ملخص كتاب الحركة الوطنية الجزء الثاني
سارت الجزائر على خطى التحرير؛ لتُقييم دولة أساسها الدين وعضدها الحرية، فكان لابد لها من إنشاء حركة وطنية شعبية لتُسدد في هذا الخُطى الشائك؛ ولتُحرر البلاد من بطش المستعمر الفرنسي، فيأتي ملخص كتاب الحركة الوطنية الجزء الثاني، للمؤرخ ” أبو القاسم سعد الله” ليتدرج في استكمال ما بدأه من تَأريخ الموسوعة الخاصة بدولة الجزائر.
وليشير إلى حركة الكفاح الشعبي لدولة الجزائر؛ التي لم تكل ولم تمل من مقاومة المستعمر الفرنسي، حيثُ أنها قامت بإنشاء الحركة الوطنية الجزائرية، لتعديد الاستقلال والحرية المفقودة جراء القمع الاستعماري، فكانت تلك الموسوعة التاريخية بمثابة مصباح ضَيّ يكشف لنا الأحداث الهامة التي مرت بها دولة الجزائر وخصوصًا خلال فترة التحرير الوطني.
حيث إنها اشتملت على العديد من الأجزاء؛ التي لُخصت في إبراز طبيعة المعاناة الجزائرية، فلكل جزء من تلك الأجزاء حقبه معينه أختُص بها، فيسرد في كل جزء فترة من فترات الجهاد الجزائري في وجه المحتل الفرنسي، ومن خلال المقال التالية، سوف نتبحر في تاريخ النضال الجزائري، ونركز على أهم الموضوعات التي ناقشها المؤلف خلال كتابه.
ومنها الأحوال السياسية والاقتصادية أثناء فترة الاستعمار الفرنسي والتي كانت سببًا من أسباب نُشوء الحركة الوطنية، دور الفئات المثقفة من الشعب في عملية النضال و الضغوطات الدولية على المحتلة الفرنسي، مطالب الأحزاب السياسية الاستعمار الفرنسي بحقوق الشعب في الحرية، وضغوطات الاحتلال على الشعب الجزائري مما أدى لإنفجار بثورة التحرير.
من تدوينات الموقع:- ملخص كتاب رسائل من القرآن.
الأحوال المتدهورة للبلاد خلال فترة الاستعمار، واعتبارها سببًا لنشوء الحركة الوطنية
كانت الأحوال المتدهورة للبلاد من أهم الأسباب التي ساهمت في نُشوء الحركات الوطنية الشعبية، وذلك لأن الاحتلال الفرنسي عاثَ خرابًا في أرض الجزائر؛ ودمر أنظمتها السياسية؛والاقتصادية؛ والاجتماعية؛ فكان من أمثلة تَسلط الفرنسيين على الجوانب القومية للبلاد مايلي:-
الدمار الاقتصادي.
سعى المستعمر الفرنسي في أن يُهيل بالاقتصاد الجزائري إلى أسوأ منحنياته، فراح في أخذ الأراضي الزراعية عنوةً من الجزائريين؛ وأعطاها إلى المستوطنين الفرنسيين مما أحدث الكثير من الفوضى التي أدى إلى تضخم حالة البطالة والفقر لدى الجزائريين.
وذلك لما أحدثته الأنظمة السياسية من خدمة للمستوطنين الأجانب على حساب أصحاب الأرض، وتسببت هذه السياسة الفاسدة أيضاً في دمار الأنشطة التجارية الجزائرية لما تلقته من احتكار للسوق من قبل الإحتلال الفرنسي.
الظلم الاجتماعي.
تباينت حالة التفضيل بين كلا من الجزائريين والمستوطنين الفرنسيين، فقد كان المستعمر الفرنسي يؤيد بني جلدته ويدعمهم بكل ما يحتاجونه من أساسيات و رفاهيات.
على العكس تمامًا مع حال المواطنين الجزائريين؛ الذين تُهمش حقوقهم ولا ينظر إليها بعين الاعتبار، فقد حرموا من حقوقهم البدائية كالتعليم والصحة وباقي الخدمات الأساسية، مما أدى إلى تفاقم معاناة الشعب الجزائري بالكلية.
التدهور الثقافي.
حاول الاحتلال الفرنسي طمس الهوية الجزائريين عن طريق إلغاء اللغة العربية؛ واستبدالها باللغة الفرنسية؛ ومحاربة اللغة العربية والدين الإسلامي بكل السبل، وتم رفضها كوسيلة للتعليم، والتعاملات في المصالح الحكومية.
وفي تلك المرحلة التي تفاقمت فيها حدود المعاناة لدى الشعب الجزائري، تعين عليهم العثور على حل للتخلص من تلك الأزمات التي كابدوها طيلة تلك السنوات الثقال.
فراحت الفئات المثقفة من الشعب في إشعال فتيل الثورة والنضال بداخل نفوس الجزائريين للحصول على حقوقهم، فلجأو إلى النضال الشعبي لاستعادة حقوقهم وكرامتهم المسلوبة.
مقالة ربما تهمك:- ملخص كتاب الوحي.
ظهور دور الفئة المثقفة من الشعب في عملية النضال والضغوطات الدولية على المحتل الفرنسي
الوعي الشعبي.
لعبة الفئات المثقفة من اللحظة الاولى الدور البارز في إنقاذ الشعب الجزائري من استعمار العبودية؛ الذي عانته لسنوات عديدة من قبل الاحتلال الفرنسي، فكانت الفئات المثقفة من أوائل الذين أدركوا خطورة الاستعمار الفرنسي على الهوية العربية الإسلامية.
فقاموا بإنشاء حركات مضادة لتغيير اتجاهات الاحتلال الفرنسي ومقاومة خطورة الاستعمار المحدقة، فراح العلماء ببث خطاباتهم التثقيفية في كل المنصات الإعلامية آنذاك من مساجد وزوايا ومدارس، بهدف تثقيفهم بالقيمة العربية والهوية الإسلامية.
تأسيس الأحزاب السياسية.
كان للفئات المثقفة العديد من الأدوار الهامة منها إلهام الشعب لخيارات الحرية، وتأسيس الأحزاب السياسية والجمعيات المُعينة على الاستقلال، ومن أهم تلك الأحزاب “حزب الشعب” و حزب “نجم شمال إفريقيا”.
ومن أمثلة الجمعيات “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين”، التي كان لها أتم الأثر في الدفاع عن الشعب الجزائري والهوية العربية الإسلامية.
التعزيز من الترابط الوطني.
ومن أهم الأدوار التي عنيت بها تلك الفئات المثقفة؛ هي تعزيز الهوية الوطنية في نفوس الجزائريين، وبناء حالة من الانتماء الوطني؛ عن طريق حفظ التراث الوطني واللغوي بإحيائه من جديد.
تعريف الشعب بحقوقه.
كانت من ضمن حركات المثقفون حركة التعريف الذاتي بالحقوق والواجبات، التي عملت على إلغاء فكرة الاستعمار في عقول الشعب الجزائري، ورفضت ببنودها أن يكون الشعب مقودًا من قبل هيئة استعماراتيه، وقال بحق الشعب بتقرير مصيره.
وفي نفس ذات اللحظه بدأت القوى الدولية بإلقاء الأحمال على الاحتلال الفرنسي والضغط الشديد عليهم، حتى يفكُ قيد الشعب الجزائري وينهي مرحلة الاستعمار التي أرهقت كيان الجزائريين.
وأتت تلك المؤازره واضحة خصوصًا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث قامت الأجهزة الدولية بإدانة الاستعمار الفرنسي، ودعمت الشعب الجزائري في خططه نحو الاستقلال، وكانت من ضمن الضغوطات التي أثرت على الاحتلال الفرنسي هي:-
- الضغوطات الدولية وخصوصًا من الدول الكبرى أمثال الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
- ضغوطات الأمم المتحدة على الاحتلال الفرنسي.
- الضغوطات بالداخل الفرنسي من الذين تأثروا بالرأي العام نحو إنهاء استعمار الجزائر.
مقال متعلق بالجزائر:- ملخص كتاب دراسات في الأدب الجزائري ال(حديث.
مطالبة الأحزاب السياسية بحقوق الشعب في الحرية
الدعوة للحرية والتخلص من الاستعمار.
طالبة الأحزاب السياسية أمثال “حزب الشعب” و “حزب نجم شمال إفريقيا” بحرية واستقلال الشعب الجزائري، فكانت تنادي وترفع الشعارات الدالة؛ على حق الشعب في تقرير مصيره.
إقامة العدالة الاجتماعية، وتحسين أوضاع الاقتصادية.
نادت تلك الأحزاب أيضًا بحقوق الشعب في الصحة والتعليم والعمل، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وأرادت تلك الأحزاب إقامة المساواة بين الجزائريين والفرنسيين.
تعزيز الهوية والانتماء الوطني.
إحياء الهوية العربية الإسلامية، عن طريق إعادة للغة العربية مركزيتها؛ في كونها لغة أولى للدولة، وأيضًا التعزيز من الثقافة الجزائرية التي فقدت مكانتها بسبب الاستعمار الفرنسي.
المساواة في الحقوق بين العرب والفرنسيين.
راعت الأحزاب السياسية، أن يكون للمساواة بين أفراد النصيب الأوفر من حركته الإصلاحية، لأن الجزائريين كانوا يعانون من التفريق العنصري بين الأجناس التي حدت من فرصهم الحياتية.
الظهور السياسي بين الدول.
أعتنت الحركة الحزبية بمتطلبات التمثيل السياسي للدولة، لأنها كانت تعاني من التهميش أمام الحكومات الفرنسية، حيث كان الشعب الجزائري يُمنع من حقوقه السياسية، ويحرم من التَرشح للمناصب والتصويت في الانتخابات.
ومن أمثلة الأحزاب السياسية في الجزائر.
حزب الأمه.
حزب الشعب.
حزب نجم شمال أفريقيا.
القمع الفرنسي الذي أدى لضغوطات أثمرت بانفجار ثورة التحرير
كانت الضغوطات الفعلية التي أحدثها الاحتلال الفرنسي لقمع الجزائريين، وأيضًا التغيرات الدولية تجاه الموقف الجزائري، والاشتعالات الداخلية، كل تلك الأحداث مواقف صبت في النهاية في اتجاه ثورة نحو الاستقلال والحرية، حيث قامت الثورة في 1 نوفمبر 1954 و سميت “بثورة التحرير” وشنت جبهة التحرير الوطني هجوم مسلح على الاحتلال الفرنسي، واستمرت حالة المقاومة حتى تحررت الجزائر سنة 1962م.
مقالة متعلقة بالصلاة:- ملخص كتاب ذوق الصلاة.
ختامًا، وبعد النظر في الأحوال التي طرأت على الجزائر قبيل الثورة؛ من حركات وطنية وجبهات شعبية وأحزاب سياسية، تبين لنا؛ أن الجزائر لم تكن لتترك أبدًا حريتها فريسةً تحت أضراس الاحتلال الفرنسي، فقام المؤلف “أبو القاسم سعد الله” بإلقاء الضوء على قصة الجزائر في عددًا من مؤلفاته، ومنهم ملخص كتاب الحركة الوطنية الجزء الثاني، الذي استفاض فيه بالحديث عن الأحزاب السياسية والفئات المثقفة والعلماء البارزين، الذين قادوا الجزائر نحو الاستقلال والتحرر.
كتاب متعلق باللغة والأدب:- ملخص كتاب منهج البحث في الأدب واللغة لانسون وماييه.
كتاب عن جمال الدين الإسلامي:- ملخص كتاب جمالية الدين.