زمن التفاهة للكاتب الدكتور حماني خالد والذي يتحدث فيه عما وصل إليه عالمنا اليوم من مستوى منحدر في الكثير من نواحي الحياة، حيث أصبحت التفاهة والسخف يؤثر على حياتنا بشكل كبير، بينما يصنع العالم التفاهة صناعة ويجعلها هي المسيطرة، وقد انتشرت تلك المصانع غربًا وشرقًا، فتجد مصانع للتفاهة السياسية، وأخرى للثقافية، إضافة إلى الفنون التافهة، كذلك الجوانب التعليمية، كما أصبح العالم العربي مطموس الهوية والشخصية وغابت معالم الإسلام وتعاليم الأديان، فقد أصبح ينجر بكل سهولة وراء ما يرغب به من يصدر تلك التفاهة ونتج عن هذا سقوط الأمة كاملة وهذا الذي سوف نوضحه من خلال ملخص كتاب زمن التفاهة.
تلخيص مميز لكتاب زمن التفاهة
من خلال ملخص كتاب زمن التفاهة يبدأ الكاتب حديثه حول ضرورة تصدي كل فرد داخل المجتمع إلى كل شخص يحاول نشر تفاهته، حيث يكون أغلبهم أشخاص مؤثرين مما يعمل على اتباع الناس لهم وأفكارهم التي يصدرونها، والتي بالطبع تصنع جيلاً لا يعرف معنى للأخلاق أو القيم، كذلك يشير إلى تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك الأمر وأنه لا يجب أن يقود الأمة أمثال هؤلاء الناس في أي زمان أو مكان، وخير مثال على ذلك ما نجده على تطبيقات مواقع السوشيال ميديا، حيث قامت بتدمير أجيال كاملة من الشباب والفتيات بل والكبار كذلك، وذلك من خلال مخططات صهيو أمريكية مدروسة يتم تصديرها بطريقة احترافية إلى عقول النشئ خاصة.
تعرف على: ملخص كتاب الحفرة
والسبب في ذلك يرجع إلى تخلي الأمة عن دينها، فقد أصبحت تعاليم ديننا الحنيف منسية تمامًا داخل البيوت وفي التربية داخل المدارس، وداخل المساجد وأصبح التعليم لا قيمة له، كما غاب الواعظ الديني الحق في ظل ظهور أشباه أئمة يقودون الناس.
في زمن الجاهلية وحضور الكفر كان المشركون يتحلون بالقيم والأخلاق من عزة نفس وكرامة ومروءة وشجاعة وكرم وغيرها من الصفات، وعقب دخول الإسلام ظهر جيل يتحلى بأكرم الخصال فقد كان قولهم سمعنا وأطعنا لكل ما جاء به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، لذلك كانوا قدم عز سادوا العالم بأسره وأخضعوا الكفار، إما الآن فإن الأمة العربية أمة ذليلة يخضعها الكفار لما يرغبون به، وخير مثال على ذلك ما يحدث في غزة الآن وهي البقعة الوحيدة التي لم يطالها قبح الكفار، ولكن تعمق بها خذلان من يسمون أنفسهم مسلمين، وإنهم والله لمسؤولون في الدنيا والآخرة.
تم نشر التفاهة من خلال الغزو الإعلامي وهو الأمر الذي كان مخطط له من زمن بعيد، حيث يتم السيطرة أولاً على العقول المسلمة ثم العقول البشرية، وبذلك يصبح تمرير أي شيء له سهل جدًا، كما سيطرت العلمانية بشكل كبير على أدمغة العالم، وذلك من خلال تصدير الكتب والأفلام والصحف والشخصيات المؤثرة التي جعلوا منها قدوة، كما أنه اتجاه العالم نحو الرأسمالية فتح الأفق واسعًا أمام التفاهة حيث أصبحنا نمتهن كافة الأمور فقط لأجل المال، ولتذهب الأخلاق إلى الجحيم، لذلك لا جودة ولا قيمة لأي شئ يُقدم.
ننصحك بقراءة: ملخص رواية الفسيفسائي
أصبحت التفاهة هي معيار النجاح، وذلك إما من خلال ربح مادي للحصول على المال، أو ربح معنوي للحصول على الشهرة والسيطرة، ومن أجل هذا عليك أن تقدم تنازلات وما أكثر ما تم التنازل عنه ٨و الشرف والكرامة وعزة النفس والأخلاق والفكر..إلخ.
حيث أصبح كل شيء مباح وأصبحنا نشاهد ذلك في المسلسلات والأفلام من تعري ورقص والندالة والوقاحة والتبجح والأفكار الدنيئة وانتهاك الحرمات والشذوذ، إضافة إلى تصدير الأفكار المغلوطة والمخلوطة عن كافة جوانب الحياة.
كما أن تصدير التفاهة أصبح واضحًا جدًا عبر مشاهير السوشيال ميديا، والذين يرصدون ملايين المشاهدات، ولكننا لا نشمل بحديثنا هذا القلة الطيبة التي تدافع عن القيم والحق وتستغل شهرتها من أجل إعادة إحياء ما دمرته المخططات الصهيوأمريكية، فلهم جزيل الشكر.
باتت الأمة ساقطة للأسف فقد توشح المجتمع كل ما يقدمه العاريات الراقصات والمخنثين من أفكار وحركات ولباس وطريقة طعام واختيارات ومهن وآراء وأفكار كذلك، واليوم من الممكن أن تشك لوهلة أن ما يقف أمامك ليس شاب بل أنها فتاة بشعة، وذلك قبل أن تتأكد أنه للأسف ذكر، فهو فقط ذكر ولا يعرف أي معنى للرجولة أو ما شابه.
كما أن المصيبة الأكبر هي عندما تجد الدولة هي الحاضنة الكبرى لهم ومتمثلة في قادة ورؤساء وداعمين، حيث تجعلهم يفرضون كل سمومهم على الناس من حفلات راقصة ودعوى إلى المحرمات وكل ما يتبعها من فساد والذي ينتج عنه كوارث حقيقية، وهذا هو زمن الرويبضة الذي أخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم.
نرشح لك قراءة: ملخص كتاب مأمون الكزبري
كما قام المفكر ناعوم تشومسكي الأمريكي بالتحدث عن استراتيجيات عشرة اتبعها أصحاب النفوذ في العالم من رأسماليين وسادة والتي اكتشفت صدفة بعنوان “الأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة”، وهذا من أجل الاستيلاء على مقدرات وعقول وأموال وهوية الشعوب، ومنها:
التدرج
وهو إشغال الشعوب وإلهائهم بوسائل الترفيه الفارغة لتحويلهم عن النظر للقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويجب أن يكونوا مشغولين مشغولين ليعدوا متعبين إلى الحظيرة مع بقية الحيوانات، والتدرج حيث يتم تغيير حال الشعب الاقتصادي والاجتماعي ثم السيطرة على الشعب وكأنه منوم مغناطيسيًا، وهذا ما حدث بالفعل في ثورات الربيع العربي كما مصر وسوريا وليبيا وغيرها من البلدان.
كرة القدم
لا تتعجب عزيزي من تيسير الطائرات العسكرية مجانًا والمدنية بتخفيض لإيصالك إلى مكان المباراة، فإن ذلك لا يتم حتى تحصل على الترفيه والمتعة، بل لعلم سادتك بأن كرة القدم هي أفيون الشباب، وقد نجحت بالفعل في تغييب عقول الشطر الأكبر من خلالها، فقد كان إخواننا المسلمين يُحرقون في غزة والعالم هنا ملقون على المقاهي أمام الشاشات يتابعون تلك اللعبة التي يمولها في بعض الأحيان شركات صهيونية، فإنك لم تنصر أهلك فقط بل شاركت في قتلهم، وتركت صلاتك وأنت جالس تنتظر الهدف، بل وجعلت من لاعب كافر قدوة لك ولأبنائك بل من أن يتخذ من نبيه والصحابة وصلاح الدين قدوة له، ولا مانع من مشاهدة كرة القدم ولعبها لكن بعد أن تؤدي ما عليك أولاً.
تعرف على: ملخص كتاب مريض الوهم
وسوسة الشيطان أظهرت لنا دعاة هم على باب جهنم فقد احتفظوا بما زرعه الغرب في رؤوسهم لينثروه في أدمغة شعوبهم، وهو ليس من الدين في شيء وأصبح الجميع يردد ما دمنا نملك قلوبًا نقية ونساعد الآخرين فنحن في أمان، ولكن تلك أحد بنود الإسلام التي سوف يُقاس عليها عند وضع معايير أختيار من سيدخلون الجنة، فالإسلام عندما أمر الفتاة بالحجاب لأنه يعلم جيدًا طبيعة النفس البشرية، وذلك للحفاظ عليها وصونها وهنا نتحدث عن الحجاب الحق، فلا تغرنك شعارات الغرب وأعوانهم الزائفة.
القضية الفلسطينية
يتساءل الجميع لماذا لم يتم تحرير فلسطين، ببساطة لأن العرب أصحاب شعارات تافهة لا قيمة لها فهم يتبعون الشرعية الدولية، والتي تحتاج إلى قوة وهم أضعف مما يكون، ولكن إسلامنا وضع لنا الشرعية الإلهية وهي الحق ولا تحرير لفلسطين إلا بالجهاد، وكما قال أبو حنيفة “امرأة سبيت من الشرق حق على أهل المغرب تخليصها”.
كما أن دم طفل واحد في غزة أو الضفة أو جنين أغلى من القدس كبناء ومن الكعبة نفسها، وهذا ما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم، فلا شعارات ولا قمم عربية ولا اجتماعات ولا مشاورات ستحرر فلسطين أو تنقذ شخص واحد ممن يستشهدون حرقًا أو جوعًا أو عطشًا أو يدفنون أحياء.
الطاقة والتنمية البشرية الخاطئة
قال تعالى”ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا”، ظهر مؤخرًا الكثير من محاضرات الطاقة والتي تنص على اتحاد طاقة الإنسان مع طاقات متنوعة، مما يجعله قادرًا على تنفيذ أي أمر، وهذا أحد الأمور الموجودة في الديانة البوذية، وهذا بالإضافة إلى دروس التنمية البشرية غير الطيبة والصحيحة.
الإدمان
إدمان تلك التفاهة هو سبب نشرها بذلك الشكل، ومن أهم ما يتسبب بهذا الجوالات الذكية التي صدرها الغرب ليس لاستخدامها فيما يفيد، بل للاستيلاء على الأدمغة والوقت، وسبب ذلك الإدمان هو ما فرضه الغرب من ظروف ساحقة على الإنسان مما يجعله يهرب إلى الأشياء التافهة.
الحل
هو الرجوع إلى الله عز وجل، ومعرفة لماذا خلقنا الله والهدف من وجودنا في تلك الحياة.
نبذة عن الكاتب
هو الكاتب حماني خالد أبو خديجة هو مهندس معماري من الجزائر يتابع ما يحدث بعصرنا، وله كتابات في عدة مجالات كما الروايات والأشعار والخواطر بما يخص الدين الإسلامي، هذا بالإضافة إلى الرد على عدة مغالطات بالأدلة الشرعية.
ختامًا، نكون قد وضحنا لكم ملخص كتاب زمن التفاهة، وكيفية اللعب بالعقول للابتعاد عن الدين، ونتمنى أن نكون قد وفقنا الله في تقديم ملخص الكتاب، وإذا كان لديك أي سؤال سوف نقوم بالرد عليه في أقرب وقت.