القرار العراقي
اتخذت القيادة العراقية بقيادة صدام حسين عدة قرارات استراتيجية خاطئة خلال أزمة الخليج الأولى (1990-1991)، والتي أدت إلى تداعيات كارثية على العراق والمنطقة بأكملها، ومن أبرز هذه الأخطاء:
سوء تقدير رد الفعل الدولي
اعتقد صدام حسين أن غزو الكويت لن يواجه برد فعل دولي قوي خاصة بعد لقائه بالسفيرة الأمريكية في بغداد أبريل غلاسبي التي لم توضح بشكل صريح موقف الولايات المتحدة من أي تحرك عراقي تجاه الكويت، وهذا التصور الخاطئ أدى إلى اندلاع حرب واسعة لم يكن العراق مستعد لها.
التقليل من أهمية التحالف الدولي
ظنت القيادة العراقية أن بعض الدول العربية والإقليمية ستدعم العراق أو تظل محايدة، ولكنها فوجئت بتشكيل تحالف دولي ضخم بقيادة الولايات المتحدة شمل قوى كبرى مثل بريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى مشاركة دول عربية مثل السعودية ومصر وسوريا.
رغم تلقي العراق تحذيرات متكررة من الأمم المتحدة والدول الكبرى بضرورة الانسحاب من الكويت أصر صدام حسين على موقفه مما جعل التدخل العسكري أمر حتمي.
لا تفوت قراءة: ملخص كتاب أرض السافلين.
الفشل في تأمين غطاء دبلوماسي
لم تبذل العراق جهود كافية لحشد التأييد الدبلوماسي قبل الغزو أو لإيجاد مخرج سياسي بعده، كما لم تحاول بجدية التفاوض مع القوى الكبرى أو تقديم تنازلات استراتيجية لاحتواء الأزمة قبل أن تتحول إلى صراع عسكري شامل.
الاعتماد المفرط على القوة العسكرية
رغم امتلاك العراق جيش ضخم بعد الحرب مع إيران، إلا أن القيادة العراقية لم تقدر الفارق الهائل في القدرات العسكرية مقارنة بالقوات الأمريكية وقوات التحالف التي كانت تمتلك تفوق جوي وتقنيات حديثة لم يكن الجيش العراقي قادر على مواجهتها بفعالية.
إهمال الجانب الاقتصادي وتأثير العقوبات
لم يدرك صناع القرار في العراق مدى التأثير المدمر للعقوبات الاقتصادية التي فرضها المجتمع الدولي بعد الغزو، والتي أدت إلى انهيار الاقتصاد العراقي على مدى السنوات اللاحقة، وزيادة معاناة الشعب العراقي.
فقدان ثقة الداخل والخارج
أدى الغزو إلى عزلة العراق على المستوى الدولي والإقليمي، حتى بين حلفائه التقليديين كما تسبب في سخط داخلي نتيجة الخسائر الاقتصادية والعسكرية مما مهد لاحقًا لاضطرابات سياسية داخل البلاد.
شاهد أيضًا: ملخص كتاب حرب أكتوبر.
عدم الانسحاب في الوقت المناسب
حتى بعد إدراك أن التحالف الدولي عازم على التدخل العسكري تأخرت القيادة العراقية في اتخاذ قرار الانسحاب من الكويت مما أدى إلى تدمير الجيش العراقي في حرب عاصفة الصحراء عام 1991.
عند بدء العمليات العسكرية تمركزت القوات العراقية في مواقع مكشوفة وغير مجهزة جيد ضد القصف الجوي الكثيف مما جعلها عرضة لهجمات التحالف، وأسفر ذلك عن خسائر فادحة وانهيار سريع للجيش العراقي.
ساهمت هذه الأخطاء في كارثة استراتيجية للعراق حيث خرج منهك عسكريًا واقتصاديًا وأصبحت الدولة تحت حصار خانق أدى إلى معاناة طويلة للشعب العراقي، وانتهى الأمر بالإطاحة بصدام حسين بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
اكتشف المزيد من التفاصيل عن: ملخص كتاب حرب العصابات.
أسئلة شائعة حول ملخص كتاب حرب الخليج
نستعرض فيما يلي مجموعة من الأسئلة الشائع طرحها بخصوص موضوع ملخص كتاب حرب الخليج وتتمثل في الآتي:
ما هو الموضوع الرئيسي للكتاب؟
يتناول الكتاب أزمة الخليج الأولى مسلط الضوء على أسبابها وتداعياتها ودور القوى الدولية فيها.
ما هي أبرز النقاط التي يناقشها هيكل في الكتاب؟
يناقش هيكل الأسباب التاريخية للأزمة، والأبعاد العاطفية والشخصية والعسكرية لها، بالإضافة إلى دور الولايات المتحدة في استغلالها.
هل يقدم الكتاب تحليل للأخطاء التي ارتكبها صناع القرار خلال الأزمة؟
نعم، يسرد هيكل الأخطاء والحسابات الخاطئة التي زادت من تفاقم الأزمة.
يقدم هيكل في كتابه تحليل عميق لأزمة الخليج الأولى موضح كيف تداخلت العوامل الشخصية والعاطفية مع المصالح الدولية لتشكيل أحداث تلك الفترة، حيث يعد هذا الكتاب مرجع هام لفهم تعقيدات السياسة الدولية وتأثيرها على المنطقة العربية.

رنا حلمي خريجة كلية الآداب بجامعة القاهرة قسم الدراسات اليونانية و اللاتينية، أقيم في محافظة الجيزة، أعمل في كتابة المحتوى في مجالات مثل نلخيص الكتب والروايات، والتعليم.