ملخص كتاب الجزائر في عهد رياس البحر

ملخص كتاب الجزائر في عهد رياس البحر

تعد الجزائر دولة ذات تاريخ عريق، تمتاز ثقافيًا وحضاريًا بمزايا عدة، ويأتي ملخص كتاب الجزائر في عهد رياس البحر؛ ليسرد لنا عن أحوال دولة الجزائر خلال فترة حكم “قادة الرياس البحري”، ويوضح لنا كيف أن الجزائر كانت دولة ذات سيادة بحرية وكلمتها مسموعة داخليًا وخارجيًا.

 

فيروي لنا المؤلف “ويليام سبنسر” أن دولة الجزائر كانت دولة قوية بحريًا وعسكريًا قادرة على حماية شواطئها وسواحلها من المستعمر الخارجي؛ الذي كان يقف بالمرصاد للبلاد ويحاول السيطرة عليها، فكانت السلطة البحرية التي حازتها دولة الجزائر حينئذ تمكنها من السيطرة على تجارة البحر المتوسط.

 

فيقوم الكتاب بالتركيز على الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية في دولة الجزائر خلال الحقبة العثمانية، مع تسليط الضوء على دورها البحري في البحر المتوسط، ولا شك أن هذا العصر الذي عاشت فيه الجزائر تحت حكم الرياس كان عصرًا ذهبيًا، تميز في كل المجالات الزراعية والصناعية والعلاقات الدولية، فقد عاشت تحت حكم الدايات والبايات وفي ظل الخلافة العثمانية.

 

ومن خلال مقالتنا التالية سوف نوضح كيف نشأ الرياس البحري الجزائري وما هي مضامين تكوين القوة البحرية، وأيضًا سوف نبين النشاط البحري الذي أجرته الجزائر تحت مسمى الجهاد البحري، وأخيرًا وليس آخرًا سوف نذكر أسماء قادة الرياس البحري الذين جابوا البحر المتوسط وكانت لهم الهيبة في نفوس الصديق قبل العدو.

كتاب قد يهمك:- ملخص كتاب رحلة يقين.

كيف نشأ الرياس البحري وما هي مضامين تكوين القوة البحرية

  • النشأة التاريخية للرياس.

نشأ الرياس البحري في شمال أفريقيا؛ على سواحل البحر المتوسط في الفترة التي ظهرت فيها القرصنة البحرية العثمانية، وخاصة خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلادي، وتعود أصول هؤلاء القراصنة إلى الأصول المغربية و العثمانية فكانوا يعملون في بادئ الأمر على أنهم قراصنة مستقلين؛ و فيما بعد استطاعوا الانضمام إلى الأسطول البحري العثماني كجنود مجاهدين يدافعون عن سواحل البحر المتوسط الإسلامي من الغزاة الأوروبيين المسيحيين.

 

  • كيف بدأ النشاط البحري.

بدأت المناوشات والحروب في البحر المتوسط على اثر الخلفية التاريخية بين القوى الأوروبية المسيحية المتمثلة في الإسبان والبرتغاليين والقوة العثمانية، حيث كان البحر المتوسط مرتعًا للصراع بين هاتين القوتين، فبعد سقوط الأندلس سنة 1492 م، هاجر الأندلسيين إلى شمال أفريقيا و استطاعوا الانضمام إلى المقاومة البحرية كجزء لا يتجزأ منها لمهاجمة الجنود الإسبان.

 

كان الأخوان بربروسا يتقلدون القاعدة البحرية؛ ويقومون بمهاجمة السفن الأوروبية ليساعدوا الأندلسيين الفارين من الأندلس على الوصول الى شمال افريقيا بأمان، فكانت لهم صولات وجولات مع السفن الأوروبية التي أرادت الضرر بالمسلمين هناك، وقام الأخوان بربروسا خير الدين وعروج بالانضمام إلى الأسطول البحري العثماني وأصبحوا جزءًا من القوة العثمانية.

 

  • مساندة الإمبراطورية العثمانية للرياس.

قامت الإمبراطورية العثمانية بواجبها الملموس باعتبارها الإمبراطورية صاحبة القوة، حيث قامت بتزويد جنود الرياس البحري بالسفن والموارد والأسلحة المناسبة للجهاد ليستطيعوا أداء نشاطهم البحري بسهولة.

  • أُسس العقيدة الجهادية .

فكانت من مضامين تكوين القوى البحرية للرياس اشتمالها على العقيدة البحرية، لأن الأصل في تأسيس القوة البحرية آنذاك هو الجهاد البحري ضد الغزاة الأوروبيين وخاصة البرتغاليين والأسبان؛ الذين يحاولون الوصول الى السواحل الإسلامية بشتى السبل، فكان الرياس البحري يهدف إلى حماية السواحل الإسلامية ونشر النفوذ العثماني في المنطقة.

  • أساليب الحرب.

فكانت التكتيكات والاستراتيجيات التي يتخذها جنود الرياس أثناء مهاجمتهم للسفن الأوروبية؛ هي استراتيجية الكر والفر والسرعة في المهاجمة باستخدام السفن الخفيفة مثل الغاليات، فكان يقع استهدافهم المباشر على السفن المحملة تجاريًا، ليستطيعوا أضعاف الاقتصاد الأوروبي فأِنشأت قواعد عسكرية على حدود سواحل شمال أفريقيا في كل من تونس والجزائر وطرابلس.

  • الحرية القتالية.

كانت أساليب القيادة لدى جنود الرياس مطلقه اي يتاح لهم حرية التصرف، فكان ذلك من الأسباب التي أدت إلى جعل الجنود يبتكرون في أثناء مهاجمة الغزاة الأوروبيين، فتمت أضافه هؤلاء الجنود فيما بعد إلى صف الباشوات في البحرية العثمانية.

  • مراكز الانطلاق.

فكان يستخدمون الموانئ والقواعد البحرية في شمال افريقيا من اجل انطلاق الأساطيل البحرية، وتمكنوا من تطوير الاساطيل وبناء السفن وتمويلها من خلال الغنائم التي كانوا يأخذونها من السفن الأوروبية.

  • النجاح الاقتصادي والسياسي.

كان للرياس البحري أثرًا إيجابيا على الجانب السياسي والاقتصادي للإمبراطورية العثمانية فكان يقومون بالسيطرة على التجارة البحرية مما كان سببا في تعزيز النفوذ الإسلامي في منطقة البحر المتوسط.

كتاب السيرة النبوية:- ملخص كتاب الرحيق المختوم.

فكان لرياس البحر قوة بحرية مستندة إلى الجهاد؛ دعمت الإمبراطورية العثمانية من خلال الدفاع عن السواحل الإسلامية؛ فكانت جزءًا من الوجود العثماني في البحر المتوسط.

 

أطلع على هذا الكتاب:- ملخص كتاب التوحيد.

النشاط البحري تحت مسمى الجهاد البحري

يعد مصطلح الجهاد البحري إحدى المصطلحات التي استخدمتها القوات العسكرية البحرية؛ لتعبر عن أنشطتها المختلفة التي تؤديها بداخل البحر المتوسط، فهنا قوات الرياس البحري لدولة الجزائر استخدمت مسمى الجهاد البحري لحماية السواحل الإسلامية من الخطر الأوروبي، وكذلك استعمل هذا المصطلح لتوسيع رقعة الأراضي الإسلامية والفتوحات، وانتشر هذا المسمى في العصور الأندلسية وعصر حكم الإمبراطورية العثمانية.

  • حماية السواحل الإسلامية.

تعين الجهاد البحري باعتباره إحدى الوسائل التي تفرض على الامبراطوريه أو الدولة تأديتها أثناء الدفاع عن حدودها الجغرافية وسواحلها البحرية من هجمات الأعداء، كمثل المقاومة البحرية التي تمت أثناء الحملات الصليبية؛ وهجوم المستعمرين.

  • توسيع الرقعة الإسلامية.

قام المسلمون باستخدام الأساطيل البحرية عند إرادة نشر الاسلام في احدى البلدان وخاصة في البحر المتوسط والمحيط الهندي.

  • علاقة الجهاد البحري بالتجارة.

استخدم المسلمون حركة الجهاد البحري لتأمين طرق التجارة من اللصوص والقراصنة وكانت لتلك الحركة بعدًا اقتصاديا للدول الإسلامية.

مجابهة القوات المستعمرة.

ارتبط مصطلح الجهاد البحري ارتباطًا وثيقًا بالدفاع عن الأراضي الاسلامية ضد الخطر الأوروبي المسيحي؛ الذي كان يحاول السيطرة على البحار مثل دولة البرتغال واسبانيا خلال عصور الإكتشاف.

  • القوات البحرية الإسلامية.

كانت الأساطيل البحرية الاسلامية ذات صيت منتشر في دول الغرب الأوروبي، باعتبارها قوة كبيرة فكانت ترسل اساطيلها للبحر المتوسط لمواجهة الغزاة الأوروبيين.

زد حدود المعرفة:- ملخص كتاب وحي القلم.

أشهر أسماء قادة الرياس البحري

قاده الرياس البحري هم قادة عثمانيون تمكنوا من قيادة الأساطيل البحرية العثمانية لحماية سواحل البحر المتوسط.

من اشهر هؤلاء القادة هم:-

  • “خير الدين بربروسا” الذي يعد أشهر قائد بحري عثماني كان له فضلاً عظيمًا؛ في جعل الإمبراطورية العثمانية تسيطر على سواحل البحر المتوسط.
  • “عروج الدين بربروسا” هو أخو خير الدين، وكان له دورا عظيمًا في تثبيت أركان الدولة العثمانية في شمال أفريقيا، وقام بالعديد من الحملات البحرية ضد الغزاة الأوروبيين.
  • “درغوث رئيس” أو كما يعرف “درغوث باشا”، يعد أحد قادة البحر فهو يتميز بالشجاعة والحنكة الشديدين في المعارك، وكان له دورًا ملموسًا في تقدم النفوذ العثماني في البحر المتوسط.
  • “بيالي باشا” يعد أحد القادة البحريين الذين خاضوا معركة ليبانتو سنة 1571، وتميز بأنه أحد أهم القادة البارزين وبالأخص خلال القرن السادس عشر.
  • “سنان باشا” يعد من قاده الرياس البحري الذين سحقو الرايات الأوروبيين البرتغالي، وتغلب عليهم في المحيط الهندي فكان سنان باشا دبلوماسي عثماني ناجح.
  • “حسن باشا” كان قائد بحري جزائري عثماني، من قيادات الرياس قام بالتصدي للاعتداءات الأوروبية على سواحل دولة الجزائر.

تمكن هؤلاء القادة من خوض أدوار عظيمة لدحر الغزاة الأوروبيين عن شواطئ البحر المتوسط.

كتاب من سير الصحابة والتابعين:- ملخص كتاب سير أعلام النبلاء.

ختاما لابد ان نقول ان ملخص كتاب الجزائر في عهد رياس البحر، تحدث عن أحوال دولة الجزائر وأوضح لنا المؤلف “وليم سبنسر” أنه قد سطع شمس الجزائر خلال فترة حكم الرياس البحري، فلقد انتعشت البلاد من كل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واستطاعت أيضًا الحفاظ على حدودها الداخليه والخارجيه من الغزو الأوروبي، كما أدخلت اقتصادًا للدولة عن طريق الغنائم التي يأخذونها من السفن التجارية، وتمكنت من الحفاظ على علاقاتها الدولية فكانت جميع الدول تحسب لها حسابا آنذاك لأجل قوتها البحرية.

 

تابع هذا الكتاب أيضًا:- ملخص كتاب البداية والنهاية.

 

 

 

 

صوتك مهم، أضف تعليقًا يفتح لنا آفاقًا جديدة

لن يتم نشر بريدك * تعني إلزامي

Scroll to Top