يعتبر كتاب العرب ظاهرة صوتية للمفكر عبد الله القصيمي من الأعمال الفكرية الجريئة التي تتناول ظواهر عميقة في بنية الثقافة العربية وخصوصًا علاقتها بالصوت واللغة.
يتناول الكاتب في هذا الكتاب الأساسيات الصوتية للغة العربية من حيث التشكيل والإعراب والنطق وغيرها من الموضوعات الهامة التي سوف نتناولها اليوم من خلال ملخص كتاب العرب ظاهرة صوتية.
تلخيص كتاب العرب ظاهرة صوتية
ينقسم الكتاب إلى خمسة فصول يبدأ فيها المؤلف بمناقشة الأساسيات الصوتية للغة العربية من حيث التشكيل والإعراب والنطق، ثم يتناول في فصوله اللاحقة التحولات الصوتية وظاهرة التضاد في الخطاب الشعري وصولاً إلى العلاقة بين اللغة والانفعالات الإنسانية.
يتعمق الكتاب في دراسة البُعد الصوتي للغة العربية ويحلل استخدامات العرب للصوت في مجالات مختلفة مثل الخطابة والشعر والتعبير عن المشاعر.
في كتاب العرب ظاهرة صوتية يطلق القصيمي وصفًا لاذعًا على العرب معتبراً إياهم ظاهرة صوتية، في إشارة إلى ميلهم المبالغ فيه للكلام والبلاغة على حساب الفعل والواقع، جاء هذا الكتاب كرد فعل فكري على الهزيمة الصادمة التي واجهها العرب بعد نكسة عام 1967 حين انهارت الأوهام التي غذتها الخطب الرنانة والشعارات الكبرى، وكان ذلك بمثابة صدمة قوية أيقظت الوعي العربي من غيبوبة الأناشيد الحماسية والوعود الطوباوية.
الكتاب يعد بمثابة صرخة نقدية ضد الذات بل أشبه بـ جلدٍ للذات العربية بما تحمله من تناقضات وسلوكيات تعكس تمسكها بالمظاهر اللفظية على حساب الواقع، في رأي القصيمي لم يكن العرب يعيشون واقعهم الحقيقي بل انجرفوا خلف زيف اللغة، فبنيت حياتهم السياسية والثقافية على الخطب والقصائد والهتافات لا على مؤسسات أو فكر عملي.
بعد المواجهة العربية الإسرائيلية الأخيرة التي حدثت في شهر أكتوبر، تفجرت آبار الإيمان والتقوى المخزونة في النفوس العربية، وتصاعدت أرواحهم وأصواتهم وصلواتهم إلى الله يؤمنون ويهتفون ويشكرون ويمجدون، يرى الكاتب أنه اعتدينا على شهر اكتوبر حولناه الى شهر خليل حزين مهان كيف لا يفعل الآخرون شيئا لانقاذ شهر أكتوبر من تحقيرنا له وكذبنا واستفراغنا عليه؟
والعربي دائما لا يفخر أو يجدد تقواه وايمانه وتدينه الا الكوارث والهزائم والفضائح والهوان، انه لا يتذكر الله الا مهزوما مفضوحا مهانا مذعورا، إنما عندما يكون قويا منتصرا وسعيدا يتكبر ويطغى حتى على أعظم ما يراه، أنه قويا منتصرا وسعيدا ينسى ويهزم كل تفاسيره الإنسانية، هو لا يرى جمال الاله او اشراقه إلا في دمامات وظلمات هزائمه وفضائحه وآلامه وعجزه وقبحه.
اقرأ أيضا: ملخص كتاب قوة الإبهار
ملخص أفكار الكتاب
جاءت في الكتاب مجموعة مميزة من الأفكار الخاصة باللغة، والتي سوف نطلع عليها عبر التالي:
اللغة أداة للزينة لا للبناء
يشير القصيمي إلى أن العرب مغرمون باستخدام اللغة بشكل تزييني، فالشعر لديهم يتصدّر الأجناس الأدبية لأنهم يعتبرون الغناء والتفاخر اللفظي جزءًا أساسيًا من حياتهم الثقافية، يشبه واقع الإعلام العربي الحديث بحال أسواق العرب القديمة مثل سوق عكاظ، حيث يتبارى الناس بالكلمات بدل الأفعال.
يقدم الإعلام اليوم نفس أغراض الشعر القديم، مثل المدح والذم والرثاء والغزل والمبارزات اللفظية دون أي تأثير فعلي على الواقع، إنه إعلام يعتمد على الضجيج لا الجوهر، يعلي من شأن أشخاص ويدمر آخرين ويكتفي بالبكاء على الأطلال بدلًا من بناء المستقبل.
المؤامرة شماعة العرب المفضلة
يرى القصيمي أن العرب بعد نكسة 1967 لجأوا إلى تفسير ما حدث من خلال فزاعة المؤامرة العالمية، رغم أن الهزيمة كانت نتيجة طبيعية لأخطاء داخلية، حتى بعد إنتصار أكتوبر 1973 ظل الكثيرون محبوسين في فكرة أن العالم كله ضدنا متجاهلين أن المؤامرات لا تنجح إلا حين يكون هناك غباء وتقصير داخلي، فالمتآمر لا ينجح إلا حين يساعده خصمه على النجاح بسذاجته وفشله.
غياب المؤسسة وحكم الفرد
يؤكد القصيمي أن أكبر مأساة تواجه العالم العربي هي غياب المؤسسات وترك مصائر الشعوب في يد أفراد، حيث يتم اتخاذ القرارات المصيرية بناءً على رؤى شخصية لا على تفكير مؤسسي، يرى أن العرب يجنحون دائمًا نحو الفردية والسلطة الأحادية، وهذا يجعل من الخطأ الفردي كارثة وطنية قبل أن نلوم الآخرين على تآمرهم ضدنا علينا أولًا أن نعترف بالتآمر الذي نخوضه ضد أنفسنا من خلال الإهمال والتواكل.
اقرأ أيضا: ملخص كتاب السلسلة الفضية في العلوم الطبيعية
عن المؤلف: عبد الله القصيمي
ولد عبد الله بن علي القصيمي في خب الحلوة إحدى القرى القريبة من بريدة في السعودية عام 1907 تقريبًا، عرف منذ بداياته الفكرية كأحد المدافعين عن الفكر السلفي قبل أن ينقلب عليه لاحقًا ويتحول إلى الإلحاد ليصبح من أكثر المفكرين العرب إثارة للجدل، حياته الفكرية كانت حافلة بالتناقضات والصراعات مما جعله مركزًا لكثير من النقاشات داخل العالم العربي لا سيما أنه تناول في كتاباته قضايا شائكة بكثير من الصراحة والجرأة، وتحولت قريته الصغيرة إلى محطة اهتمام من قبل المثقفين بفضل ارتباطها بميلاد هذا المفكر غير التقليدي.
اقرأ أيضا: ملخص كتاب السر الأكبر
اقتباسات من كتاب كتاب العرب ظاهرة صوتية
إليك اهم الاقتباسات الجميلة والمميزة الوارد في ملخص كتاب العرب ظاهرة صوتية:
- لهذا اتمنى بل وأطالب ان يكتب فوق كل منبر عربي وعلى غلاف كل كتاب عربي وعلى الصفحة الأولى من كل صحيفة عربية وعلى كل قلم وغم عربي هذا الهتاف او الانشاد أو التمجيد، أيها الكذب البليد ، أيها النفاق الفضائح المفضوح ، أيها الغباء الجاهل ، أيها الجهل الغبي ، أيها الصهيل العقيم البذيء ، أيها السقوط ، أيها العار الفكري والنفسي والأخلاقي والفني والتعبيري .. ان كل المجد والسلطان لك .. . .
- إن التفسير الدائم الشامل الصادق للإنسان العربي أنه الكائن الذي لا توجد اية علاقة محاكمة أو محاسبة أو محاورة أو مساءلة أو غضب أو رفض أو احتجاج او حتى عتاب بين لسانه وعينيه أو تفكيره او ضميره او ارادته وقدرته أو حقيقته أو كينونته أو نيته أو أي شيء من حياته أو مواجهته.
اقرأ أيضا: ملخص كتاب معلم القراءة
أسئلة شائعة
من صاحب مقولة العرب ظاهرة صوتية؟
هو المفكر السعودي عبد الله القصيمي الذي كتب هذا الوصف في كتابه الشهير الصادر عام 1977 معبرًا فيه عن رؤيته النقدية لحال الثقافة العربية وميلها إلى البلاغة بدل العمل.
ومن هنا نكون قد انتهينا من شرح موضوع اليوم الذي كان بعنوان ملخص كتاب العرب ظاهرة صوتية بعد أن تعرفنا على مضمون هذا الكتاب، مثل من هو مؤلف الكتاب وما يشتمل من معلومات والرد على بعض الأسئلة الشائعة.
هند على صانع محتوى لديه شغف كبير بالقراءة والاطلاع على الكتب القيمة ومن ثم تلخيصها بشكل متقن وبأسلوب بسيط وقوى حتى يسهل على القارئ الوصول إلى المعلومة، أملك خبرة ٧ سنوات في الكتابة والتحرير وتلخيص الكتب ولكن مازلت اتطلع إلى المزيد من الخبرة في صناعة المحتوى.
