ملخص كتاب الموازنة بين الطائيين الجزء الأول

تلخيصنا اليوم يتحدث عن كتاب عظيم في باب المقارنات والموازنات مع البعد عن الهوى، لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي رحمه الله

حيث رأى الناس قد أكثروا من ذم أبي تمام حبيب الطائي وذلك عكس شعر الوليد ابن عبيد البحتري فقد مدحوه بأنه بعيد عن السفاسف والرداءة لذلك كان شعره مستويا.

رغم ذلك لم يتفقوا أيهما أشعر، ثم ذكر أن الناس ذكروا بأن ابن عبيد كان جميل الألفاظ وحسن الاختيار بحيث يضع الكلام في موضعه الصحيح وعباراته صحيحة وواضحة

وأما أبا تمام فقد نسبوه إلى غموض العبارات ودقة المعاني بحيث يحتاج لفهمها إلى شرح واستنباط.

 

ثم ذكر المؤلف رحمه الله أن طائفة من الناس يذهب إلى أنهما في طبقة واحدة وأنهما قد تساويا، ثم صرح المؤلف بأنه لا يحبذ التفضيل أو ذم أحدهما حيث أن الناس لم يتفقوا في أشعر الناس كامرئ القيس والنابغة وزهير والأعشى.

 

ثم ذكر وجه تفضيل الناس فمن كان يحب سهل الكلام وحلوه فلا شك سيقول البتحتري هو الأشعر بلا ريب.

وأما من يحبذ المعاني الغامضة التي تحتاج إلى الغوص فيها لاستخراج ما فيها من النكت البديعة فأبوتمام هو الأشعر عنده لا محالة.

منهج أبو القاسم في كتابه الموازنة بين شعر أبي التمام والبحتري

1- ذهب الكاتب أنه لا يفضل بينهما على الاطلاق إنما يورد القصيدتين ثم ينظر هل اتفقتا في الوزن والقافية، وأيضا ينظر من جهة المعنى، وعلى أساسه يقرر أيهما أشعر في تلك القصيدة وفي المعنى، هذه كانت المقدمة باختصار.

2- أنه يبدأ بمساؤى الاثنين ثم يختم بالمحاسن، مع ذكر بعض السرقات والغلطات.

 

ابتدأ المؤلف بذكر أدلة الخصمين وما احتجا به فذكر أولا ما قاله صاحب أبي تمام فكان أول دليل لهذه الطائفة:

1- أن البحتري قد أخذ شعره عن أبي التمام، والخصوم لم يسلموا لذلك.

وقد ذكر في ضمن كلام المتخاصمين أن أحدهما قال للآخر:

“أن أبا تمام يعلو علوا حسناً وينحط انحطاطاً قبيحاً، وأما صاحبه فيعلو بتوسط، ولا يسقط، ومن لا يسقط ولا يسفسف أفضل ممن يسقط ويسفسف” وقد أطال المؤلف الفصلَ في قرابة 50 صفحة.

اقرأ أيضا: ملخص كتاب طبقات فحول الشعراء

 

سرقات أبي تمام

بدأ بالجزئية الثالثة، بذكر ما سرقه أبو تمام من غيره إلا أن المؤلف قد أحسن الثناء عليه في سعة اطلاعه ثم أورد بعض ما رأه أنه مسروق فذكر أمثلة:

الأول: ما أخذه من الكميت الأكبر في قوله:

ولا تكثروا فيه اللجاج فإنه .. محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا

فأخذه الطائي قائلا:

السيق أصدق أنباء من الكتب

الثاني: ما أخذه من النابغة في قوله:

تبدو كواكبه والشمس طالعةٌ … لا النور نورٌ ولا الإظلام إظلام

فقال الطائي:

ضوءٌ من الناء والظلماء عاكفةٌ … وظلمةٌ من دخان في ضحى شحب
فالشمس طالعةٌ من ذا، وقد أفلت … والشمس واجبةٌ من ذا، ولم تجب

وفي الباب ذكر المؤلف قرابة 120 مثالا، مع تعليقات يسيرة إذا اقتضى الحال، ثم ذكر ما أخرجه ابن أبي طاهر من سرقاته وفي بعضها دافع عن الطائي.

وذكر أنه سمع أبا علي السجستاني أنه قال الطائي ما انفرد إلا في ثلاث معان، ثم رد المؤلف قوله وأبطله فقال:

“بل أرى أن له – على كثرة مآخذه من أشعار الناس ومعانيهم – مخترعات كثيرةً، وبدائع مشهورة”

لكن نبه أن ليس هذا ما يعاب عليه عادة إنما غلطاته كما سيأتي.

كما نبه في موضع آخر أن من أدركهم من العلماء لم يكونوا يرون سرقات المعاني من كبير مساوئ الشعراء خاصة المتأخرين منهم فهذا لا يسلم منه أحد، إلا أن أصحاب أبي تمام زعموا أنه أول سابق ومخترع لذلك استخرجوا ما استعاره من معاني الناس.

ألقِ نظرة على الأفكار الرئيسية في ملخص كتاب فقه اللغة للثعالبي وأثرها على الفقه اللغوي.

 

ما غلط فيه أبو تمام من المعاني والألفاظ

ثم انتقل الكاتب في ذكر الأخطاء وذكر أن هذا أكثر ما انتقد عليه لأنه كان يسرف جدا في طلب الطباق والتجنيس والاستعارات حتى لا يفهم الغرض من شعره إلا بالتكلف.

ثم ذكر أن الناس مع هذه الأخطاء على طرفين:

الأول: قوم متعصبون قد أفرطوا في تفضيله حتى قدموه على من هو أكبر منه قدرا وعلما، لما وجدوا من جيد شعره، وتجاوزوا عن رديئه جتى تأولوها بالتكلف.

الثاني: الحاقدون عليه الذين بخسوه حقه فطرحوا جيده وأظهروا سيئه وقدموا عليه من هو دونه، والأسوأ من ذلك أنهم حتى طعنوا في جيده حقدا عليه.

وفي هذه الجزئية ذكر خمسة أمثلة، مع الدفاع عنه عندما وجد أن الصواب معه، وهذا من انصافه رحمه الله.

ثم أردف ذلك بالأخطاء في الاستعارات والتجنيس والمطابق وفي سوء النظم وتعقيد اللفظ.

بعد هذا كله بدأ بالبحتري ومشى على نفس النمط السابق تماما سنذكر بابا فقط

اطلع على ملخص كتاب البيان والتبيين

 

جزء في مساوئ البحتري

بدأ المؤلف به إلا أنه ذكر لم يتتبع سرقاته لأن أصحابه ما زعموا فيه هذا الزعم مدحا كما فعل أصحاب الأول، كما بين أبو القاسم أنه في غير السرقات دقق وتتبع واجتهد لكي يخرج له مساوئ متساوية مع أبي تمام إلا أنه لم يجد وذلك لجودة شعره وألفاظه إلا أبياتا يسيرة.

 

سرقات البحتري

سناب شات

ذكر الكاتب فيه 28 مثالا مع التعليق متى اقضتى الأمر إلا أنه بين أن هذا كان من غير تتبع، ثم بعده ذكر أن البحتري أخذ من الطائي وأورد 64 مثالا

ثم ذكر إسراف أبي الضياء بشر بن يحيى وانتقده ورد عليه، وذكر ما زعم أبي الضياء من السرقة على ابن عبيد.

 

باب في اضطراب الوزن

خصص المؤلف هذا الباب لكي يبين ما عيب عليهما في اضطراب الأوزان وذكر فيه أنه وجد ذلك عند الاثنين إلا أنه لدى البحتري كان قليلا، إلا أنه وقع في بيت اضطراب شديد حتى قال الكاتب:

“وقد جاء في شعر البحتري بيتٌ هو عندي أقبح من كل ما عيب به أبو تمام في هذا الباب، وهو قوله:
ولماذا تتبع النفس شيئاً … جعل الله الفردوس منه بواء”

ثم ألحق هذا الباب بجزء بين فيه أنواع المعاني التي اتفقا عليه.

 

باب في فضل أبي تمام

كما وعد الكاتب بأن يبدأ بالمساوئ ويختم بالمحاسن فذكر فيه من قاله أهل الانصاف فيه فقال:

إنه وإن اختل في بعض ما يورده منها فإن الذي يوجد فيها من النادر المستحسن أكثر مما يوجد من السخيف المسترذل، وإن اهمامه بمعانيه أكثر من اهتمامه بتقويم ألفاظه، على كثرة غرامه بالطباق والتجنيس والمماثلة، وإنه إذا لاح له أخرجه بأي لفظ استوى من ضعيف أو قوي.
–قال الكاتب- وهذا من أعدل كلامٍ سمعته فيه اهـ

 

باب في فضل البحتري

وذكر فيه اتفاق المخالفين أن ابن عبيد ألفاظه حلوة وأنه أقرب مأخذا وأسلم طريقا من أبي تمام، لما في شعره من الجيد والسهولة والتناسق.

بعد هذا كله بدأ الموازنة.

 

بدء الموازنة وتفصيل الباب الذي ابتدأ فيه

بين في البداية أن الموازنة ستركز على أمور وهي ما جاء في وصف الدمن والأطلال وما جاء في الديار والآثار وتعفية الدهور والأزمان والأمطار، ودعا المؤلف بأن يوفق للصواب ويبعد عن اتباع الهوى.

وعلى هذا جاءت الموازنة بحيث يسرد ثم يعلق بما يراه مناسبا وبكذا ننتهي من الجزء في ملخص كتاب الموازنة بين الطائيين الجزء الأول.

من مقالاتنا:

دلائل الاعجاز للجرجاني

ملخص كتاب العبرات

أبو علي، الكاتب
يتميز بأسلوبه الفريد والعميق الذي يلامس القلوب ويحفز التفكير.
تتجلى مواضيع أعماله في استكشاف عوالم الإيمان والروحانية، ويعبر عن تجاربه الشخصية وتأملاته في مختلف جوانب الحياة والبشرية.
كما يتسم أسلوبه بالعمق والتأمل، مما يجعل قراءاته تجربة ممتعة ومثرية.

صوتك مهم، أضف تعليقًا يفتح لنا آفاقًا جديدة

لن يتم نشر بريدك * تعني إلزامي

Scroll to Top