ملخص كتاب محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث
مرت الجزائر بالعديد من الأحداث التاريخية التي غيرت سياقها؛ من بلد حرةٍ يحكمها حاكم شرعي، إلى بلد مُستعمرة، ينهش في خيراتها المحتل، فيأتي ملخص كتاب محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث للمؤلف “أبو القاسم سعد الله” ليبين لنا كيف كانت الجزائر في زهرة مجدها وعلو مكانتها، وكيف تحولت إلى بلد مغلوبة على أمرها؛ يقبع على أنفاسها المحتل.
فروى لنا المؤلف “أبو القاسم سعد الله” الأحداث التي جرت على أرض دولة الجزائر، وركز من خلال كتابه على تاريخ الجزائر الحديث؛ الذي يعد تاريخًا مليئًا بالاحداث التي غيرت ملامح المنطقة الجغرافية للبلاد، وطمست أيضًا الهوية السياسية والاجتماعية والثقافية، فقام المؤرخ بالحديث عن الفترة ما بين استيلاء الإمبراطورية العثمانية على الجزائر واعتبار الكلمة العليا لها، وما بين هبت المستعمر الفرنسي ببراثنه على البلاد.
فقام المؤرخ بتسليط الضوء على أحدث وقوع الجزائر تحت الحكم العثماني، ووضح أيضاً فترة زوال الحكم العثماني وخضوع الجزائر للاحتلال الفرنسي، وأخذ في إبانة كيف تغلب الشعب الجزائري على الاحتلال الفرنسي وما هي أذرع المقاومة الشعبية التي ساهمت في تقهقر القوة الفرنسية واضمحلالها عن أرض الجزائر.
وفي النهاية سوف يركز الكاتب على كيفة تمكن الدولة الجزائرية من بناء مجدها من جديد؛ والتعزيز من هويتها الإسلامية الوطنية، فهذا ويعتبر الكتاب مراجعًا شاملاً للطلاب الباحثين والعلماء والمؤرخين، حيث أنه يقوم بالحديث عن الجزائر وأوجهها المختلفة، والمظاهر التي مرت بها خلال كل حقبة.
وأيضًا يقوم بإبراز الروح الوطنية النضالية للشعب الجزائري ويبين للقارئ كيف أن الجزائريون استطاعوا الخلاص من المستعمر الفرنسي وإعادة الهوية الوطنية للبلاد.
ملخص دون في الموقع:- ملخص كتاب الوحي.
وقوع الجزائر تحت الحكم العثماني
يعد الخلاف هو الممهد الأساسي لنظر الطامعين إلى البلاد نظرة الشراهة، فقد كانت الجزائر قبل الحكم العثماني، مليئة بالنزاعات والخلافات، وكانت البلاد بدورها مقسمة إلى إمارات متفرقة:-
الجزائر قبل الحكم العثماني.
لم تكن الجزائر قبل الحكم العثماني بلدًا مستقرة آمنة، فقد فكانت يشوبها النزاعات والشقاقات الداخلية؛ مما لفت أنظار الدول الأوروبية إليها، و طمعوا في الوصول إلى السواحل الأفريقية، فبدأت حركة المناوشات الأوروبية على الجزائر من قبل الأسبان والبرتغاليين الذين أرادوا نهب خيرات البلاد وذلك خلال القرن الخامس عشر.
طلب الحماية من الدولة العثمانية.
مع استمرار التوغل الاسباني على السواحل الجزائرية، أحست الجزائر بالخطر المحدق الذي سوف ينتابها إذا لم تتخذ موقفا صارمًا للحد من التقدم الاسباني، فلجأت إلى الدولة العثمانية باعتبارها الإمبراطورية القوية آنذاك، فلبى ندائهم الأخوان بربروسا “خير الدين بربروس وعروج الدين”، الذين كانوا من القيادات البحرية البارزة، المُهابة من قبل قراصنة البحر لقوتهم العسكرية.
دخول الجزائر تحت الحكم العثماني.
فنجد أنه في عام 1516 استطاع “عروج الدين بربروسا” الدخول إلى مدينة الجزائر؛ والاستيلاء عليها بمساعدة المدنيين بداخلها؛ وطرد القوة الاسبانية منها.
وبعد وفاة “عروج الدين” أخذ الحكم من بعده شقيقة الأصغر “خير الدين بربروسا”، الذي قام بتعزيز السيادة العثمانية على الجزائر وانتسب بدوره إلى الإمبراطورية العثمانية والخليفة سليم الأول؛ فأصبحت الجزائر بعد ذلك ولاية ولايات الدولة العثمانية.
الإدارة والحكم العسكري للجزائر.
بعد وقوع الجزائر تحت الحماية العثمانية، قامت الدولة العثمانية بتقسيم الجزائر إلى مدن إدارية تحت حكم الدايات والبايات، فكان حكومة الدايات هي الحكومة الفعلية للجزائر المثبتة في الحكم من قبل الإمبراطورية العثمانية.
وأما البايات قد كانوا يشرفون على الأقاليم والولايات الصغير تحت إدارة سلطة الدايات، ومع الاستقرار الأوضاع في الجزائر، تمكنت البحرية من تطوير قوتها حتى استطاعت صد الهجمات التي كانت تغور بها الدول الأوروبية على السواحل الأفريقية.
التأثيرات الإيجابية للحكم العثماني.
تغيرت الأحداث في الجزائر للأفضل بعد إمساك الدولة العثمانية زمام الحكم في الجزائر، فبعد الانفصال الذي دام لفترة من الزمن بالداخل الجزائري، استطاع العثمانيين تحويل ذاك النزاع إلى وفاق.
فقد ساهم العثمانيين في استقرار الأوضاع السياسية للبلاد، مما أدى إلى ازدهار التجارة البحرية والأنشطة الاقتصادية، وظهرت الجزائر كبلادً ذات قوة بحرية مهيبة في المنطقة.
تابع هذا المقال:- ملخص كتاب أمير المؤمنين.
نظام الحكم في دولة الجزائر تحت الإدارة العثمانية
كان الحكم في دولة الجزائر حكمًا مائلاً إلى الاستقلال والتوازن بين القوة المتمثلة في سلطة الدايات و سلطة العثمانيين، فقط بدأ الحكم في الجزائر من القرن السادس عشر الميلادي حتى عام 1830، فقد تعين الحكم السياسي والإداري للجزائر من:-
- دخول الأخوان بربروسا إلى الجزائر وتمكين الأوضاع للعثمانيين وطرد القوة الإسبانية المتوغلة.
- تعيين الحكومة الإدارية المتمثلة في الدايات والبايات.
- تنظيم الجيش الإنكشاري الذي كان يضم مزيجًا من الجنود العثمانيين والجنود المحليين.
- تنظيم الأسطول البحري تحت قيادات خير الدين بربروسا الذي عُد من أقوى أساطيل البحرية، الصاده لهجمات الأوروبيين.
- حرية الديات النسبية في الإدارة الاقتصادية والعسكرية، لحماية الدولة العثمانية لسواحل البحر المتوسط.
فتعد تلك الحقبة التي زالت فيها مقاليد حكم الدولة العثمانية؛ من الحقب الهامة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال، فقد آلت الأمور في دولة الجزائر إلى الأسوأ بعد تدهور السلطة العثمانية وضعفها فكان من أسباب ضعف الدولة العثمانية مايلى:-
تدهور الأوضاع الداخلية والخارجية، وتخلخل السيطرة العثمانية.
وكان السبب الرئيسي في تدهور الأوضاع الداخلية؛ هو الاستقلال الشبة نسبي لسلطة الدايات؛ الذي أدى إلى تفكك القوة المركزية، وأما التدهور الخارجية فكان بسبب الضغط الزائد على الأساطيل البحرية من قبل الدول الأوروبية وبالأخص فرنسا وبريطانيا.
ومع الاضطرابات التي حدثت في الداخل الجزائري، لم تستطع الدولة العثمانية السيطرة على تلك الاضطرابات فضعُفت سلطتها، واثرى ذلك كانت الدولة الفرنسية تتحرك بحريًا صوبا الجزائر مما أضعف من استقرارها.
هجوم القوات الفرنسية بحمله على الجزائر في عام 1830.
كانت الأسباب التي مهدت لشن القوات الفرنسية حمله على الجزائر؛ هي الأطماع التي وجدت بداخلهم تجاه الجزائر، قد كان لديهم طموحات اقتصادية وسياسية وعسكرية، مما أدى إلى قيامهم بحمل عسكرية شاملة عام 1830، بدأت بالهجوم على العاصمة في اليوم الخامس من شهر يوليو.
وقد واجهت فرنسا مقاومة شديدة من الجيش الجزائري الذي كان تحت قيادة “الداي حسين”، ولكن في النهاية تمكنت القوات الفرنسية من التغلب على الجيش الجزائري، ولم يستطع الشعب الجزائري مقاومة القوة الفرنسية، مما أدى إلى وقوع الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي في الثلاثين من شهر يونيو لعام 1830.
ازدد علمًا تزداد إيمانًا:- ملخص كتاب إن الله معنا.
أذرع المقاومة الجزائرية المتسببة في تقهقر المحتل
قام المؤلف “أبو القاسم سعد الله” بإلقاء الضوء على أذرع المقاومة الجزائرية التي كانت سببًا رئيسيا في اندحار الاحتلال الفرنسي عن الجزائر ومن أهم تلك المظاهر المقاومة ما يلي:-
مقومات الشعب الجزائري بالسلاح.
تمثلت المقاومة الشعبية للجزائريين بقيادة الأمير “عبد القادر الجزائري الذي أسس دولة المقاومين، وامتدت المقاومة إلى مناطق مختلفة في أرجاء الجزائر، وكان من المقومات الشبيهة مقاومة “الشيخ المقراني والشيخ أحمد بوزيان” الذين استطاعوا اتباع بعض التكتيكات التي أرهقت القوات الفرنسية مثل الهجمات المباغتة؛ والكمائن العسكرية.
المقاومة الإسلامية.
ولقد لعب علماء المسلمين والزوايًا دورا بارزًا في المقاومة الدينية، بإستخدام أسلوب التشجيع وشحذ الهمم؛ لدافع مكر الفرنسيين الذين حاول طمس الهوية الإسلامية.
دعم القبائل والعشائر للمقاومة.
استطاعت القبائل الجزائريه دعم أفرُع المقاومة بالامدادات البشرية واللوجستية، بهدف تثبيتهم أمام القمع الفرنسي.
المقاومة الاقتصادية.
استطاع المقاومين منع وصول الإمدادات إلى القوات الفرنسية، كما عاثوا خرابًا بالموارد التجارية والزراعية بهدف منع الاحتلال من السيطرة عليها والتقوي بها.
اشتعال الروح القتالية للمقاومين.
كان حماس المقاومين للتغلب على الاحتلال الفرنسي، نيران أمل أُوقدت بداخل الشعب الجزائري، مما كان مصدر توجس وقلق للقوة الفرنسية، وكان من مظاهر نجاح حركة المقاومة الشعبية، الاعتراف الدولي بدولة الجزائر وأنه لا طيلة للفرنسيين بالحكم الإستعماري عليها.
المقاومة الفكرية.
كانت لمفكرين الدولة ذراع مقاومة أيضًا، حيث استطاعوا بث الأفكار الوطنية للتمسك بالهوية الإسلامية العربية.
أقرأ لترقى:- ملخص كتاب اقرأ.
التأثيرات السلبية للاحتلال الفرنسي وبزوغ فجر النصر الجزائري
استفاض المؤرخ والكاتب “أبو القاسم سعد الله” في بيان أوجه التأثيرات السلبية للاحتلال الفرنسي على الجزائر، وبيان كيف آلت الأمور من قمع المستعمر إلى فجر النصر والتمكين للجزائريين، مبينًا أهم النقاط السلبية التي أحدثها الاحتلال الفرنسي، وكيف استطاعت الجزائر التحرر من سطوة الاحتلال فكان من التأثيرات السلبية ما يلي:-
- مصادرة الأراضي الزراعية وتسليمها للمستوطنين، وتهجير السكان المحليين من أراضيهم، مما تسبب في فقرٍ محدق بالبلاد تسبب في انتشار المجاعات.
- القضاء على الهوية العربية الإسلامية وتدمير الروح الوطنية.
- سحب رخصة العمل من السكان الجزائريين، مما أدى إلى انتشار البطالة والفقر.
- هدم المنازل والمباني واستخدام الأراضي الزراعية.
- استخدام أساليب وحشية في قمع اي حركات مقاومة، وتعذيب ونفي الشخصيات المحركة وطنيًا.
ومع استمرار الاحتلال في تعنته تجاه الشعب الجزائري فاض به الكيل؛ وراغم على القصاص ممن سبب له تلك المعاناة خلال السنين الماضية وبدأ فجر النصر الجزائري يلوح في الأفق وكان من أسباب تحرر الجزائر ما يلي:-
- حدوث ثورة تحريرية كبرى ما بين عام (1954:1962 ) عرفت بالثورة الوطنية لانضمام جميع الفئات إليها بالإضافة للمقاومة الداخلية والخارجية.
- الضغط على الاحتلال الفرنسي أمام المجتمع الدولي وكسب التعاطف، خصوصًا من الدول العربية الإسلامية والدول الأفريقية.
- استمرار الجزائريين في المقاومة الثورية حيث قدم الشعب الجزائري تضحيات هائلة قدرت بنحوًا أكثر من مليون شهيد، على الرغم من أساليب القمع الوحشية التي استخدمها الاحتلال الفرنسي.
- عقدت اتفاقية إيفيان التي كانت بمثابة صفقة تحرر، وتم توقيع الإتفاقية بين هيئة التحرير الوطني والحكومة الفرنسية.
كتاب متعلق بدولة الجزائر:- ملخص كتاب دراسات في الأدب الجزائري ال(حديث.
ختامًا يجدر بنا الاعتراف بتاريخ الجزائر المشرف؛ الذي يفيض بالتضحيات من جميع الجوانب، فمن خلال ملخص كتاب محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث الذي ألفه المؤرخ “أبو القاسم سعد الله” الذي استطاع من خلاله أبانت الوجه الحر لدولة الجزائر.
التي ابت إلا أن تُسطر ملاحمها بنفسها وتقول لا لمحتلاٍ نازي، فمن بداية السيطرة العثمانية على الجزائر لنهاية الاحتلال الفرنسي، تبين أن الشعب الجزائري ضحى بكل ما يملك في سبيل دينه وكرامته وحريته التي تزينت بالعزة والإباء.
ملخص مفيد:- ملخص كتاب صيد الخاطر.