ملخص كتاب المرايا المحدبة

من الوهلة الأولى يتبين لدى القارئ لعنوان الكتاب أن ملخص كتاب المرايا المحدبة هو كتاب يهتم بالشأن العلمي البحت، وخصوصًا في عالم المرايا وتصنيفها. ولكن الذي يجعل الأذهان تذبهل عند الإدراك هو أن الكاتب عبد العزيز حمودة؛ قد اختار عنوان مؤلفه ليثير التفكير ويضع الألغاز منذ البداية.

فكتاب “المرايا المحدبة” هو كتاب يهتم بالنقد الأدبي العربي، فالكاتب يستعرض بين طيات صفحاته الوسائل التي من شأنها أن تعين في وضع بصمة التمييز بين الجانب العربي والجانب الغربي، فلكل شق حضارته وبيئته الثقافية القائمة عليه. فلا ينبغي أن يُعوَّم الامتزاج بين العرب والغرب على هيئة التهجين المحض، بل يجب أن يمتزج امتزاجًا محمودًا تبرز به آثار الثقافات ومعادنها الإيجابية.

وفيما يلي سوف نستعرض أهم النقاط التي ركز الكاتب على إبدائها في صفحات كتابه “المرايا”، ومن أهم تلك النقاط هي:

  • الهيكل العربي برؤية غربية.
  •  نُظم حداثة الإنسان الغربي وأساليب تطويره.
  • اتباع التنسيق الغربي من قبل العرب.
  •  الدعوة إلى إطلاق الحداثة العربية الموافقة لأسس الدين.

الهيكل العربي برؤية غربية

هذا العنصر ليس هو أساس الكتاب، بل مضمونه. فملخص كتاب المرايا المحدبة يشير فيه الكاتب من خلال كلامه إلى أن العرب قد أخذوا النقد ببنيته وأساليب تفكيكه من غير أن يقيسوا على ذلك تناسبه مع أساليب النقد العربي، بل يمكن القول إن العرب اجتذبوا الأساليب الغربية في النقد اجتذابًا دون وعي بالأساليب الثقافية والفكرية؛ القائم عليها المنهج الغربي.

فوَضَّح كيفية تبني الأدب العربي للأدب الغربي بمصطلح الاستيراد السطحي، فأدى ذلك إلى نشوء أدب عربي محدب بمعنى مشوه خالٍ من أي لمسات مميزة.

ويرى أيضًا حمودة أن النقد الغربي غلب على النقد العربي وذلك لأن العرب قد طبقوا المنهج الغربي بحذافيره من غير أن يُقَيِّموا الرؤية العربية لطبيعة الأدب ومعاني الثقافة والتراث.
كما أشار أيضًا المِؤلف إلى أن العرب قد قاموا بإغفال الموروث النقدي العربي، بإهمال الخلفيات الأدبية المميزة للنقد العربي.

مقال قد يهمك:- ملخص كتاب السر الأكبر.

نُظم حداثة الإنسان الغربي وأساليب تطوره

يُعد هذا العنصر من المركزيات التي يقوم عليها الكتاب، فالمؤلف يوضح من خلال هذا العنصر كيف أن لحداثة الإنسان الغربي الدور في تطور أساليب نقده. فذهب الكتاب في طرح الإنسان الغربي من المنظور التاريخي والثقافي وكيف أنه يؤمن بمنطلقات حديثية بحتة أساسها العقل والتطور، فهو يُوهِم نفسه بأنه قادر على السيطرة على العالم بأسره من خلال العلم. ولقد أدت تلك النظرة إلى التغيير الجذري لجوانب الحياة المختلفة سواء كانت (اجتماعية، أو اقتصادية، أو فكرية، أو سياسية).
ويؤكد المؤلف أن منظور الحداثة لم يَجْنِ كافة الثمار المرجوة منه، بل جال يتخبط في بعض الأزمات والصراعات التي أرَّقت مضجعه كَمِثل:

  • الحرب العالمية: والتي ألقت الضوء على وحشية الإنسان الغربي، وكيف أن لتقدمه الأثر الرجعي في أحداث الفساد في العالم، إلى تقييد مفهوم الإيمان المطلق بالتقدم العلمي.
  •  إهمال الجانب الروحاني للإنسان: وذلك بسبب قصور الحداثة الغربية في الاهتمام بكلا الجانبين الروحاني والعلمي، بل قاموا بالتركيز على الحداثة القائمة على التقدم العلمي مما أدى إلى التأرجح والانعدام في الجوانب الروحانية والإنسانية الأخرى.
  •  نشوء النزعة الاختزالية: فمع ظهور النزعة الاختزالية في النقد الأدبي تدهورت أنظمة الأدب وأثرت على دور المؤلف والقارئ وفهمهم لسياق العرض التاريخي والاجتماعي.
  • ظهور الحداثة بثوب الجمود: حيث إن الغرب حينما ادَّعى الحداثة والتحرر فقد وقع في الجمود والدوغمائية، ولم تكن حداثتهم ولا تحررهم تُغنيهم عن المرور بمراحل الجمود والتقييد.

تابع هذا المقال:- ملخص كتاب السلسلة الفضية في العلوم الطبيعية.

اتباع التنسيق الغربي من قبل العرب

 

  • الاتباع الفكري: يرى عبد العزيز حمودة أن العرب أخذوا النقد الغربي بكليته دون التفحص بطرق تفكيرهم، بل قاموا بالتبعية الفكرية كمثل تلك النظريات التي تبنوها كالبنيوية والتفكيكية. فهو يرى أن التبني الأعمى لهذه النظريات يؤدي إلى الضرر الكلي بالنقد العربي، ويُغَرِّب من اللغة والأدب، فلكل لغة أصلها وأساسها المتين الذي تقوم عليه بأعمدة التراث، وحتى تستطيع أن تؤثر بشكلها الفريد لا بد لها من أن تقوم على أساسها هي وليس على أساس لغة أخرى، فيظهر بذلك رونق اللغة ويحلو بها التذوق والنقد.
  •  ضرورة الأصالة النقدية: فقام الكاتب بالتنويه الهام على ضرورة الأصالة في البحث عن المنهج النقدي العربي الذي ينطلق من تراث بلاغي وأدبي أصيل، ويستجيب لما يمليه عليه الأدب العربي، فلا بد للنقد من أن يخضع للأساليب التي يحتاجها من دراسة التاريخ والثقافة وحضارة البلد وتقاليدها، كما يجب أن يتناول كيفية العرض بمنظور اللغة من بلاغة وأدب حتى يستقيم في النهاية النقد العربي ويكون بناءً وليس تقليديًا مُقامًا بتنسيق غربي.
  • التأثر بالنموذج الغربي: على الرغم من أن الكتاب لا يطرح عنصر اتباع التنسيق الغربي بشكل مباشر، إلا أنه ينبه إلى نقاط ذات صلة بهذا العنصر، وهو يعبر عن التأثير الحتمي بالنموذج الغربي. فالعرب يتخذون من النماذج الغربية قدوة ويتأثرون بطرق تعبيرهم وتنظيم وعرضهم، فيكون بذلك تقليدًا أعمى خاليًا من أي سُبل للإبداع والتمحيص.

تعرف على أساسيات البحث العلمي:- ملخص كتاب أساسيات البحث العلمي.

الدعوة إلى إطلاق الحداثة العربية الموافقة لأسس الدين

فالكاتب يراعي من خلال مؤلفه إظهار دعوة مباشرة إلى النظر في التراث العربي بنظرة الحداثة أيضًا،  ولكن من يُقِيم حداثته ليس النسق الغربي بل العربي، فهم من يأخذون بحضارتهم وثقافتهم لأوجه الحداثة بما يتوافق مع المعايير العربية الخاضعة لأسس الدين الإسلامي والعادات والتقاليد المتعارف عليها بين الشعوب والحضارات، فلا تخلو الحداثة من حضارة تساندها ولا تاريخ تتكئ عليه، فتُطَوِّر تلك العادات والتقاليد تطورًا يتوافق على ما تمليه عليها الشريعة الإسلامية، فالإسلام بدوره لا يمنع من الحداثة بل هو من يدفع الأشخاص أن يعمروا في الأرض.

وبهذا التفكير يمكن أن تواكب الحداثة الغربية بل ونتغلب عليها لأن لدينا الأساس المتين لها، المشار إليه في الشريعة الإسلامية.

كتاب عن الطريق إلى القرآن:- ملخص كتاب الطريق إلي القرٱن.

 

ملخص كتاب المرايا المحدبة: أسلوب الكتاب

السلاسة والوضوح: يطرح الكاتب عبد العزيز حمودة في كتابه المرايا المحدبة بعض القضايا التي تخص الأدب العربي وطرق النقد البناء فيه، فأسلوب الكتاب يمتاز بالسلاسة والوضوح، فهو يعرض بعض المفاهيم المعقدة مثل البنيوية والتفكيكية ويقوم بتبْيين التوجيه المناسب لها بحيث يستطيع الشخص العامي غير المتخصص في الأدب العربي أن يجد أثرًا ويفهم مضمون هذا الكتاب.

فعلى الرغم من ميل الكتاب لعنصر السلاسة إلا أنه لا يستغني عن عرض الأفكار النقدية والفلسفية لدى الغرب ويحللها تحليلًا عميقًا ومنهجيًا يُفضي إلى أن يُمْلِك القارئ بعض خواص النقد.
فالكتاب يتمتع باللغة السلسلة والجذابة التي تجعل القارئ يتحرى بعض أساليبها النقدية. الكاتب يستعين ببعض الصور البلاغية والتشبيهات الأدبية لتوضيح الفكرة، وكذلك يتبع الكتاب أسلوبًا منهجيًا، حيث يبدأ في عرض مفهوم الحداثة العربية والغربية ومن ثم يتطرق إلى الحديث عن شرح ونقد البنيوية والتفكيكية، وفي النهاية يقوم بالدعوة إلى نقد عربي أصيل.

وأيضًا يمتاز الكتاب بالجرأة في الطرح، فهو يقوم بنقد التيارات النقدية السائدة في الغرب والشرق، فأدى ذلك إلى أن يلقى الكتاب رواجًا واسعًا ويفتح باب نقاشات عديدة بين الأوساط الأدبية العربية والفكرية التحليلية.

 

مقال عن التسويق:- ملخص كتاب 22 قانون ثابت في التسويق.

ختامًا يجدر بنا القول أن ملخص كتاب المرايا المحدبة ليس كتابًا تنظيريًا فقط، بل هو كتاب يحتوي على التنظير والتطبيق العملي، فهو يقوم بعرض الأساليب العربية والغربية في بادئ الأمر ومن ثم يقوم بعرض التطبيق العملي لذلك حتى لو بشكل محدود.

فالكتاب يحتوي على أهمية مُجْمَعة من حيث قدرته على إثارة النقاشات الحاسمة، ومن ثم توعية القراء والنقاد الغربيين، ويفتح آفاقًا جديدة للنقد العربي الحديث.

لمتابعة مقالات الموقع أكثر؛ إليك المقالة التالية: حول ملخص كتاب مفاتيح الجنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك * تعني إلزامي

Scroll to Top