ملخص كتاب الطريق إلى زمش

ملخص كتاب الطريق إلى زمش

يحمل الكتاب عنوان “زمش” وهو اختصار لعبارة “زي ما أنت شايف” في إشارة إلى تنظيم سري نشأ داخل المعتقل بين جدرانه وظلاله الثقيلة، صدر هذا الكتاب للكاتب الصحفي محمود السعدني عام 1993 عن دار أخبار اليوم وجاء في 216 صفحة.

أما كيف بدأت الحكاية وما الطريق الذي قاد إلى هذا التنظيم فيرويها لنا الساخر البديع محمود السعدني بأسلوبه الخاص وحسه الإنساني العميق تلك التفاصيل التي سوف نعرضها لكم اليوم من خلال ملخص كتاب الطريق إلى زمش.

تلخيص كتاب الطريق إلى زمش

الكتاب من تأليف الصحفي محمود السعدني ويستعرض فيه تجربته أثناء اعتقاله مع مجموعة من الشيوعيين في عام ١٩٥٩، الكتاب ينتمي إلى نوع من الكوميديا السوداء التي تمزج بين الألم والمرح، الألم هنا يتعلق بالظروف الصعبة التي مر بها السعدني أثناء سجنه والطريقة التي تم اعتقاله بها رغم أنه لم يكن شيوعاً وإنما كان يتواصل مع الشيوعيين، واليك افكار ملخص كتاب الطريق إلى زمش:

الشيوعيين

كان السعدني يعيش في تلك الفترة في جو من الشكوك، حيث تم اعتقاله بناءاً على ظن أن له علاقة بالشيوعيين، الكتاب يروي مشاهد من الضرب والإهانة التي تعرض لها السجناء والتي تعكس الواقع القاسي الذي كان يسود البلاد حينها، ومع ذلك فإن السعدني يجد عزائه في أنه في النهاية سيكون هناك يوم للمحاسبة، حيث ينال كل شخص جزاءه.

عند قراءة كتاب الطريق إلى زمش سوف تشعر بالدهشة من الأجواء الشيوعية التي يعرضها الكتاب، ففي ذلك الوقت كان الشيوعيون يمثلون تهديداً حقيقياً  للنظام الحاكم، نظراً لما كانت تبشر به أفكار الاتحاد السوفيتي، السعدني يوضح كيف أن النظام الحاكم كان يعاملهم كخطر، ويبدأ في مهاجمتهم، بينما كانت التيارات الدينية تتصاعد وتسيطر على المشهد.

والأمر المدهش أن هؤلاء الشيوعيين الذين كانوا يعانون من الاضطهاد كانوا في الحقيقة من أذكى العقول في مصر في مجالي الاقتصاد والثقافة، حيث كانت هناك أسماء لامعة يتم تدميرها لأسباب سياسية، أكثر ما يدهش في هؤلاء الشيوعيين هو استعدادهم للتضحية في سبيل مبادئهم، كان لديهم عقيدة حقيقية رغم أنها ليست دينية وكانوا مستعدين للموت من أجل أفكارهم.

اقرأ أيضا: ملخص كتاب طارش

السعدني يعترف بأنه لا يستطيع فهم هذه التضحية العمياء فمفهومه عن التضحية يرتبط دائماً بالجزء الروحي والجزاء في الآخرة، ويؤكد السعدني في الكتاب أن الشيوعيين لم يكن لديهم أي فرصة في مصر، حيث كانوا يعيشون في عزلة عن الناس بسبب خوفهم من أن يكون بينهم مخبرين، في الوقت نفسه كانت القيادة الشيوعية مليئة بالانقسامات والصراعات الداخلية.

كان الشيوعيون يحلمون بتغيير النظام لكنهم لم يدركوا أن الشعب لم يكن يهتم بهم في ذلك الوقت، كان هم الناس الأكبر هو توفير لقمة العيش.

اقرأ أيضا: ملخص كتاب مزرعة الحيوانات

وصف السجن في كتاب الطريق إلى زمش

وفي وصف هذا السجن الكئيب يقول الكاتب، لقد عاش ومات مئات من الأمراء والقادة والوزراء والمماليك به، ونزل به عشرات من أبطال ثورة عرابي، واستخدمته كل العهود وكل الحكومات في حبس أعدائها والمناوئين لها والذين تحوم الشكوك حولهم، وبسبب هذا السجن لقى البطل العظيم السلطان المظفر قطر حتفه وهو راجع من معركة عين جالوت بعد نصره التاريخي على التتار.

فقد حدث أن قال له الظاهر بيبرس، لقد وعدتني بولاية حلب بعد المعركة، وأنا الآن في انتظار تنفيذ وعدك، ولكن السلطان المظفر قطز ابتسم للظاهر بيبرس وقال له، إنس هذا الوعد فأنا أريدك بالقرب مني في القلعة، وقلبت العبارة من الظاهر بيبرس فما الذي يقصده قطر بعبارة أريدك بالقرب منى في القلعة، ان بالقلعة قصر السلطان والسجن.

اقرأ أيضا: ملخص كتاب السلسلة الفضية في العلوم الطبيعية

احلام اليقظة

الشيوعيين لن يغادروا السجن إلا إذا غادر عبد الناصر الحياة، وستنتهى المعركة بتعليق زعماء الحزب الشيوعي على المشانق وتصفية القواعد وقطع دابر الشيوعية من أرض مصر، لكن ستنتصر الشيوعية في نهاية الأمر، ولكن لم يكن يشغل بال الكاتب انتصار الشيوعية أو هزيمتها.

كل ما كان يشغل باله هو الخروج من سجن القلعة الى الشارع بأي ثمن وبأي وسيلة حتى لو أدى الأمر إلى هروبي من المعتقل، أو وقوع انقلاب في مصر يخرجنا بقوة السلاح، أو ربما بهبوط طائرة هليكوبتر في فناء السجن تحمله معها إلى أي مكان ولو إلى جهنم الحمراء.

في السجن مفروض عليك أن تبقى مكانك والزنزانة ضيقة والباب مغلق على الدوام، حتى المناقشات بيننا انتهت حتى الكلام أصبح معادا ولا جديد حتى السرحان خارج الأسوار أصبح محدودا كأنما خيالنا مسجون هو الآخر مع أجسامنا في زنزانة سجن القلعة.

اقرأ أيضا: ملخص كتاب معلم القراءة

اقتباسات من كتاب الطريق إلى زمش

لقد وقعت الحكومة في نفس الغلطة التي وقع فيها الشيوعيون المصريون، فمن ليس معى فهو ضدى، وأذكر أنني ذهبت مرة إلى جريدة المساء قبل اعتقالنا بعدة أيام، ورأيت في الطرقة الضيقة مجموعة من الصحفيين يتحاورون بحرارة، وكان من بينهم الدكتور عبد العظيم أنيس.

ويبدو أن هذا الواقع المؤلم المرير دفع البعض إلى التحليق بعيدا، فتصوروا أن معتقلا فى الفيوم لابد أن يكتسب شيئا من صفات الفيوم، وشطح البعض بعيدا فزعم أن معتقل الفيوم على شاطئ بحيرة يسبح فيها البط وعامرة بكل أنواع الأسماك، ومسموح للمعتقلين بالصيد والسباحة أيضا، وصدق العبد الله الأكذوبة الكبيرة، فرحت أعد العدة لتكوين فريق كرة قدم يخوض  مباريات الهول ضد الفرق الأخرى، ولكي أجعل من الكورة سكينا لقتل الوقت .

ولكن فرحتي لم تدم طويلا، فسرعان ما تبددت في المساء عندما ناقشنا الأمر داخل الزنزانة، ورحت استعرض أمام زملاء الزنزانة الجنة الموعودة في معتقل الفيوم، حيث يقوم المتعهد بتوريد المواد الأولية من لحم وخضار وفاكهة ونقوم نحن بطهي الطعام بأنفسنا.

اقرأ أيضا: ملخص كتاب المرحلة الملكية

نبذة عن الكاتب

محمود السعدني (20 نوفمبر 1928 – 4 مايو 2010) كان صحفياً وكاتبا مصرياً ساخراً، يعتبر من أبرز الأسماء في عالم الكتابة الساخرة في الصحافة العربية، لم يكن مجرد كاتب بل كان جزءا من تاريخ الصحافة المصرية والعربية، حيث ساهم في تأسيس وتحرير العديد من الصحف والمجلات في مصر وخارجها.

في الستينيات تولى رئاسة تحرير مجلة “صباح الخير” المصرية وأصبح اسما لامعاً في عالم الصحافة، كما كان له دور في الحياة السياسية خلال فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر، مسيرته شهدت لحظات صعبة، حيث سجن في عهد أنور السادات بعد اتهامه بالمشاركة في محاولة انقلابية.

اقرأ أيضا: ملخص كتاب طرق توليد الأفكار

 

في نهاية مقالنا ملخص كتاب الطريق إلى زمش ندرك ان رغم كل المعاناة التي تعرض لها السعدني فإن الكتاب يحتوي على مواقف فكاهية ومرحة، يصف لنا حراس السجن وكيف أنهم كانوا مجبرين على تنفيذ الأوامر رغم قسوتها وعندما يرحل المسؤول تهدأ الأوضاع، الكتاب يذكرنا في النهاية بأننا جميعاً بشر وأننا في بعض الأحيان نؤذي بعضنا البعض رغم ذلك.

 

 

هند على

هند على صانع محتوى لديه شغف كبير بالقراءة والاطلاع على الكتب القيمة ومن ثم تلخيصها بشكل متقن وبأسلوب بسيط وقوى حتى يسهل على القارئ الوصول إلى المعلومة، أملك خبرة ٧ سنوات في الكتابة والتحرير  وتلخيص الكتب ولكن مازلت اتطلع إلى المزيد  من الخبرة في صناعة المحتوى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك * تعني إلزامي

Scroll to Top