يعد كتاب “الطب النبوي” للإمام ابن القيم الجوزية أحد أهم المراجع في مجال الطب النبوي، حيث جمع فيه الإمام ابن القيم مجموعة واسعة من الأحاديث النبوية الشريفة والأقوال الصحيحة التي تتعلق بالصحة والعلاج مقدماً إلينا منها منهجًا وقائيًا وعلاجيًا شاملاً، وسوف نتعرف عبر مقالنا التالي على أهم جوانب الكتاب بشكل ملخص.
لخصنا لك: ملخص كتاب نهاية العالم
نبذة تعريفية عن ابن القيم الجوزية
ابن القيم الجوزية هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي، عالم وفقيه ومحدث مسلم، يعد من أبرز أئمة المذهب الحنبلي في القرن الثامن الهجري، وقد اشتهر بتأليفه العديد من الكتب في مختلف العلوم الإسلامية، ومن أبرزها كتاب “الطب النبوي” الذي يعد مرجعًا أساسيًا في مجال الطب البديل والاستشفاء بالأعشاب والأدوية الطبيعية المستوحاة من السنة النبوية.
ولد ابن القيم في دمشق عام 691 هـ/ 1292 م، ونشأ في بيئة علمية، فوالده كان قيماً على المدرسة الجوزية بدمشق، وبدأ في طلب العلم في سن مبكرة وتلقى علوم الشريعة على يد نخبة من العلماء، وكان أبرز شيوخه هو الإمام ابن تيمية الذي لازمه مدة طويلة وتأثر به تأثراً بالغاً.
كذلك له العديد من المؤلفات في مختلف المجالات، منها:
- الطب النبوي.
- زاد المعاد.
- الفوائد.
- روضة الوارد.
إقرأ معنا: ملخص كتاب علم التأثير
نبذة تعريفية عن كتاب الطب النبوي للإمام ابن القيم الجوزية
يعتبر كتاب الطب النبوي لابن القيم بمثابة موسوعة شاملة جمعت الأحاديث النبوية المتعلقة بالصحة والعلاج، وقام ابن القيم بتنظيمها وتصنيفها بشكل منهجي، مما يسهل على القارئ الاطلاع عليها والاستفادة منها، وقد تم جمع الكتاب في حوالي 335 صفحة، وقد تم إصدار الكتاب للمرة الأولى في 30 أكتوبر 2006.
وقد استطاع ابن القيم أن يربط بين المبادئ الطبية التي جاءت في السنة النبوية وبين المعارف الطبية الحديثة، مما يجعل كتابه مرجعًا ذا قيمة علمية ودينية، كذلك لم يقتصر ابن القيم على ذكر العلاجات للأمراض، بل أولى اهتمامًا كبيرًا بالوقاية منها، وذلك من خلال اتباع تعاليم الإسلام في الغذاء الصحي والنظافة والرياضة.
ملخص كتاب الطب النبوي لابن القيم الجوزية
يعتبر كتاب “الطب النبوي” من أهم المراجع في مجال الطب البديل، وقد لاقى الكتاب اهتماماً واسعاً من الباحثين والمهتمين بالطب البديل، وقد اتبع ابن القيم في كتابه منهجًا علميًا دقيقًا، حيث عمل على التحري عن صحة الأحاديث التي استند إليها في كتابه، ولم يقبل إلا ما ثبت صحته.
كما ربط ابن القيم بين الأحاديث المختلفة لتكوين صورة واضحة عن المنهج النبوي في العلاج والوقاية، كذلك فقد استخدم ابن القيم أحيانًا التأويل لتفسير بعض الأحاديث التي قد تبدو غامضة، وذلك بناءً على فهمه العميق للدين واللغة العربية.
وقد لعب كتاب “الطب النبوي” دورًا كبيرًا في نشر الوعي بأهمية الطب النبوي، وأصبح مرجعًا أساسيًا للباحثين والدارسين في هذا المجال، كما أن الكتاب قد ألهم العديد من الأطباء والباحثين لإجراء دراسات علمية حول فعالية العلاجات المستمدة من السنة النبوية.
وفي الحقيقة يتناول الكتاب جوانب متعددة من الطب النبوي، منها: الغذاء والصحة، الحجامة والرقية الشرعية، النظافة الشخصية والصحة الجسدية والعلاقة بين الجسد والنفس، وقد استطاع ابن القيم أن يربط بين المبادئ الطبية التي جاءت في السنة النبوية وبين المعارف الطبية الحديثة، ولم يقتصر ابن القيم على ذكر العلاجات للأمراض، بل أولى اهتمامًا كبيرًا بالوقاية منها.
ما جاء عن الغذاء والصحة في ملخص كتاب الطب النبوي لابن القيم
استند ابن القيم في حديثه عن الصحة والغذاء إلى الأحاديث النبوية الشريفة وتجاربه الشخصية، وقد شدد ابن القيم على أهمية الاعتدال في الأكل، والشرب، وتجنب الإسراف والتقتير، كما نبه على ضرورة اختيار الأطعمة الصحية، مثل التمر والعسل والحبة السوداء.
وقد ربط ابن القيم بين نوعية الطعام والمزاج، فذكر أن بعض الأطعمة تسبب الاكتئاب والكسل، بينما بعضها الآخر يزيد من النشاط والحيوية، وقد نصح ابن القيم بتحديد أوقات محددة للأكل، وتجنب الأكل قبل النوم مباشرة أو بعده مباشرة.
وكذا أكد ابن القيم على أهمية شرب الماء بكميات كافية، وفضل شرب الماء البارد على الماء الساخن، كما نصح بطرق طبخ صحية، مثل السلق والشي، وتجنب القلي والتحميص الزائد.
ومن جهة أخرى خصص ابن القيم جزءًا كبيرًا من كتابه للحديث عن فوائد الأعشاب المختلفة، مثل الحبة السوداء، الزنجبيل، الكمون، والحبة السوداء، وقد ذكر العديد من الأمراض التي يمكن علاجها بالأعشاب.
فعلى سبيل المثال ذكر ابن القيم أن الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام، وأوصى بتناولها بانتظام، أيضًا ذكر أن التمر غذاءً كاملاً، وأوصى بتناوله على الريق، وبالمثل العسل، وأوصى باستخدامه كعلاج للعديد من الأمراض، إلى جانب شرب الحليب لتعزيز الصحة والعظام.
كتبنا لك: ملخص كتاب معجزات الذكر
الحجامة والرقية الشرعية في كتاب الطب النبوي لابن القيم الجوزية
خصص ابن القيم باباً للحديث عن الحجامة والرقية الشرعية، فذكر تعريف الحجامة، كما تناول الأحاديث النبوية التي تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحجم، مما يدل على مشروعية هذه العملية واستحبابها في بعض الحالات.
ثم انتقل للحديث عن فوائد الحجامة والتي تتمثل في تنقية الدم، وعلاج بعض الأمراض كصداع الرأس والروماتيزم، وتقوية الجسم، ثم شرح كل نقطة بشكل مستفيض، تلاها بتحديد الأوقات المستحبة للحجامة، مثل الأيام البيض من الشهر.
وبعد ذلك ذكر الأماكن التي يمكن أن تجرى فيها الحجامة، مثل الظهر والكتفين والساقين، ثم قرن بالحجامة الرقية الشرعية ووصفها بأنها التداوي بالأذكار والأدعية والآيات القرآنية من العين والحسد والسحر وغيرها من الأمراض الروحانية، وتناول بعد ذلك أنواع الرقية، ثم شروط الرقية، وحدد الأوقات المستحبة للرقية، مثل بعد الصلاة وبعد الأذان.
وبعد ذلك ذكر العلاقة بين الحجامة والرقية الشرعية وأنهما مكملتان لبعضهما البعض في علاج الأمراض، فالحجامة تعالج الأسباب المادية للمرض، والرقية الشرعية تعالج الأسباب الروحانية.
النظافة الشخصية والأمراض النفسية في كتاب الطب النبوي
أولى ابن القيم اهتمامًا كبيرًا بالجانب الصحي، وربط بين الصحة البدنية والنفسية، فشدد ابن القيم على أهمية النظافة الشخصية كجزء لا يتجزأ من الإيمان، واعتبرها وسيلة للوقاية من الأمراض وحفظ الصحة.
واستشهد ابن القيم بالعديد من الأحاديث النبوية التي تدل على اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالنظافة، مثل قص الأظافر، وتقليم الشارب، والاستنجاء بالماء بعد الغائط، ثم انتقل للحديث عن علاقة النظافة بالعبادة، وعلاقة النظافة بالصحة.
ثم تناول باستفاضة العلاقة بين الجسد والنفس، وأن الأمراض النفسية قد تؤثر على الصحة الجسدية والعكس صحيح، ومن جانب آخر تحدث عن أسباب الأمراض النفسية.
وأرجع ابن القيم أسباب الأمراض النفسية إلى عدة عوامل، منها: الأسباب العضوية، والأسباب الروحانية، وتحدث عن كيفية علاج الأمراض النفسية، بالرقية الشرعية، والتوكل على الله، والاستغفار والدعاء.
استمتع معنا: ملخص كتاب رحلة يقين
مقتبسات نصية من كتاب الطب النبوي للإمام ابن القيم الجوزية
فيما يلي إليك بعض المقتطفات التي وردت في كتاب ابن القيم:
- “إن الطعام والشراب أساس البدن، فإذا صلحا صلح البدن، وإذا فسد أحدهما فسد البدن”.
- “إن العسل شفاء لكل داء إلا السام”.
- “الحجامة تطهر الدم وتقوي البدن”.
- “الحجامة من أفضل ما يتداوى به”.
- “إن في الأرض شفاء لكل داء”.
- “السقم من الشيطان والدواء من الله”.
- “النظافة من الإيمان”.
- “الطهور نصف الإيمان”.
- “الوقاية خير من العلاج”.
- “إن النفس أمارة بالسوء”.
تعرف على: ملخص كتاب التوحيد
أهم الأسئلة الشائعة عن كتاب الطب النبوي
إليك بعض الأسئلة الشائعة حول كتاب “الطب النبوي” لابن القيم الجوزية:
ما هو كتاب الطب النبوي؟
هو كتاب جامع لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وآراء الصحابة والتابعين فيما يتعلق بالصحة والعلاج، جمعها ابن القيم الجوزية ورتبها.
من هو ابن القيم الجوزية؟
هو عالم وفقيه ومحدث مسلم، اشتهر بتأليفه العديد من الكتب في مختلف العلوم الإسلامية، ومن أبرزها كتاب “الطب النبوي”.
ما أهمية كتاب الطب النبوي؟
يعتبر مرجعًا أساسيًا في مجال الطب البديل، يجمع بين المعرفة الطبية والعلم الشرعي.
ما هي الفترة التي كتب فيها ابن القيم كتابه؟
كتب ابن القيم كتابه في القرن الثامن الهجري، أي في القرن الرابع عشر الميلادي.
ما هي اللغات المتوفر فيها كتاب الطب النبوي؟
يتوفر الكتاب باللغة العربية بشكل أساسي، وقد تمت ترجمته إلى بعض اللغات الأخرى مثل الإنجليزية والفرنسية.
ما هي المواضيع التي يتناولها الكتاب؟
يتناول الكتاب مواضيع متنوعة مثل الغذاء الصحي، الأعشاب والأدوية، الحجامة، النظافة الشخصية، الأمراض النفسية، وغيرها.
هل يقدم الكتاب علاجات لأمراض معينة؟
نعم، يذكر الكتاب العديد من العلاجات للأمراض المختلفة مستندًا إلى الأحاديث النبوية.
ما هي الأدلة التي يستند إليها ابن القيم في كتابه؟
يستند ابن القيم في كتابه إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، بالإضافة إلى آراء الصحابة والتابعين.
إقرأ معنا: ملخص كتاب العقل فوق العاطفة
ختاماً يعد كتاب “الطب النبوي” للإمام ابن القيم الجوزية كنزاً من المعرفة لا يقدر بثمن، وهو دليل شامل لمن يريد أن يعيش حياة صحية وسعيدة وفقًا لتعاليم الإسلام، فهو موسوعة طبية فريدة من نوعها بحق، جمع فيها المؤلف بين المعرفة الطبية والعلم الشرعي، مستنبطاً من السنة النبوية مجموعة من المبادئ والأسس التي يمكن الاستفادة منها في الوقاية من الأمراض وعلاجها.