كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا هو عبارة عن رسالة من كاتب ومؤرخ ومحقق ماهر تناول فيها أحداثاً بارزة في تاريخ أمتنا الإسلامية التي كانت سبباً في تغيير المسار، اعتمد في كتابته على (منهج التذوق) الذي طوره بعد سنوات من القراءة والبحث، ومن خلال رسالته دعا إلى العودة إلى جذور الثقافة الإسلامية وعبر عن رأيه في العديد من القضايا الثقافية العربية المعاصرة.
ملخص كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا
يتم تلخيص هذا الكتاب وفقاً لما هو مبين أدناه:
- دراسة شاملة من كاتب ومؤرخ ومحقق بارع في التراث الإسلامي تناولت فترة طويلة من تاريخ أمتنا الإسلامية، ليس بهدف التوثيق بل لإبراز أحداث أدت إلى انحراف المسار، مع السعي لتنبيه الأمة إلى الطريق الصحيح الذي يمكن أن يعيد لها مجدها.
- كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا لم يتناول كل التفاصيل ولكنه جذب الانتباه إلى منهج جديد وغير تقليدي وهو منهج (التذوق) الذي يختلف عن المناهج الحديثة التي وضع أساسيات الكثير منها (المستشرقون).
- نداء يوجهه رمز من رموز التاريخ والأدب لكل شخص في أمته، أن (اطلع على تاريخك برؤية عربية واعية لا تغفل، وليس برؤية أوروبية تحمل معها مشاعر وطنية).
- وصية وتنبيه وصوت نذير تدعو المفكرين والأدباء للرجوع إلى جذور الثقافة الإسلامية التي نشأت في ظل الدين والتي سعت بعض الأطراف إلى إضعاف أسس قوتها.
محاور الكتاب
ينقسم الكتاب إلى عدة مراحل وهي:
المحور الأول: تجربة الكاتب في اتباع منهج التذوق
ينقسم هذا المحور إلى عدة أقسام وهى:
1- بداية الرحلة: عشر سنوات من الاستغراب والريبة والتردد
افتتح الشيخ محمود شاكر رسالته بحديث حول تجربته الأدبية مشيراً إلى أنه قضى عشر سنوات من شبابه يراقب الحياة الأدبية الفاسدة التي غزت عالم الأدب في عصره، بدءاً من عام 1926م عندما كان يبلغ من العمر سبع عشرة سنة حتى عام 1936م حينما وصل إلى سبع وعشرين سنة، خلال هذه الفترة قرأ بعناية وتفحص العديد من النصوص الشعرية العربية مما ساعده في البحث عن الحق، وكون لديه ذائقة لغوية خاصة بالشعر.
2- الاسترشاد بـ (أسلوب التذوق) ومناقشة آراء الجرجاني وسيبويه
قرأ ما وقع بين يديه من كتب السلف المتعلقة بتفسير القرآن وعلومه إلى دواوين السنة وشروحها وما تفرع منها من كتب في المصطلحات وكتب الرجال والجرح والتعديل، بالإضافة إلى كتب الفقه وأصوله وكتب الملل والنحل ثم كتب الأدب والبلاغة والنحو والصرف، وبعد ذلك أكرمه الله عز وجل بابتكار فريد أطلق عليه اسم (منهج التذوق) والذي يعني تذوق الكلام العربي ومعرفة مقصوده وما وراءه من معاني، وأثناء استكشافه لتراث الأمة اكتشف أن عبد القاهر الجرجاني في كتابه (الرسالة الشافية) قد سبق إليه منهج التذوق.
إقرأ ايضا: ملخص كتاب أصول البحث العلمي ومناهجه
3- وقفة مع كتاب المتنبي
ثم ألف كتابه (المتنبي) وفقاً لمنهجه الجديد، فحظي بإشادة واسعة من مختلف الأطراف بما في ذلك أدباء المهجر وبعض غير المسلمين وكذلك من أستاذه طه حسين ومن الرافعي والعقاد وكتب عنه العديد من الأشخاص.
كان هذا المدح سبباً في تراجعه عن استكمال الكتاب، حيث لاحظ انشغال الناس بعبارات الثناء اللامعة دون أن يدركوا السبب الحقيقي وراء تأليفه، لذا أراد من خلال كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا أن يكشف هذا السر الذي كان محتفظاً به لنحو أربعين عاماً، كتبها وجعلها مقدمة لكتاب المتنبي وهي آخر أعماله، حيث ضمّنها خلاصة آرائه حول العديد من القضايا الأساسية المتعلقة بمسيرة ثقافتنا العربية الحديثة.
4- الدين رأس كل ثقافة
أشار الكاتب إلى مصدر الخلاف مع المناهج الأدبية الحالية موضحاً فسادها من جذورها وانتهى حديثه بنصيحة قيمة من تجربته المتميزة ورؤيته لمفهوم الثقافة، حيث اعتبر أن ثقافة كل أمة هي كيانها الذي يميزها بين الأمم الأخرى، وأن الدين هو الأساس لكل ثقافة بمعناها العام وهو جزء من فطرة الإنسان، لذا فإن الثقافة تعتبر كلاً لا يتجزأ وبناءً متكاملاً لا يتقسم.
إن الأصل الأخلاقي هو العنصر الأساسي الذي يعزز ثقافة الأمة بمعناها الواسع، وقد حظي هذا الأصل باهتمام كبير من أسلافنا وكان هذا الاهتمام فريداً من نوعه بين الأمم السابقة، ولم تسنح لأي أمة تالية فرصة لمقاربتها أو الوصول إلى مثل هذا الاهتمام، فهذه الرعاية بالأصل الأخلاقي هي التي حافظت على تماسك الثقافة الإسلامية لمدة أربعة عشر قرناً.
كانت اليقظة الأوروبية مستمدة من علوم المسلمين وكان السبيل لتحقيق ذلك هو فهم اللغة العربية، ولا يمكن الوصول إلى هذه المعرفة إلا من خلال إرسال رجال يتجولون في بلاد الإسلام لتعلم اللغة وجمع الكتب أو الحصول عليها بطريقة غير مشروعة، لذا كانت فكرة الاستشراق من أبرز الأهداف والوسائل وعرف هؤلاء الأفراد باسم (المستشرقين).
المحور الثاني: الصراع بين الإسلام والنصرانية الأوروبية وانتهاءً بمعركة الاستشراق
يتجزأ هذا المحور إلى عدة نقاط وهي:
1- مراحل الصراع بين النصرانية والإسلام
بدأ الكاتب بسرد تاريخي لهذا الصراع منذ عام 489 هـ الموافق 1096 م أي بعد انهيار الحضارة الرومانية وبروز الحضارة الإسلامية القوية، وهذا ما دفع النصارى الرومان بعد أن طُردوا من الشام وتوجهوا إلى أوروبا إلى السعي لتنصير السكسون لاستخدامهم في القتال ضد الإسلام، مما أدى إلى وقوع الحروب الصليبية، عند النظر في الصراع بين الإسلام وأوروبا، نلاحظ أنه يتجلى في نقطتين:
- الأول: الحروب الصليبية التي استمرت لمدة قرنين كاملين وانتهت بالفشل واليأس من استخدام السلاح بعد حوالي قرن ونصف وذلك في عام 690 هـ الموافق 1291 م وقد تركت هذه الحروب أثرأ في نفوس المقاتلين الأوروبيين، حيث أضاءت لديهم شعلة من الوعي والانتباه وأيقظت فيهم الشك مما سمعوه من رهبانهم وملوكهم حول تشويه صورة المسلمين.
- الثاني: فتح القسطنطينية: في يوم الثلاثاء الثاني من جمادى الأولى سنة 857 هـ الذي يوافق 29 مايو 1453 م كانت تلك لحظة حاسمة، حيث أدركت النصرانية أن الصراع المسلح مع الإسلام لن يحقق فائدة، فبدأت أوروبا في خوض معركة أطول وأكثر شدة وهي معركة الاستشراق ثم الاستعمار ثم التبشير.
2- معركة الاستشراق وتقدير جهود المستشرقين
نتيجة لما تم ذكره أصبحت أهداف المسيحية ووسائلها واضحة فلم يخفى على أحد أنهم يعملون على إعداد أنفسهم لحرب صليبية رابعة، حيث أوقفوا استخدام السلاح مؤقتاً واستعاضوا عنه بسلاح العقل والعلم والتخطيط الجيد، كما لجأوا إلى المكر والدهاء والمناورات وتجنبوا إثارة القوة الإسلامية.
كانت النهضة الأوروبية تعتمد على العلوم الإسلامية التي تم تسجيلها في الكتب أو التي نقلها العلماء الأحياء، ولتحقيق ذلك كان من الضروري معرفة اللغة العربية، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إرسال رجال يتجولون في بلاد الإسلام للتعلم وجمع الكتب أو الحصول عليها بأي وسيلة.
تجول المستشرقون في مختلف أرجاء العالم الإسلامي وبعد فترة قصيرة أصبح لديهم آلاف المخطوطات، انكبوا على فرزها وبدأوا بطباعة بعضها ليكون في متناول كل دارس مهتم بالاستشراق، يشير المؤلف إلى نقطة مهمة جداً بالقول: (لا تصدق من يقول لك إن الاستشراق قد خدم اللغة العربية وآدابها وتاريخها وعلومها، لأنه نشر هذه الكتب التي اختارها للطباعة، فهذا اعتقاد خاطئ وغير صحيح لم يكن يطبع من أي كتاب نشره أكثر من خمسمائة نسخة ولا تزال هذه هي العادة حتى اليوم، توزع على مراكز الاستشراق في أوروبا وأمريكا وما يتبقى بعد ذلك قليل جداً).
المحور الثالث: نهضة ديار الإسلام وكيف أبيدت؟
ينقسم هذا المحور إلى عدة نقاط، وهى:
1- نهضة البلاد الإسلامية، والخمسة العظام
سقطت الأندلس بعد أربعين سنة من فتح القسطنطينية في عام 897 هـ، ثم فقدت دار الخلافة في القسطنطينية بعد مضي مائتي عام على فتحها، لقد أثارت هذه الواقعة بعض العلماء المسلمين الذين اجتهدوا في إيقاظ الجماهير النائمة وكان من بين هؤلاء خمسة من الذين قادوا حركة التغيير:
- الأول هو عبد القادر بن عمر البغدادي الذي عاش في مصر بين عامي (1030-1093 هـ)، والذي ألف كتاب (خزانة الأدب) بهدف استعادة القدرة على تقدير اللغة والشعر والأدب وعلوم اللغة العربية.
- ثانيهم: الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الذي ظهر في جزيرة العرب خلال الفترة من (1115-1206هـ)، حيث قام بمكافحة البدع والمعتقدات التي تتعارض مع ما كان عليه سلف الأمة من نقاء عقيدة التوحيد، لم يكتف بتأليف الكتب بل نزل إلى الناس في مختلف مناطق جزيرة العرب وأحدث هزة في قلب دار الإسلام.
- وثالثهم هو حسن بن إبراهيم الجبرتي (الكبير) العقيلي الذي عاش في مصر بين عامي (1110-1188هـ)، كان مهتماً بالعلوم المعقدة في عصره، فجمع كتبها من مختلف المصادر وحرص على لقاء الأشخاص الذين يعرفون أسرار ألفاظها ورموزها، قضى في ذلك عشر سنوات حتى تمكن من إتقان الرموز في مجالات الهندسة والكيمياء والفلك والحرف اليدوية.
- ورابعهم: محمد بن عبد الرزاق الحسيني المرتضى الزبيدي، الذي عاش في الهند ومصر في الفترة بين (1145-1205هـ) وهو مؤلف كتاب (تاج العروس)، وقد ساهم في إحياء التراث اللغوي والديني وعلوم اللغة العربية وعلوم الإسلام.
- خامسهم هو محمد بن علي الخولاني الشوكاني الزيدي الذي عاش في اليمن خلال الفترة ما بين (١١٧٣-١٢٥٠هـ) وقد سعى لإحياء عقيدة السلف ومنع التقليد في الدين وواجه الفرقة والتنابذ الناتجة عن اختلاف الفرق بسبب العصبية.
أصبحت أسماء هؤلاء الخمسة معروفة في جميع أنحاء ديار الإسلام، حيث كان ظهورهم بمثابة تهديد للقوة الجديدة التي برزت في أوروبا وقد أثارت هذه النهضة في ديار الإسلام قلقهم، لذا عملوا على محاصرتها وبذلوا جهوداً كبيرة لإفشالها.
إقرأ ايضا: ملخص كتاب سيكولوجية الجماهير
2- الحملة الفرنسية واستراتيجيتها في قمع اليقظة المصرية ونهب التراث
أراد الله لفرنسا قائداً أصبح اسمه رمزاً للرعب ولقب بالذي لا يمكن هزيمته وهو (نابليون) في 17 من المحرم سنة 1213 هـ، الذي يوافق الأول من يوليو عام 1798 م، هبط نابليون في مهد النهضة في مصر، حيث وضع خطة محكمة تضمنت الخطوات التالية:
- أولاً: إقناع العلماء الكبار بأن الهدف من الحملة الفرنسية هو محاربة المماليك بسبب ظلمهم للمصريين والرعايا الفرنسيون.
- ثانيًا: تحريض الأقباط ضد المسلمين، حيث جاءت الحملة الفرنسية لترويج شعار المسيحية رغم أن هذه الخطة لم تنجح بشكل كامل.
- ثالثًا: محاولة استمالة العلماء، وقد استطاع نابليون النجاح مع بعضهم، حيث خدعهم باستقباله الحار لهم وتقديره لهم.
- رابعًا: إفقار الشعب من خلال الاستحواذ على ثرواته عبر فرض الضرائب والإتاوات إلى جانب التدمير والتخريب المتعمد.
- خامسًا: نهب الثروات الفكرية للبلاد من خلال سرقة المخطوطات ولا تزال خزائن كتبهم شاهدة على ذلك.
نزل نابليون إلى الإسكندرية ثم توجه نحو القاهرة مصطحباً معه عدداً من المستشرقين ومجموعة من العلماء في مختلف المجالات، بدأ بمحاولة كسب ود رجال الأزهر وعندما وجد أنهم يرفضون ذلك أطلق جنوده ليفعلوا ما يشاءون ويدنسوا الأزهر، وعندما شعر بتأزم الأوضاع في الشارع عاد إلى فرنسا وعين (كليبر) قائداً للحملة الذي قصف القاهرة بالمدافع حتى تم إغتياله على يد سليمان الحلبي سنة 1215هـ
ثم جاء بعد ذلك (مينو) قائد للحملة الفرنسية الذي أعلن إسلامه للتخفيف من حدة غضب المسلمين، وتزوج من إحدى بنات مدينة رشيد وظل في منصبه يلحق الأذى بالناس حتى تم إجلاء الحملة من مصر يوم الإثنين 21 ربيع الآخر سنة 1216 هـ الموافق 31 أغسطس 1801م، لكنها أخذت معها كل ما هو ثمين من الكتب والعلوم.
3- محمد علي ودوره في مكافحة النهضة
بعد مغادرة الفرنسيين تولى محمد على الحكم وكان رجلاً ذكياً وماكراً، حيث اختلط بالمشايخ وأظهر لهم حبه وسلامة نيته حتى إستطاع خديعتهم وعينوه ليدير شؤون مصر، في البداية كان بائع دخان ولم يكن يجيد القراءة والكتابة، وصل إلى مصر مع ثلاثمئة جندي أرسلهم الدولة العثمانية في أواخر أيام الحملة الفرنسية.
كانت قوى الاستعمار تراقب تحركاته منذ اللحظة الأولى التي وطئت فيها قدماه أرض مصر، وبمجرد أن تولى السلطة أحاط به قناصل الدول المسيحية (الاستعمارية) وبدأت عملية السيطرة عليه مما أدى إلى انزعاج المشايخ منه وقلبوا عليه، لذلك اضطر إلى التخلص منهم واستولى على إدارة مصر.
إقرأ ايضا: ملخص كتاب طبقات فحول الشعراء
4- أثر البعثات التعليمية والدور التغريبي لرفاعة الطهطاوي
بدأ المشروع الاستشراقي الكبير بإرسال مجموعة من شباب مصر إلى باريس لتعلم اللغة الفرنسية، على أمل أن يعودوا لتكوين حزب كما كان يرغب نابليون في وصيته لخليفته كليبر، الحقيقة أن فكرة إرسال البعثات العلمية لم تكن نتاج تفكير هذا الرجل بل كانت نابعة من عقول تخطط وتدبر لتحقيق أهداف بعيدة المدى.
قتلت اليقظة في قلب العالم الإسلامي، وشيد على أنقاضها بناءً جديدًا قويًا أسسَّه الاستشراق بهدف تحقيق الهيمنة والسيطرة وتوجيه الإسلام لتحقيق مقاصده وأهدافه.
توفي محمد علي وترك وراءه أولاده الذين ظلوا تحت سيطرة القناصل والمستشرقين وعادت البعثات بنفس أوروبية وشكل عربي.
ترأس أول بعثة رجل احتل منصب الإمام، حيث كان يقيم الصلاة للبعثة ويشرف على أعضائها، كان هذا الرجل هو رفاعة الطهطاوي الذي كان في الثالثة والعشرين من عمره، ينتمي إلى صعيد مصر وتعلم في الأزهر ولم يشاهد من قبل سوى ريف بلاده وضواحي الأزهر القديمة المتداعية.
عاد بعد ست سنوات من إقامته في باريس ليخرج مصر من ظلام الجهل إلى نور الحضارة، ومن التخلف إلى التقدم أنشأ مدرسة الألسن التي كانت تدرس الآداب الغربية والتاريخ المنقوص، لتنافس بشكل غير مباشر الأزهر الذي فقد مشايخه هيبتهم في عهد (محمد علي) مؤسس مصر الحديثة.
إقرأ ايضا: ملخص كتاب مفتاح العلوم للسكاكي
5- الاحتلال البريطاني وتدمير التعليم على يد (دنلوب)
ومضت الأيام حتى جاء الاحتلال الإنجليزي عام 1299هـ، الذي يوافق 15 سبتمبر 1882م، وأوكل أمر التعليم في مصر إلى قسيس مبشر ماكر يدعى (دنلوب) ليؤسس قواعد الاحتلال الإنجليزي في مصر ويعزز ثقافته، حيث قام بتقسيم التعليم في البلاد إلى قسم ديني في الأزهر وآخر دنيوي في المدارس مما أدى إلى تفريغ الطلاب من تاريخهم وبعث الانتماء إلى الحضارة الفرعونية المنقضية، لكي ينافسوا بقايا ذلك التاريخ الزاخر والحيوي.
6- المحور الرابع: رواية التفريغ الثقافي – فساد الحياة الأدبية وشهادتان من التاريخ
في ختام الرسالة وضمن ما سماه المؤلف (ذيل الرسالة) أشار إلى قصة تدهور الحياة الأدبية وأوضح أنه يعتزم تقديم شهادتين في هذا الذيل:
- شهادتي الشخصية تعبر عن موقعي بين أبناء جيلي الذي أنتمي إليه وهو الجيل الذي فقد كل أسس ثقافة أمته، هذا الجيل عانى من صدمة الفترات الأولى، حيث نشأ في دوامة من التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية.
- والشهادة الثانية هي: شهادة الدكتور طه حسين من موقع (الأستاذية) لهذا الجيل.
- وأوضح محمود شاكر أن تلاوة هاتين الشهادتين تمثل وسيلة للحماية من الانغماس في خضم أفكار (النهضة) و(التجديد) و(الأصالة المعاصرة) و(الثقافة العالمية).
نبذة عن المؤلف
هو أبو فهر محمود محمد شاكر ولد في الإسكندرية بمصر عام ١٣٢٧هـ / ١٩٠٩م في أسرة علمية رفيعة، حيث كان والده الشيخ محمد شاكر وكيلًا للجامع الأزهر، وشيخ علماء الإسكندرية وقاضي القضاة في السودان وأخوه هو المحدث الشهير أحمد محمد شاكر رحمهما الله.
إقرأ ايضا: ملخص كتاب حالات نادرة
بعد هذا التجوال الطويل في ملخص كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، نجد أن شيخ العربية قد أظهر المؤامرة الرامية إلى تدمير ثقافتنا وتراثنا وبين بوضوح الدور السلبي الذي قام به الاستشراق ومؤيدوه، موضحاً أن ثقافة كل أمة هي الجوهر الذي يشكل هويتها ويحدد مكانتها بين الأمم الأخرى، واعتبر أن الدين بمعناه العام هو الأساس لكل ثقافة وأنه جزء من فطرة الإنسان، لذا فإن الثقافة تعد ككل واحد لا يتجزأ وبناء متكامل.
هند على صانع محتوى لديه شغف كبير بالقراءة والاطلاع على الكتب القيمة ومن ثم تلخيصها بشكل متقن وبأسلوب بسيط وقوى حتى يسهل على القارئ الوصول إلى المعلومة، أملك خبرة ٧ سنوات في الكتابة والتحرير وتلخيص الكتب ولكن مازلت اتطلع إلى المزيد من الخبرة في صناعة المحتوى.